بعض أحوال من يحكم الأردن
اخبار البلد
يس من السهل على من يحكم الاردن ان يكون مرتاحا ويشعر بالاطمئنان الذي يريح الاعصاب ويجعل من النوم خاليا من الاحلام المزعجة او الهواجس التي تتحول في بعض الاحيان الى مخاوف. وعندما يحاول ان يقنع نفسه بالراحة، فان هذا الشعور بالنسبة الى رؤساء دول اخرى شعور بالتعب، لان الراحة لحاكم في الاردن تساوي في مواصفاتها ولونها تعبا لحكام دول اخرى اعتادوا نظرا لظروف بلدانهم ان يشعروا براحة حقيقية. فالعواصف في الاردن وعليه، ووقوع الاردن في مجرى التيارات الجارفة في منطقة قدرها ان لا ترتاح او تهدأ في كل فصول التاريخ والاردن في قلبها، تجعل من حكام الاردن وحتى من اهلها يضعون يدهم دائما على الزناد درءا للخطر، وتحسبا للتيارات العاصفة القادمة لا محالة الى قلب الشرق الاوسط والى الاردن منه، الذي لا تسمح له ظروفه في كل الاوقات ان يبني موانع وجدرانا يصد فيها ما يدبر له في العلن وفي السر من مؤامرات تشكل قواعد سياسات الاخرين لتحقيق اهدافهم بل اطماعهم التي لاحدود لها.
وحكام الاردن عبر التاريخ يعيشون ليلهم في التفكير بكيفية ان يمر يوم غد بسلام. وفي جوهر هذا التفكير رواسب ما حدث بالامس. وعندما يبداون غدهم فانهم يدخلون في غابة من المشكلات، كل مشكلة منها تنبت اخرى، او تتعمق في جوف الارض وتعلو في الافاق، ثم تتحول الى ازمة تحتاج الى وقت لاقتلاعها او الحدمن اثارها حتى وان جرى تقليمها، ولكنها تبقى ازمة ظاهرة للعيان تؤرق كغيرها من الازمات ومواليدها، وتظل شاهدا على ظروف الاردن وايامه الصعبة.
ليس في الاردن من ينام ليله الطويل. فالذين يتحملون المسؤولية فيه يتوزعون في ليلهم ونهارهم على اتجاهات لاتحصى. فمنهم من يتطلع ليرى مسبقا ما وراء الحدود قبل ان يأتي وهو كثير ودائما لا يبشر بالخير، ومنهم من ينشغل في تحليل ابعاد تغيير الخريطة السياسية في الشرق الاوسط، واخرون يريدون ان يتدبروا كيفية المحافظة على العلاقات مع دول لا يجوز التخلي عنها او تطنيشها لان هذه العلاقات تعتبر في بعض الاحيان جزءا من الامن الوطني.
وفي الداخل هناك من يتطلع الى المشهد بحيرة وحذر. فالمشهد مربك وصعب لا تستطيع اي حكومة مهما كانت عبقرية من فيها، ان تجد حلولا لازمات الغابة التي تنمو يوما بعد يوم، وكأن عشرات الانهار تتدفق على جذورها.
وفي المشهد ازمات عديدة ومتشابكة، سياسية واقتصادية واجتماعية وقيمية وعاطفية تخص الوطن بمجمله انتماء وولاء ورغبة في الاجتهاد والجهد من اجل ان يبقى هذا الوطن واقفا على قدميه. وتلح على الحكومات وتؤرق ليلها ونهارها مطالب شعبية بعضها محق وواجب وبعضها الاخر زائد عن الحاجة اذا اخذنا ظروف الاردن الصعبة بالاعتبار. و مطالب الشعوب دائما تتجاوز قدرات الدول، اما لانهم لايعرفونها، او انهم لايصدقون انها لاتستطيع تحملها. ولذلك علاقة بحجم وطبيعة الثقة بين الجانبين. واشك في ان هذه الثقة في الاردن، كافية للجم المطالب الفائضة عن الحاجة.
والحقيقة ان مزاج المجتمع الاردني قد تغير كثيرا في السنوات الاخيرة. فلم يعد هو نفسه المزاج الممتد منذ الخمسينيات وحتى نهاية الثمانيات من القرن الماضي. فالربيع العربي الذي يقال انه خرج من الساحة، ترك رواسب عميقة في المجتمع العربي عموما واهمها القناعه بكسر حاجز الخوف بين الشعب والسلطة، واكتشاف حقيقة ان السلطة العربية اضعف مماهو كان متصورا او متوقعا.اي ان الخوف انتقل من الجماهير الى السلطة وكثير مما جرى ويجري يثبت ذلك. والاسباب الاخرى تتركز على تفاقم المشكلات والازمات، وعجز الحكومات عن ايجاد حلول لها وخاصة تلك المتعلقة بحياة المواطن اليومية الذي بات يشعر ايضا بان هذه الحكومات غير جادة في محاربة الفساد كواحد من عوامل الازمات واسبابها.
ومواجهة هذا التغير في المزاج يحتاج الى تغير في الاسلوب والنهج والسياسات وفي عقلية المسؤول بل في جوهر الخطاب الرسمي للجماهير. وتلك مسالة جدلية تحتاج الى من يحولها الى قناعات يشعر بها المواطن على انها اصبحت ثوابت من الان فصاعدا لاعودة منها الى الماضي.
وكل ما قلته لايعني ان كل مسؤول يقوم بواجبه ومسؤولياته كما يجب. فالمسؤولية الرسمية تتداخل فيها اعتبارات عدة تمنعها من ان تكون كاملة المواصفات، وتلك احدى المشكلات التي تضيف الى ضعف الثقة بين المسؤول والمواطن درجات اخرى اكثر تأثيرا.
ورغم ان الكلام يطول في هذا المقطع من المشهد الاردني. الا اننا نرى ان من يحكم الاردن عليه ان لا يزهو بتحمل المسؤولية، فهي متعبة ومرهقة وفيها من عناصر احتراق شخصية الفرد اكثر من عناصر المحافظة على سمعته ووطنيته وقدرته، وتلك مسائل تحكمها ظروف الاردن الصعبة والاستثنائية، وقدره الذي لا يستطيع الانفكاك منه، وهو ما يجب ان يكون حاكما لاي حكم على ما يجري، ليس تبريرا له، بل موضوعية في الرأي والرؤية والموقف
وحكام الاردن عبر التاريخ يعيشون ليلهم في التفكير بكيفية ان يمر يوم غد بسلام. وفي جوهر هذا التفكير رواسب ما حدث بالامس. وعندما يبداون غدهم فانهم يدخلون في غابة من المشكلات، كل مشكلة منها تنبت اخرى، او تتعمق في جوف الارض وتعلو في الافاق، ثم تتحول الى ازمة تحتاج الى وقت لاقتلاعها او الحدمن اثارها حتى وان جرى تقليمها، ولكنها تبقى ازمة ظاهرة للعيان تؤرق كغيرها من الازمات ومواليدها، وتظل شاهدا على ظروف الاردن وايامه الصعبة.
ليس في الاردن من ينام ليله الطويل. فالذين يتحملون المسؤولية فيه يتوزعون في ليلهم ونهارهم على اتجاهات لاتحصى. فمنهم من يتطلع ليرى مسبقا ما وراء الحدود قبل ان يأتي وهو كثير ودائما لا يبشر بالخير، ومنهم من ينشغل في تحليل ابعاد تغيير الخريطة السياسية في الشرق الاوسط، واخرون يريدون ان يتدبروا كيفية المحافظة على العلاقات مع دول لا يجوز التخلي عنها او تطنيشها لان هذه العلاقات تعتبر في بعض الاحيان جزءا من الامن الوطني.
وفي الداخل هناك من يتطلع الى المشهد بحيرة وحذر. فالمشهد مربك وصعب لا تستطيع اي حكومة مهما كانت عبقرية من فيها، ان تجد حلولا لازمات الغابة التي تنمو يوما بعد يوم، وكأن عشرات الانهار تتدفق على جذورها.
وفي المشهد ازمات عديدة ومتشابكة، سياسية واقتصادية واجتماعية وقيمية وعاطفية تخص الوطن بمجمله انتماء وولاء ورغبة في الاجتهاد والجهد من اجل ان يبقى هذا الوطن واقفا على قدميه. وتلح على الحكومات وتؤرق ليلها ونهارها مطالب شعبية بعضها محق وواجب وبعضها الاخر زائد عن الحاجة اذا اخذنا ظروف الاردن الصعبة بالاعتبار. و مطالب الشعوب دائما تتجاوز قدرات الدول، اما لانهم لايعرفونها، او انهم لايصدقون انها لاتستطيع تحملها. ولذلك علاقة بحجم وطبيعة الثقة بين الجانبين. واشك في ان هذه الثقة في الاردن، كافية للجم المطالب الفائضة عن الحاجة.
والحقيقة ان مزاج المجتمع الاردني قد تغير كثيرا في السنوات الاخيرة. فلم يعد هو نفسه المزاج الممتد منذ الخمسينيات وحتى نهاية الثمانيات من القرن الماضي. فالربيع العربي الذي يقال انه خرج من الساحة، ترك رواسب عميقة في المجتمع العربي عموما واهمها القناعه بكسر حاجز الخوف بين الشعب والسلطة، واكتشاف حقيقة ان السلطة العربية اضعف مماهو كان متصورا او متوقعا.اي ان الخوف انتقل من الجماهير الى السلطة وكثير مما جرى ويجري يثبت ذلك. والاسباب الاخرى تتركز على تفاقم المشكلات والازمات، وعجز الحكومات عن ايجاد حلول لها وخاصة تلك المتعلقة بحياة المواطن اليومية الذي بات يشعر ايضا بان هذه الحكومات غير جادة في محاربة الفساد كواحد من عوامل الازمات واسبابها.
ومواجهة هذا التغير في المزاج يحتاج الى تغير في الاسلوب والنهج والسياسات وفي عقلية المسؤول بل في جوهر الخطاب الرسمي للجماهير. وتلك مسالة جدلية تحتاج الى من يحولها الى قناعات يشعر بها المواطن على انها اصبحت ثوابت من الان فصاعدا لاعودة منها الى الماضي.
وكل ما قلته لايعني ان كل مسؤول يقوم بواجبه ومسؤولياته كما يجب. فالمسؤولية الرسمية تتداخل فيها اعتبارات عدة تمنعها من ان تكون كاملة المواصفات، وتلك احدى المشكلات التي تضيف الى ضعف الثقة بين المسؤول والمواطن درجات اخرى اكثر تأثيرا.
ورغم ان الكلام يطول في هذا المقطع من المشهد الاردني. الا اننا نرى ان من يحكم الاردن عليه ان لا يزهو بتحمل المسؤولية، فهي متعبة ومرهقة وفيها من عناصر احتراق شخصية الفرد اكثر من عناصر المحافظة على سمعته ووطنيته وقدرته، وتلك مسائل تحكمها ظروف الاردن الصعبة والاستثنائية، وقدره الذي لا يستطيع الانفكاك منه، وهو ما يجب ان يكون حاكما لاي حكم على ما يجري، ليس تبريرا له، بل موضوعية في الرأي والرؤية والموقف