هل يصوم الاعلام يوما لله

 

اليوم اول ايام شهر رمضان شهر التوبة والغفران والرحمه وهذه دعوه الى اعلاميينا اين كانوا بان نهب يوما لله  ونبتعد عن  جلد الذات ومعاقبة الوطن ورجاله على جريمه لم يرتكبوها

لانه عندما تعالج الصحافة القضايا الإنسانية والاجتماعية بروحٍ غير إنسانية وتلتمسُ للباطل المعاذير والمبررات فإنها تصيبُ الرأي العام بأفدح الشرور وتعرقل كلَّ وسائل التربية ومحاولات التفوق الخلقي للجماعة وتحدثُ زلزالاً فكرياً وأخلاقياً يقوِّض الصروح الأخلاقية والثقافية والعلمية والأدبية التي لامعنى للإنسانية من دونها.‏

فاذا  كانَ لابدَّ من توفير جميع الإمكانيات اللازمة للكاتب من حرية وتشجيع وإلغاء كافة الملابسات التي تبعث في نفسه اليأس والخوف للقيام بدوره التنويري وإغناءِ ساحة المعرفة بأفكار وآراء وأبحاث قيّمة تدفعُ بعجلة النهوض الفكري إلى الارتقاء والسمو. فإنه أيضاً لابدَّ من كتَّاب ومفكرين يكرِّسون مواهبهم للنضال ضد مافي الحياة من كذبٍ وألم وعجز وتخلف ويعيشون للحق ويؤثرون الواجب على المنفعة. والحقُّ يقال إنَّ في حياة أمتنا الفكرية رواداً لهمْ باعٌ طويل ودورٌ مشكور في التأثير الإيجابي على الرأي العام, وشد أزره.

لكن من الحق أيضاً أنَّ فيها أشباهاً وأنصاف كتاب لعبوا ويلعبون دوراً تعيساً في تضليل الرأي العام وإعاقة نموه.‏

وهمْ في سباقهم المسعور اللاهث لتحقيق بعض المكاسب المادية مرَّغوا كل التزاماتهم الشريفة في التراب والوحل. فغدوا أشبهَ بطبول تقرع لقيمة واحدة هي المنفعة. أما الواجب الذي تمليه ضرورات عادلة تتمثّل فيها مصالح الأمة والجماعة ويتنازل فيها الفرد عن مصلحته الشخصية لصالح الوطن فأصبح بنظرهم مجرد شعار نظري لاوجود له في الحياة العملية.‏

وبدلاً من أنْ يسهموا في رفد الرأي العام بكل أسباب المعرفة والنهوض ويمدونه بالأفكار السامية التي من شأنها الارتقاء به والحفاظ على سلامته ووحدته راحوا يبثون فيه سموم التعصب والتزمت والانقسام ويغذونه بالخرافة والتضليل والأكاذيب. ويكرّسون فيه قيماً بالية تحمل في طياتها بذور تخلفه وتراجعه وعجزه عن التماهي مع طموحات الإنسان المتطلع إلى بناء مجتمع راقٍ قادرٍ على الاستفادة من منجزات العصر ومكتشفاته والمساهمة في إغناء هذه المنجزات وصولاً إلى عالم لاوجود فيه إلا للخير والعطاء واحترام إنسانية الإنسان.‏

ولاتختلفُ الأمور كثيراً عند بعض الاعلاميين  الذين يواظبون على إبراز الحوادث التافهة وإعطائها من الأهمية مالا يعطونه لإعلان حرب عالمية من العناوين الضخمة والعرض المثير بغية إتلاف الملكات الذهنية للقراء والمشاهدين الذين يتكوَّن منهم رأينا العام.‏

وعندما تعالج الصحافة القضايا الإنسانية والاجتماعية بروحٍ غير إنسانية وتلتمسُ للباطل المعاذير والمبررات فإنها تصيبُ الرأي العام بأفدح الشرور وتعرقل كلَّ وسائل التربية ومحاولات التفوق الخلقي للجماعة وتحدثُ زلزالاً فكرياً وأخلاقياً يقوِّض الصروح الأخلاقية والثقافية والعلمية والأدبية التي لامعنى للإنسانية من دونها.‏

وهذا مانراهُ اليوم ويلمسهُ كل مواطن عاقل عند بعض الاعلاميين الذين  كرّسوا  كلَّ إمكاناتها المادية والتكنولوجية لنسف وحدة المجتمع اوتقويض بنيانه المتين, وإغراقه في صراعات  تُمعنُ في الاساءه اليه والى تقسيمه وإضعافهباضعاف رجاله والاساءة لهم  وهدم المنجز وعدم تعظيمه  وتشتيت بوصلته الموجهة نحو اسرائيل العد و الأول للإنسانية.‏

أنَّ الواجب القومي والوطني يدعونا جميعاً للتحرك الجاد والمنظم للتصدي لكلِّ من يحاول أن يزعزعَ أمننا واستقرارنا؟!ويغتال شخصياتنا ويسئ لرجالنا صانعي التاريخ بتجاربهم وعطائهم بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم   لا ولن   نستسلم لأشباه الكتّاب والمفكرين والصحفيين في محيطنا المحلي  والعربي

 أو في أي مكان آخر وهم يشوهون الحقيقة ويكذبون على الله والإنسان ونحن جميعاً مدعوون لساح المعركة معركة الوحدة الوطنية والعزة والكرامة وحماية مجد الاردن  وتاريخه وحضارته ؟!!!‏