لكل رئيسٍ "صِهره"..... كوشنَر, البيّرق وجُبران "أمثِلَةً" (2 ـ 2)

اخبار البلد 

 
موذج عربي أكثر وضوحاً، يتمظّهَر جيداً هذه الأيام في لبنان (دعكَ من صِهر الرئيس التونسي المعزول..عدنان الطرابلسي، الذي خرّب وزوجة الجنرال..الديار التونسية، وسرّعا في سقوط وهروب والد زوجته.. زين الدين بن علي)حيث جبران باسيل صهر الجنرال عون، يسعى الآن بعد أن تولّى رئاسة التيار الوطني الحر (حزب الرئيس عون) لِخلافة عَمِّه في قصربعبدا، بعد أن شكّك رفاق له بأن انتخابه لرئاسة التيار لم يكن قانونياً، وإنما جاء جائزة ترضِية واستغلالاً لرابطته الإجتماعية مع الرئيس، وهو يدخل هذه الأيام في"حرب ضارِية"مع سمير جعجع، الملوّثة يداه بدماء اللبنانيّين والسورِيين والفلسطينيّين، في صراع باطِنه"خلافة"الجنرال عون في موقع رئاسة الجمهورية، (المحجوز للطائفة المارونية وفق المحاصصة الطائفية المُكرّسة منذ العام 1943 ،(والإمساك بـِ"التمثيل المسيحي"كونهما يرأسان القوتيّن المسيحِيّتين الأبرز في انتخابات السادس من أيارالماضي. ثمة "مٌشترَك" لافت بين"الأصهار"الثلاثة، وهو موقفهم من اسرائيل. فـ"كوشنر"يهودي مُتحمِّس لإسرائيل ومتبرِّع بكرم زائد لمستوطناتها على الأراضي الفلسطينية المحتلّة، فضلاًعن كونه"صديقاً"مُقرّباً لنتانياهو، الذي كان"ينام"في سريره عندما كان يزور منزلهم في نيوجيرسي..كفرد من العائلة ايضاً.ولاداعي لمواصلة الإضاءة على صهيونيته  ويهوديته واسرائيليته المتطرفة.لكن صِهر أردوغان"البيرق "هو الذي "دشّن" اتفاق المصالحة التركية الإسرائيلية بعد حادثة "مافي مرمرة"،زائراً اسرائيل تطبيعاً لعلاقات البلدين في العام 2016، مجتمعاً مع نظيره الإسرائيلي يوفال شتاينس. أما جبران باسيل فهو الذي قال لقناة الميادين اللبنانية بالصوت والصورة، رداً على سؤال:عمّا إذا كان يرى ان التطبيع مع اسرائيل أصبح أمراً واقعاً؟ فأجاب لا فضّ فوه: نحن لا نرفُض أن تكون اسرائيل موجودة.او حقها في أن يكون لديها أمان، نجن نريد أن تعيش كل الشعوب في أمان، وأنّ "بلادَه"ليست لها مشكلة ايديولوجية مع اسرائيل (...). "أن تكون نسيبا خير من أن تكون قريباً"، يقول المثل الشعبي. هذا أيضاً ينطبق بشدّة على عالم السياسة والمال ،وخصوصاً أن الأصهار الثلاثة يتوفّرون على أموال طائلة ونفوذ متزايد، أكسبهم إياهما مصاهرَتهم لأصحاب القرار الأول في بلادهم. إذ يقول ترمب عن    كوشنر:انه كان ناجحاً على نحو لا يُصدّق في الأعمال التجارية وحالياً في السياسة.فيما لم يتردّد أردوغان في الدفاع عن صِهره برات (أو براءات) بعد الإنتقادات اللاذعة التي وُجِّهت له إثر تعيينه على رأس أهمّ الحقائب الوزارية (المالية والخزانة)، وبخاصة بعد تراجُع قيمة الليرة التركية المتراجِعة أصلاً 3 ،%مباشرَة بعد يوم واحد من تعيينه: أنه (يقصد صِهره) يتمتّع بخبرة نظرِية وعملِية في القطاع المالي"فيما لا يُخفي الجنرال عون إعجابه بذكاء صِهره واعتباره "إبناً له"، بكل مايعنيه ذلك من ثقة واطمئنان ومبارَكة للدور الذي ينهض به على الصعيدين السياسي والحزبي (دع عنك المالي، حيث تروج أنباء عن ثروة كبيرة يحوزها هذا النجم."الصاعِد"). في السطر الأخير.. يحضُرني ما كان لخّصَه د. حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري الأسبق في هذا الشأن ".. والحقيقة أن رجال المال الناجحين بانتقالهم إلى العمل السياسي، يتسببون في خسارة مُزدوجة للمجتمع. فهم بانتقالهم للعمل السياسي يُفقِدون المجتمع عنصراً ناجحاً في العمل الاقتصادي، ونظراً لأنهم لا يتخلّصون عادة بدرجة كافية من مصالِحهم الخاصة، فإنهم يتسبّبون أيضاً في الإضرار بالسياسة، بإدخال عناصر المصلحة الخاصة في السياسة. فالطبع يغلب على التطبّع، ويصبِح العمل السياسي لرجل الأعمال..صفقة تجارية أخرى". مابالك أن مَن تحدّثنا عنهم..جيء بهم ليس لنجاحات أصابوها، بل فقط لأنهم"أصهار الرؤساء". دون إهمال ما هو محجوز للأبناء والأحفاد والأقرباء ومَن ملكَت ايمانهم، والأمثلة لا تُحصى مِن..جمال مبارك وسيف الإسلام القذّافي واحمد علي عبداالله صالح وغيرهم مما لا نجرؤ على ذِكرِهم فقانون المطبوعات بـ"المرصاد".