مبروك النجاح لطلاب التوجيهي
مبروك النجاح، وها انتم مقبلون على المرحلة الجامعية، ونقول لكم بإن الحياة المستقبلية لكم سوف تكون مفرحة ومؤلمة، ضاحكة وعابسة، معاندة ومسالمة، مطيعة ومشاكسة، أتيتموها لا لتشكوا منها، ولا لتبكوا عليها، أتيتوها لتعيشوها وتتعايشوا معها، تقطفوا من ثمارها حلوها، ولا يجزعنكم مرها، تجنوا من رحيق إنتاجها العلم الحلال، وتهيموا عشقاً بالجمال، تغوصون نحو ماضيكم العميق، وتراثكم العريق، فما حياتكم إلا امتدادٌ لحياة الآباء والأجداد، دون أن تغفلوا حقكم فى الانسجام الجاد مع واقعكم المعاش الآن، بكل معان الفضيلة والالتزام، اٍن الحياة الحقيقية هى حياة شاقة، تتطلب منكم أن تقابلوها بعزيمة وإصرار، مع الوضع فى الاعتبار مرونة وليونة ورقة، فلا تثنيكم عن الطريق المعوقات، ولا تلتفتوا كثيراً إلى ما فات، فمستقبلكم فى الحياة أهم وأجدى من العيش على أنقاض ما فات من مؤلم الذكريات، إن علماء النفس يؤكدون، على أٍن من يملكون إيماناً وعزيمة وإصراراً على مواصلة الإبداع، رغم ما يسببه أعداء النجاح من أوجاع وعراقيل وعوائق وأوضاع، تزداد ثقتهم ويزيد إنتاجهم بازدياد تحديهم وإصرارهم على إثبات موهبتهم على الساحة العلمية والعملية، فرغم ما يلاقونه من خصومهم نجدهم أكثر سماحه وصراحة من غيرهم، فعليكم وأنتم زهرة يانعة فى روض الشباب الآن، واٍبتسامة لامعه فى ثغر التطلعات والآمال، وفجر مشرق فى سماء الحياة، أن تصعدوا وتتخطوا العقبات، وأنتم تبتسمون فى وجه الصعوبات، فلا تلقوا بإنفسكم فى أودية الغضب، أياً ما كان الدافع والسبب، واجتهدوا فى الحياة بالعمل، واشحنوا قواكم بطاقة التفاؤل والأمل، ولا تنظروا لنصف الكوب الفارغ، فيصيبكم اليأس، وانظروا إلى النصف الملآن ولا بأس، عليكم أن تستمتعوا بالخيال والجمال، مع تبحركم فى أوديه العلم الحلال، وإلا أصبحتم آَله بلا روح ولا شعور، تدورون فى رحى الأيام، وأنتم بين شقيها مطحونون مقهورون، تلك الدروس والعبر، والوصايا والفكر قد نفعت الكثير في حياتهم العملية خلال أعوام طوال، فاستطاعوا أن يمخروا فى عباب بحار العلم المتخصص ودنيا الطبيعه والجمال، نعم لم يصلوا اٍلى كل ما أرادوه حتى الآن، فمهما نهلتم من بحر العلم تجدوا أحتياجكم إلى الارتواء منه يوماً بعد يوم يزداد، وكلما زادت معرفتكم شعرتم بالنقص الشديد، فالكمال لله وحده وهذا أمر أكيد، ولتكونوا عاشقين للحياة بكل مكوناتها ومعانيها وتفاصيلها، فإن رضيتم كفيتم ، وإن اٍشتد عليكم الأمر يوماً من الأيام، فلا اٍستسلام، بل حاولوا جاهدين التغلب على الصعاب والآلام، حتى تزول، وينقلب الهم اٍلى سرور، فبالإقدام والإصرار سوف تحققون أهدافكم فى الحياة، وكل ذلك بتوفيق من الله، الذي يسدد خطاكم على درب الحياة، و سوف تنالون ما تصبون اٍليه من نجاح فى حياتكم العلمية والعملية والأسرية، فالحمد لله تلك هى رحلتكم مع الحياة.