حملة مقاطعة اللحوم ... مارثون شعبي يتحدى الجشع !!
حملة مقاطعة اللحوم ... مارثون شعبي يتحدى الجشع !!
قد يبدو مفهوما احيانا ورغم مخالفته للدين وقيم الانسانية ان يلجأ بعض التجار ممن وضع ضميره في سلة مهملات ان يتلاعب بأسعار السلعه التجارية مستغلاً ظروف الحرب او الأزمات البيئية او الاضطرابات السياسية ، فيلجأ لرفع الأسعار بعد ان يخفي السلعة لفترة من الوقت حتى نفاذها من الاسواق فيخرج للناس بها بأسعار مضاعفة ، وهم في الغالب تجار حروب ولكن من نوع خطير جدا كانت الدول الحريصة على استقرار الأمور وحماية شعوبها تلجأ لاتخاذ تدابير وقائية وعقابية بحق من تسول له نفسه القاتلة التلاعب استغلال ظروف وحاجة الناس للطعام او السلع الضرورية فيلجأ لممارسة تلك السلوكات غير الأخلاقية والمحرمة شرعا في كافة الاديان والحقوق البشرية ! غير عابىء بالتزام ديني او اخلاقي تجاه شعب يدعي انه ينتمي اليه ،وهو في الغالب لا ينتمي إلا لمصالحه وارقام حساباته في البنوك على حساب الناس ، فيأكل الحرام ويمارس الحرام ولا يستبعد ان تجد له مسجدً او مصلى ينفق عليه !!
لكننا لا نفهم اسباب ممارسة هذه السلوكات لدى بعض التجار والمحتكرين منهم خاصة لبعض السلع في الاردن ولكنهم يتبعون طرق أخرى ، فهم يمارسون اولا ًضغطا على الحكومات لدفعها تخفيض الضرائب والرسوم على تلك السلع تمشيا مع الظروف التي يمر بها المواطن !! وبعد حصولهم على التخفيض يقومون برفع الاسعار ، فيجتاز هذا الجشع مغانم التخفيض وربا رفع الاسعار المحرم شرعا في هذه المعادلة ، غير عابىء بالتزام ديني او اخلاقي تجاه شعب يدعي انه ينتمي اليه ،وهو في الغالب لا ينتمي إلا لمصالحه وارقام حساباته في البنوك على حساب الناس ، فيأكل الحرام ويمارس الحرام ولا ُيستبعد ان تجد له مسجدًا او مصلى ينفق عليه !!
والسؤال هنا ، هل عاش مواطن عربي او اردني هذه الحالة الخاصة التي تميز تاجرنا الاردني عن غيره من بقية التجار في العالم ؟!
سمة ننفرد بها دون غيرنا في هذا الكون ، الحكومات تقدم تسهيلات للتاجر واعفاءات مميزه يفترض ان يقابلها في العادة تخفيض الأسعار ، لكننا هنا نتعامل مع طبقة جشعة مختلة نفسيا سارقة لجيوب المواطن المرغم على اطعام ابنائه وعائلته ، وحين توجه لهم الاتهامات يخرجون للعالم بمبررات باطلة غبية ويعرضون الاسعار العالمية للمواطن تفنيدا لجشعهم واكلهم السحت !
معادلة التحالف الغريبة بين النظام والتجار باتت هي العدو الأول للمواطن البسيط ، فبالاضافة الى اعداء الشعب من طبقة الفساد التي حكمت البلاد واحكمت قبضتها عليه عبر عقود من الزمن ، تأتي طبقة التجار ومن يتحالف معها في الحكم عدو أخر ، يسرق المواطن مباشرة ويضاعف من همومه وتحدياته التي يواجهها ، ولا بد من اسقاط ذلك التحالف عبر الدعوة الى مقاطعة تلك السلع والصبر لأيام وحتى أسابيع بالتوقف عن استهلاك تلك المواد وخاصة منها اللحوم ، فرغم صعوبة الالتزام في هذه المقاطعة بسبب أحوال الشهر الكريم واحتياجات الناس المرتبطة بثقافة التواصل والاخوة والتكريم ، فأن ذلك بمثابة امتحان صعبا يواجهه المواطن و يستطيع من خلاله استخدام بدائل اللحوم وضرب تلك الطبقة المحتكرة لهذه السلعة لعل وعسى ان يدركوا ان الله حق ، وان إرادة الناس بتغيير بعض عاداته وثقافته الاستهلاكية قد تتبدل وتتغير ، ويلقن اولئك الوحوش درسا قاسيا يجعلهم يرتدون الى ضمائرهم الملقاة في سلة مهملات لفترة منذ فترة غير بسيطه !
الدعوة مفتوحة " لجمعية حماية المستهلك " ان تبدأ بإطلاق الرصاصة لهذا المراثون والحملة الشعبية التي تتحدى تلك الطبقة ويعلن للناس بدء حملة المقاطعة مع إطلالة شهر رمضان المبارك الذي يراهنون عليه كثيرا لممارسة طقوس جشعهم ، ووضع البدائل الى حين اعإدة الضمائر الى مكانها الطبيعي الذي خلقها الله بها ، وان لا تتلكأ تلك الجمعية بتلك الدعوة على غرار التلويح والانذار الاعلامي دون خطوة عملية نحو تحقيق الهدف ، فقد نجحت الجمعية ولاكثر من مره في مواجهة اولئك النفر وعليها الاستعداد للمعركة الأم ، وإلا عشنا كما عاشت حراكات الشعب في كافة المحافظات وتوقفت عند رفع الشعارات والمسيرات دون تصعيد يؤدي للنتيجه المراده !! لأن استمرار التلكوء في التصعيد دفع الحكومات للإنقضاض عليها بجمل تعديلات قانونية ودستورية لا طعم ولا لون ولا رائحه ! فهل نهيء انفسنا لحين بدء اطلاق الحملة !
ام ان ظروف المواطن الصعبه وحدها عنوانا للحملة ! وان لم تبدأ الحملة ، فدعونا نكون نحن من يطلق رصاصة بدء الحملة وانا أول المصطفين ، لأن نجاحنا في هذه الحملة هو رسالة لمن يهمه ألمر ان الشعب لم يعد لديه ما يخسره ، ليس على مستوى استهلاكه ، بل وعلى مستوى حريته وكرامته وحرصه على وطنه !