Stop



بكل حسن نية او بكل خبث وسوء نية، يحاول الزميل سمير الحياري اقناعنا بأن سقف الحرية عنده هو السماء، وقد اشار الى اول مقالة نشرت للزميل احمد الزعبي في عهد الادارة الجديدة واشار الى انه يفكر ببروزتها وتعليقها في مكتبه كدليل على السقف المرتفع حيث وعد باستعادة «الرأي» لوهجها الذي كان لها، كما اشار الى مقالة الزميل فهد الفانك التي كتبها امس ونشرت دون تشذيب او قصقصة او منشرة او استخدام للحبر الأبيض لاخفاء عبارة او كتابة عبارة بدل العبارة المحذوفة.

لا اريد ان ازاود على الزميل سمير ولا ان اعتبر كلامه ووعده من قبيل التصريحات الاولى خلال الاسبوع الأول، لكنني سأحاول اعتبار ما وعد به محاولة غير مضمونة النجاح، لانتزاع الخوف من اعماقي، واعترف انني لا احتاج لأكثر من عشرين دقيقة لكتابة مقالتي في موقع «خبرني»، وقد احتاج لساعتين او ثلاث ساعات لكتابة مقالتي لـ «الرأي»، اذ لا بد هنا من استخدام المساحات والارتفاعات والكلمات للخروج من حقل الغام يجلس من حوله عدد من الزملاء الذين يفحصون النوايا ويراقبون الانفعالات ويتمكنون من الوصول الى المقالة الصالحة للنشر.

بعد اكثر من اربعين عاماً من الكتابة في الصحف الاردنية والصحف العربية، لم استطع الوصول الى ما يجب ان يكتب والى ما يجب الا يكتب، واضطر احياناً الى كتابة ما يعقد على الرقيب عمله ويجعله يقف في منتصف المسافة بين ما يُنشر وما يجب الا يُنشر، ومن هنا اود التأكيد للزميل سمير الحياري انه لن يقرأ لي مقالة واحدة كالتي كان يقرأها لي في السسبعينات والثمانينات، صحيح انني لم اتغير ولكن الورق والاقلام تغيرت، كما ان العمر لا يسمح لصاحبه بالصعود درجتين درجتين، او التخلي عن عكازه وعن الاستناد لجدار غير مائل كي يصل الى شرفة الوطن او يتمكن من الاطلالة عليه دون خجل.

اخي سمير

لم افقد عقلي بعد حتى استسلم لوعودك، ولو كنت المشكلة لكان سهلاً عليّ – بعد صحبة خمسة وعشرين عاماً، ان اتفاهم معك واتمنى لك التوفيق..

k.a.mahadin@hotmail.com