عملية النرويج ليست إرهابية!
هاهي مملكة النرويج شهدت عاصفة أمنية بعد هدوء وسلام غلُب على وضعها الداخلي منذ زمن ليس بالقصير..لكنها لم تكن منئية عن التلاحم مع الإتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب وسن قوانين تحد من الحريات الدينية وخاصة المسلمة منها..
وكغيرها من البلدان التي كانت تتوجس من خطر الإسلام والمسلمين ومده..كما أن مملكة النرويج حذرت مرارا من إمكانية تعرضها إلى هجوم وضربة أمنية على أيدي جماعات تسميها "إرهابية مسلمة".
على كل حال لقد طلقّت المملكة الضربة التي ذهب ضحيتها أكثر من سبعون قتيلا وعشرات الجرحى في حين سارعت وسائل الإعلام الأوروبية بإتهام الإرهاب "الإسلامي". ولسوء حظ الأوروبيين أن جاءت الضربة من غير المسلمين بل ومن أشد الناس عداوة للمسلمين.هذا المجرم صاحب الأفكار المجرمة والأحقاد الكريهة الذي تأثر من الحاقدين للإسلام والعرب وبكتبهم وتصريحاتهم حتى بنى أفكاره على غير حق ولا واقع ولا منطق ضد المسلمين والتي أجزم انهم جميعا لم يتشرفوا بقراءة كتاب عن المسلمين او العرب مثله كمثل المتطرف روبرت سبنسر الذي سُئِل علانية بهل قرأت شيئا في القرآن؟ وأجاب بالنفي والأمريكي الصهيوني دانيل بايبس وغيرهم..
لقد طلبت المحكمة من المتهم بالإدلاء بشهادته وكان ذلك, فخرج المتهم من المحكمة والإبتسامة تعلو عليه بعد إعترافه بالمسؤوليه كامله ودوافعها بالإضافه إلى بعثه رسائل لكل من مواليه بالتطرف من أفراد ومنظمات داخلية وخارجية. لكن إلى يومنا هذا لم نسمع من أغلب إعلامنا العربي أو الغربي كلمة "إرهاب" تصف به الفاعل والفعل وأتساءل هنا ماذا لوقام بهذا العمل شخص مسلم؟؟ بالتاكيد ستخرج التنديدات الأمريكية والأوروبية والعربية ضد هذا "الإرهابي" وفكره, وسيطالب الجميع ببناء خطة عمل لمواجهة "الإرهاب" و"التطرف الإسلامي" ورفع درجة الطوارئ في أوروبا والتشديد على كل الحركات في المطارات والقطارات ..ولخرج أغلب الحكام على التلفزة بالتنديد والتجريم..لكن لايبدو أن إسم هذا الفاعل "الإرهابي" الذي يدعى "أندرس بريفيك" النرويجي المتطرف إسلامي ولا هو ينطق بأحرف عربية ثقيلة مكسرة ولا هو يطالب بعدم التدخل الأجنبي في البلاد العربية والمسلمة ولم يطالب النرويج بمغادرة قواتها أفغانستان ولا هو ناشط حقوقي يطالب بإحترام حقوق الإنسان في فلسطين والعراق..نعم هذا "الإرهابي" لم يطالب بفك الحصار عن غزة والضفة ببحرها وجوها وأرضها..لهذا السبب لم يتجرأ أحد أن يطلق عليه صفة الإرهابي ولا تلك العملية بالإرهابية.
الإرهاب أعادت حصر تعريفه الولايات المتحدة الأمريكية بعهد بوش الإبن الذي سمح لنفسه بوضع إطار له ينحصر في كل ماهو مقاوم لأي إحتلال غربي وخاصة أمريكا وإسرائيل وحلفائهم كما شرع حربا ضد أصحاب القضايا المشروعة..كما ربطت تعريفه بشكل واضح –عمليا..بسبب رفض أمريكا تعريفه أو تحديده رسميا- بالإسلام والمسلمين.وتقبَله الجميع وانخضع له كما أراد الوهين الظالم.
هذه رساله تحذيرية عن القادم لكل السياسيين والإعلاميين والناشطين الغربيين أن معالجة "الإرهاب" يحتاج إلى ترسيخ العدالة والحق ومراجعة السياسات تجاه العرب والمسلمين واحترام إرادة الشعوب واحترام سيادة أراضي البلدان الأخرى وثوراتها..
انتم-الغرب- بحاجة لكسر الخوف من المسلمين ومعالجته من خلال التقرب منه ومحاورته بدلا من الترهيب والتحذير منه.. لتحافظوا أكثر على إستقرار بلادكم من مواطنيكم أولا ومن الخارج بعدها.
هذه العملية الإرهابية التي جاءت من غير المسلمين لم تكن الأولى ولن تكن الأخيرة. ولنتذكر عملية أوكلاهوما التي وقف ورائها من له طرف في حركات ميليشية ولنتذكر قتل مواطنين عرب ومسلمين في بلاد الغرب والتي يقف خلفه أفراد ولنتذكر بلاد عربية ومسلمة محتلة والتي تقف ورائها دول..هذه كلها إرهابية ولم يذكرها أحد بهذه الصفه.إذن هل هي حرب ضد الإرهاب فعلا ؟ أم حرب صليبية في الواقع؟