ماهو سر غياب الأحزاب السياسية عن الحراك السياسي
محمد خالد الصبيحي
ما يجري في الشارع العربي يطرح علينا العديد من التسأؤلأت ماهو سر غيابالحراك الحزبي العربي عن قلب الحدث، أو عدم تأثيره ؟علما إن أولي مهمات الحزب الثوري أن يصنع التغير ويقوده، ماهر سر هذا الضعف قياسا مع ما يجري الآن في الشارع العربي. إن المقياس الذي تقاس بة ثورية الأحزاب هو مدي تأثيرها في صنع الحدث وحجم مشاركتها ،وطبيعة رؤيتها لمراحل التطور واستنادا لهذه المقاييس نطرح السؤال التالي ؟ لماذا الحراك الحزبي الخجول يحاول إن يهرول لاهثا وراء الأ حداث التي هي من مبرر وجودها ,إن وقفة نقدية ضرورية جدا علي الحركات الحزبية إن تقوم بها وإعادة صياغة المفاهيم والأسس لأنطل أقتها . وتحديد مفهومها للحراك الشعبي . بدل الجلوس في الغرف المغلفة . وحاوله خلق مبرر للفشل الذريعة الذي لحق بهم والحقودة بأحزابهم وتاريخها مما يشكل انحراف عن المسيرة والمبادئ الأساسية للأحزاب.
إن الحركة الحزبية في الأردن خاصة كما هي في الوطن العربي عليها أن تحدد موقفا واضحا وصريح من الحراك الدائر الآن في الشارع العربي، وان تبتعد عن المزاجية في المقاييس...وسيق التبريرات في عجزها عن التواصل مع الحراك الشعبي بأسباب واهية والتي في بعض الأحيان تعطي مؤشر إن قيادات هذه الأحزاب أصبحت دائرة من دوائر الدولة...تأتمر بإمرتها ,,,وتحاول إن تعرقل أي تفاعل بين القواعد والحراك بمبررات
مما أصبح يخلق حالة من الشك...والتناقض مع منطلقات ونظريات تلك الأحزاب
قد حقق الشعب قفزة نوعية علي المفهوم التقليدي للتغيير، وأسس للمفهوم الشعبي بديلا لسمة الانقلابات العسكرية. وهو بالتالي لم ينتظر الحركة الحزبية العربية لكي تفجره وتعد له أسباب نجاحه، بل سبقها في قلب المعادلة التي كانت تعتمد على أن الحزب الثوري هو الذي يخطط ويقود ويشارك ويصوِّب.
إن الرؤيا للمفهوم العميق لدور الحزب الثوري، وبالتالي تحدد رؤيتنا لما نراه ونشاهده على سطح الأحداث الثورية التي نتابع فصولها الآن على الساحة العربية من المحيط إلى الخليج.
هذه الظاهرة كانت تشكل الإستراتيجية المحورية في فكر الأحزاب الثورية ، وأولتها عنايتها القصوى
إنها صفة الإبداع التي تتلازم مع الأحزاب الثورية ، إنها صفات التضحية والتجديد المستمر في مستوى الأداء، إنها صفة الحيوية استمرارية إنه الحزب الذي وضع رؤية نظرية، وخطط لتطبيقها، ونزل إلى الخندق ليقود منه وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل: أين هو موقع الحركة الحزبية العربية الآن؟
لقد استلهم الشعب العربي رؤيته للثورة من قلب المعاناة، ونزل إلى الشارع، ودفع الثمن.في ظل تقاعس وعجزا الأحزاب . وانقلبت الرؤية رأساً على عقب، إذ بدلاً من أن تقود الأحزاب حركة التغيير الشعبية، فإذا بحركة التغيير الشعبية هي التي تبادر إلى قيادة نفسها، بينما الحركة الحزبية تقف على أرصفة الانتظار، تراقب وتنتظر، وكأنها على حياد مما يجري. مما أفسح المجال لقوى الثورة المضادة تسرح وتمرح وتعمل على قطف ثمار الثورة الشعبية بتحريفها وتضليلها وسرقة نضالاتها. وهذا الذي يفرض علينا التساؤل التالي: ما هي أسباب انعكاس صورة المعادلة في العلاقة بين الأحزاب الوطنية والشعب؟
وهل الأحزاب فقدت الحيوية في كل الاتجاهات النظرية والقيادية والنضالية، وتحولت من مستوى العطاء إلى مستوى الأخذ، لذلك
، فإن الأحزاب الثورية العربية مطالبة إلى تجديد شبابها والعودة للينابيع الرئيسة في كل الاتجاهات قبل إن تفقد مصداقيتها طالما أنة لأيزال هناك وعي حاضراً بأهمية الحركة الحزبية ومؤمناً بدورها الطليعي ،لذلك على الحركة الحزبية العربية أن تستعيد زمام المبادرة وتنفض الغبار عن نفسها وتستأصل الخلايا الميتة من جسدها. أن تنتفض على نفسها ولو لمرة واحدة؟ تخرج من سجون التجميد إلى رحاب التجديد .