نتباهى بمواطنتنا
اخبار البلد
هل تسمحوا لنا أن نتباهى بما نفعل، نقف مع نضال شعبنا العربي الفلسطيني لأننا شركاء في العمل من أجل حريته واستقلاله وعودة لاجئيه ونازحيه بالكرامة المرفوعة التي يستحقونها، ولأننا مع العراق ليس لأن العراق عربه وكرده، سنته وشيعته، مسلميه ومسيحيه، لهم ديون في أعناقنا وحسب، بل لأنهم امتداد لنا ونحن امتداد لهم، ومع سوريا لأننا واياهم جزء من بلاد الشام نحمل ارث الحضور المشترك ضد كافة أنواع الاستعمار وتلاوينه، ومع المسلمين لأن سيدنا محمد سبق له وأن واصل طريقه من الحجاز نحو الشام عبر الأردن، ومع السيد المسيح لأنه تعمد في مياه نهرنا الذي لن ينضب حتى ولو توقفت أو خفت مياهه عن الجريان، نشارك الآخرين أفراحهم لأنها فرح لنا، نقتسم لقمة العيش مع الجياع لأنهم منا ولنا.
ما سمعته على شريط فيديو من أحدهم وهو يتطاول على رموز الدولة، ظلماً وبهتاناً، خدعتني شجاعته بعد أن تراجع واعتذر وطمأنتني أنه لم يصب بأذى لأن ما قاله لو كانت لدى آخرين لتمت معاقبته حد التصفية في حادث سير، لم نذهب الى حفر الباطن في ذروة اندفاع بوش رغم علاقاتنا الرسمية الوطيدة مع الولايات المتحدة الأميركية، وقوة اخوتنا مع العربية السعودية والكويت، حتى لا يسجل علينا التاريخ أننا شاركنا بذبح العراق تحت الراية الأميركية، ولم يجرؤ أحد التمادي على فعلها غيرنا، وكنا رأس الحربة السياسية في التصدي لخطة - مبادرة - صفقة ترامب لانهاء القضية الفلسطينية، رغم علاقاتنا الاستراتيجية مع واشنطن، وخطب الملك في واشنطن متمسكاً بحل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية، الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية المتفق عليها، قال ذلك أمام الرئيس ترامب ونائبه بنس، ووزيره بومبيو ولجان الخارجية، والجيش، والمخابرات الأميركية وأمام الاعلام، ولم يقل ذلك في مجمع النقابات المهنية مجاملة للأحزاب اليسارية والقومية.
نجوع ولا ننحني، نصمد ولا نخشى الموت، نختلف مع بعضنا نعم، وهذا حقنا وارادتنا، ولكننا لا نخون، في احدى الزيارات لليبيا في عهد الراحل معمر القذافي في المؤتمر القومي الديمقراطي الثوري العربي في شهر أيلول 1990، بعد الاجتياح العراقي للكويت، وقبل الحرب على العراق، كنت برفقة فارس النابلسي وصالح ارشيدات وحسين مجلي وعزمي الخواجا وتيسير الزبري، سألني معمر القذافي بعد أن صاحبه الاستفزاز وردة فعل قوية حينما تحدثت باسم رفاقي الأردنيين أعضاء المؤتمر قال لي بعد أن لم يُعجبه كلامي: أنت من فين؟؟ قلت له من الأردن، قال من عند الملك حسين، سبحان مغير الأحوال الملك حسين طول عمره مع الأميركيين واليوم يقف ضدهم في حفر الباطن، ورددت عليه: هذا صحيح ونحن نطالبك أن تكون أنت مثل الملك حسين أن تقف ضد الأميركيين الذين حاولوا قتلك عام 1984، وقتلوا ابنتك، وزعل وخرج من المؤتمر احتجاجاً على كلامي، ولم يتحمل نقدي له ووصف بعضهم كلامي للقذافي على أنه تطاول على الزعيم لا يجوز فعله، وكانت الحصيلة أن النصيحة التي قُدمت للوفد الأردني من الأصدقاء أن سفّروا زميلكم لأن الليبيين قد يتخذوا قراراً ضده فتفتقدوه كما حصل مع غيره، وهكذا حضر السفير المحيسن وبرفقته غادرت الى المطار والى الطائرة وعاد معي فارس النابلسي خشية اختطافي.
في عمان طلبني الملك الحسين ليشكرني على شجاعتي أمام القذافي، فقلت له: ياسيدي نحن نتجاوز حدودنا معك هنا في عمان لأنك كبيرنا، ولكننا لا نسمح لأحد أن يمسّك من خارجنا لأنك رمز كرامتنا وأردنيتنا.
أيها الأردنيون تعالوا نكون معاً مرفوعي الرأس لأننا كنا مع العراق، وها نحن مع سوريا، وسنبقى مع فلسطين، ولن نكون مع حكومة لا تحترم دستورنا وحقوقنا، وأن نكون في المعارضة، ولنا حق التظاهر، وحرية القول وفق المعايير الدستورية والقانونية، دعونا نكون معاً ونتباهى معاً لأننا من الأردنيين.
ما سمعته على شريط فيديو من أحدهم وهو يتطاول على رموز الدولة، ظلماً وبهتاناً، خدعتني شجاعته بعد أن تراجع واعتذر وطمأنتني أنه لم يصب بأذى لأن ما قاله لو كانت لدى آخرين لتمت معاقبته حد التصفية في حادث سير، لم نذهب الى حفر الباطن في ذروة اندفاع بوش رغم علاقاتنا الرسمية الوطيدة مع الولايات المتحدة الأميركية، وقوة اخوتنا مع العربية السعودية والكويت، حتى لا يسجل علينا التاريخ أننا شاركنا بذبح العراق تحت الراية الأميركية، ولم يجرؤ أحد التمادي على فعلها غيرنا، وكنا رأس الحربة السياسية في التصدي لخطة - مبادرة - صفقة ترامب لانهاء القضية الفلسطينية، رغم علاقاتنا الاستراتيجية مع واشنطن، وخطب الملك في واشنطن متمسكاً بحل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية، الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية المتفق عليها، قال ذلك أمام الرئيس ترامب ونائبه بنس، ووزيره بومبيو ولجان الخارجية، والجيش، والمخابرات الأميركية وأمام الاعلام، ولم يقل ذلك في مجمع النقابات المهنية مجاملة للأحزاب اليسارية والقومية.
نجوع ولا ننحني، نصمد ولا نخشى الموت، نختلف مع بعضنا نعم، وهذا حقنا وارادتنا، ولكننا لا نخون، في احدى الزيارات لليبيا في عهد الراحل معمر القذافي في المؤتمر القومي الديمقراطي الثوري العربي في شهر أيلول 1990، بعد الاجتياح العراقي للكويت، وقبل الحرب على العراق، كنت برفقة فارس النابلسي وصالح ارشيدات وحسين مجلي وعزمي الخواجا وتيسير الزبري، سألني معمر القذافي بعد أن صاحبه الاستفزاز وردة فعل قوية حينما تحدثت باسم رفاقي الأردنيين أعضاء المؤتمر قال لي بعد أن لم يُعجبه كلامي: أنت من فين؟؟ قلت له من الأردن، قال من عند الملك حسين، سبحان مغير الأحوال الملك حسين طول عمره مع الأميركيين واليوم يقف ضدهم في حفر الباطن، ورددت عليه: هذا صحيح ونحن نطالبك أن تكون أنت مثل الملك حسين أن تقف ضد الأميركيين الذين حاولوا قتلك عام 1984، وقتلوا ابنتك، وزعل وخرج من المؤتمر احتجاجاً على كلامي، ولم يتحمل نقدي له ووصف بعضهم كلامي للقذافي على أنه تطاول على الزعيم لا يجوز فعله، وكانت الحصيلة أن النصيحة التي قُدمت للوفد الأردني من الأصدقاء أن سفّروا زميلكم لأن الليبيين قد يتخذوا قراراً ضده فتفتقدوه كما حصل مع غيره، وهكذا حضر السفير المحيسن وبرفقته غادرت الى المطار والى الطائرة وعاد معي فارس النابلسي خشية اختطافي.
في عمان طلبني الملك الحسين ليشكرني على شجاعتي أمام القذافي، فقلت له: ياسيدي نحن نتجاوز حدودنا معك هنا في عمان لأنك كبيرنا، ولكننا لا نسمح لأحد أن يمسّك من خارجنا لأنك رمز كرامتنا وأردنيتنا.
أيها الأردنيون تعالوا نكون معاً مرفوعي الرأس لأننا كنا مع العراق، وها نحن مع سوريا، وسنبقى مع فلسطين، ولن نكون مع حكومة لا تحترم دستورنا وحقوقنا، وأن نكون في المعارضة، ولنا حق التظاهر، وحرية القول وفق المعايير الدستورية والقانونية، دعونا نكون معاً ونتباهى معاً لأننا من الأردنيين.