الاحتقان
الاحتقان
تتكون الجبال من الحصى والحجارة الصغيرة ، التي تراكمت فوق بعضها البعض مع الزمن وأثر عوامل جوية ، فكونت تلك الجبال الضخمة والكبيرة التي نشاهدها ويبهرنا حجمها .
أنا لست بصدد القاء محاضرة في الجغرافيا والتضاريس ، أو في علم الجبال وطريقة نشوئها ، انما اريد ان اعطيكم مثلا عن حقيقة الوضع الذي ألنا اليه .
بصورة اخرى .. القصة بدأت بقضايا فساد صغيرة – لا تذكر – تبعتها بعض المحسوبيات ، تلاها الشعور العام بالنقص الحكومي واحتياجات المواطنين ، زاد الطين بله الانكار الحكومي واستغلال المصالح الشخصية على المصالح العامة ، تبعها شعور عام بأن المواطن ليس الا رقما في الحسابات الحكومية ، ورأسا في التعداد السكاني ، وهامشا في تحقيق الرغبات والحقوق ، وعبدا في اداء الواجبات
كل هذه الأمور وبفعل الزمن ، كونت كل ذلك الاحتقان الذي نلمسه ونحسه ونراه ونسمعه ، ونعانيه .
هناك فقر ، وهناك بطالة ، وهناك حقوق مقتنصة ، وهناك طلبات لا تتجاوز أبسط حقوق الحياة ، وهناك فساد وهناك طبقتين ، يعيش الأغلبية في الاولى ، بينما قلة قليلة تعيش في الطبقة الثانية لتسحق الاولى .
لذا يجب على الحكومة ان تعي الوضع الذي وصل اليه المجتمع ، خوف ان تتفاقم الامور وتخرج عن مسارها ، فيما لو لقيت تلك الافواه أيادي مدسوسة ومسمومة .
هناك أمور كثيرة باتت مستغربة ، وهناك أصوات تتعالى ، هناك أصوات بدأت تتجاوز الخطوط الحمراء ، سواء بالعلن أم بالسر ، لا أقول بانهم ليسوا أردنيين ووطنيين ، بل هم انتمائيون ولكن الضغط والتراكم أرهقهم وأعياهم .
قد يسال البعض ما هو الحل ؟!
الحل هو الالتفات الى الشعب ، الذي وان كان ومن يومه الكرت الخاسر ، الا انه بات اليوم هو الكرت الرابح الذي يجب استغلاله واستثماره والحفاظ عليه .
بالرجوع الى علم الجبال ... طالما قدرنا على شق الجبال وقصها وسحقها وبناء العمارات والجسور والأنفاق ، فالحكومة قادرة على تفتيت جبال الضغط والاحتقان الذي وصل اليه الشعب على مدار السنين ....
فقط فيما لو ارادت .
المحامي خلدون محمد الرواشدة