حين تضيق الدولة بإرادة مواطني الزرقاء



لم يستسغ كثير من أهل مدينة الزرقاء مبررات قرار مؤسسة الضمان الاجتماعي بوضع إشارة حجز على أموال بلدية الزرقاء المنقولة وغير المنقولة، حين قالت إن ذلك القرار متفق تماما مع قانون المؤسسة.
حسب تقرير ديوان المحاسبة لعام 2014 فإن الأموال غير المحصلة للضمان الاجتماعي بلغت 139.2 مليون دينار، فهل حصلت المؤسسة جميع أموالها؟ وإن كان الجواب لا، فلماذا؟
مشكلة مؤسسة الضمان الاجتماعي مع البلديات وبلدية الزرقاء ليست جديدة، بل هي قديمة ومن مجالس سابقة، فلماذا ينفجر هذا اللغم في وجه المجلس الحالي؟!
كثير من أهل الزرقاء يعتقدون أن الدولة غير راضية عن اختيارهم رئيس بلدية ينتمي للحركة الإسلامية، وهم يعتقدون أن الدولة تعاقبهم على اختيارهم الحر هذا!!
قد يكون هذا انطباعا لدى الأكثرية في مدينة الزرقاء، لكن هذا الانطباع ترسخ في الزيارة الملكية الخاطفة لمدينة الزرقاء في شهر رمضان الماضي، حيث تجاهل منظمو الزيارة الملكية دعوة رئيس البلدية، ليكون من ضمن الوفد الذي سيستقبل الملك، والأصل وحسب الأعراف فإن رئيس البلدية يجب أن يكون على رأس المستقبلين، بل يجب على المجلس البلدي أن يكون هو من يقوم على ترتيب الزيارة من الناحية الفنية، فهو خيار الشعب، والخيار الشعبي يتقدم على خيار البيرقراطية والأجهزة، هذا ما يجب أن يكون إن كنا حقا نحترم ونقدر إرادة الشعب.
في الحقيقة فإن كثيرا من أهل الزرقاء شعروا بأنه قد تم تجاهلهم، فالزيارة الملكية كانت خاطفة وغير معلن عنها، حتى أولئك القاطنين بالقرب من المسجد الذي افتتحه الملك، لم يعلم عن الزيارة واستغرب هذا الكم الكبير من السيارات الفارهة في هذا الحي المتواضع.
أما قصة مجلس البلدية الحالي مع وزارة البلديات فحدث ولا حرج، حيث لم يكلف الوزير نفسه بزيارة المدينة منذ تسلم المجلس الحالي مهامه إثر انتخابات حرة ونزيهة قال أهالي الزرقاء فيها كلمتهم، فيما يعمل، حسب أعضاء المجلس، على إعاقة مشاريعها، وآخرها مشروع الخلطة الاسفلتية لشوارع الزرقاء المهترئة، ومنها شوارع التي حظيت بالزيارة الملكية الخاطفة.
وزارة البلديات بدورها لم تعامل بلدية الزرقاء كالبلديات الأخرى، فاستثنتها من مساعدات مالية لتسديد جزء من ديونها، كما فعلت مع 60 من بلديات المملكة بقيمة 200 مليون دينار.
على رئيس الوزراء أن يبادر فورا بالوقوف بنفسه على مشكلة بلدية الزرقاء التي تقدم خدماتها لحوالي ثلاثة أرباع مليون مواطن، فمشكلتهم أهم من مشكلة بركة البيبسي يا دولة الرئيس.