عطل في الماكينة الاقتصادية


عندما تكون الاشارة المرورية «ممنوع المرور» فإن ذلك يعني ان السير في ذلك الاتجاه ممنوع لغاية تنظيم المرور وتسهيل حركة السير، وعندما تكون بعض المؤشرات الاقتصادية تضيء باللون الاحمر فان ذلك يعني ان الاستمرار في ذلك النهج الاقتصادي هو خطأ يجب تصحيحه، وان السياسات الاقتصادية تمضي في الاتجاه الخاطئ.
ان تراجع معدل الدخل الفردي منذ ثماني سنوات وباستمرار هو ذلك الضوء الاحمر الذي يشير بأن هناك خطأ ما يحصل في الماكينة الاقتصادية.
هناك عطل ما في تلك الماكينة تم غض النظر عنه لسنوات ولم يتم اصلاحه وبدأت اثاره السلبية تنعكس على اشياء كثيرة. الدخل الفردي انخفض الى 9722 دينارا في عام 2017 مسجلا تراجعا بحوالي السبعة عشر بالمائة منذ العام 2009 تآكلت من قيمة الدخل الفردي حوالي العشرون بالمائة.
ان تراجع مستوى الدخل له دلالات كثيرة اولها ان الدخل الحقيقي انخفض بسبب ارتفاع معدلات التضخم وتراجع القوة الشرائية للدينار وثانيها ان الدخل الاجمالي للدولة ينمو بمعدلات ضعيفة اقل من معدلات النمو السكاني وثالثها ان محركات النمو تضعف ممثلة بالاستثمار والاستهلاك والتصدير والانفاق الحكومي.
اذا فان تراجع مستوى الدخل الفردي يعد من الاثار السلبية لتلك الاعطال في المحركات الاقتصادية وهو نتيجة لا مسبب واعتقد جازما ان التراجع سيستمر في حال لم تعالج المشاكل خلال السنوات القادمة.
خطة التحفيز المقترحة لم تحدد المشاكل وانما اقترحت حلولا تنموية تصب في الاصلاح الشامل تحتاج الى عشر سنوات حتى نلحظ اثارها على افتراض انها نفذت بالطريقة الصحيحة وعززتها الاستمرارية.
المشاكل الاقتصادية واضحة والكل بات يحفظها عن ظهر قلب لكن العلة في طريقة معالجتها والسرعة والدقة في التنفيذ.