البخيت بين عجلة الإصلاح المنشود ... وملفات الفساد

 


أجواء شديدة الاحتقان تسود العمل الحكومي هذه الأيام، لا سيما بعد ما يشن على رموز حكومة البخيت من حملات منتظمة ومقننة تارة يحدوها نبض الشارع الأردني وتارة تحركها أنامل المعارضة المسيسة والمقننة والناعقة بالخراب مع عدم إغفال أن هناك من يكتب لأجل الكتابة وظهور الاسم فقط متناسين أن كل ما يدور في فلك دائرة الأحداث السياسية في البلاد يؤثر على عجلة انتظام الحياة اليومية ورتابتها والسعي لإدراك إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل أن تسقط الأرواق جميعها، وحينها لا يمكن جمع ما تبعثر منها ولا يمكن تركها تتناثر مع ريح ما نسميه المناشدة بالإصلاح...

لست أبدا مع تكميم الأفواه ولن أكون يوما مع كبت الحريات، ولكنني فعليا مع حفظ الاختصاص لأصحابه وترك الدفة لربان قادر على أن يصل بسفينتنا لبر الأمان من دون غوغاء أو عبثية أو ضجيج لا طائل منه ولا يحقق لنا سوى " تلوثا ضوضائيا " هو بأقل المسميات مزعج ليس إلا ولن يكون في أي يوم من الأيام لمصلحة أي منّا!!!

وكل ما يكتب يوميا سواء على صفحات صحفنا أو مواقعنا الإخبارية يدخل ما ينوف 90% منه تحت مسمى " لا جديد " حتى أصبح الملل والضجر ظاهرة عامة لا يمكن معها الوصول إلى حقيقة مهما كانت بسيطة...

هذا اللهاث الحكومي لاسترضاء الشارع من جهة، وإسكات نعيق المعارضة من جهة أخرى خلق حالة من التشتت وضياع الجهد لا بل وضياع الحقيقة والمصداقية، انشغل الجميع عن قوت المواطن اليومي وعن آلاف القضايا التي تحتاج تدخلا سريعا وحاسما وأصبح شغلنا الشاغل ملفي " الكازينو  " و " خالد شاهين " مع علمنا بأن هذين الملفين يغذان الخطى نحو نهاية حتمية لا يمكن أن تجد تحتها من يتحمل مسؤولية سوء الائتمان أو سوء استغلال النفوذ!!!

فلماذا كل هذا الحراك الذي لا طائل تحته ولا يصب سوى في مجرى استنزاف اقوى والطاقات ليس إلا... فهلا هدأتم قليلا لنرى معا ما يمكن تحقيقه نحو مستقبل أفضل وأشد قوة وتماسكا؟!!