احذروا التقليد

عبارة كنا ولا زلنا نقرأها على علبة حلو "ناشد اخوان" السورية الصنع وتحديدا مدينة حلب الشهباء وحرص المصنع وضعها في مكان بارز على العلبة ليتمكن الجميع قراءتها والاخذ بها.ونفس العبارة استخدمها بعد استئذان ناشد اخوان لمخاطبة الشعب الاردني وبعض قيادات ما يعرف بالمعارضة الاردنية في الداخل والخارج خاصة بعد اطلاعي قبل ايام على ما سمي بيان المعارضة الاردنية في المهجر والتي لم نسمع بها قبل ذلك على الساحة السياسية مخاطبا القائمين على هذا التجمع الحذر من التقليد الاعمى لما يجري في المنطقة الا اللهم اذا كان همهم الظهور الاعلامي على شاشات الفضائيات واثبات الذات الشخصي لا السياسي باعتبارهم معارضة في الخارج وكأن الداخل طارد لهم .من البيان يتضح ان هناك تقليد للحالة الليبية والسورية والتونسية لايهام الاردنيين والعالم ان هناك حالة من طمس الحريات في الداخل واجبروا على الهروب للتحدث من العواصم الاجنبية يمطروننا بالنصائح والبرامج والاهداف المبهمة لاقامة الحرية والعدالة وكأنما هم الاوصياء على الاردن والاردنيين ومستقبلهم ،لهؤلاء اقول ويقول الاردنيون بان الاردن كان وسيبقى واحة امان واستقرار وعنوانا للحرية ورمزا للديمقراطية ليس من اليوم، بل منذ التأسيس قبل واحد وتسعين عاما لان الله سبحانه وتعالى حباه بقيادة هاشمية ضاربة جذورها في اعماق التاريخ العربي والانساني بدءا بالرسول الاعظم محمد علية السلام الذي بعثه الله مبشرا ونذيرا حاملا اعظم رسالة سماوية في التاريخ ،رسالة الاسلام التي انتقلت بالناس من الظلمات الى النور وتحقيق العدالة والمساواة بين بني البشر وجاء فيها لافرق بين مسلم واعجمي الا بالتقوى" وامتدت جهود الهاشميين في العصر الحديث عندما شعروا بالظلم والاستبداد والتغول التركي على امة العرب والاسلام ،هب الشريف الحسين بن علي وابناءه واحرار واشراف العرب مطلع القرن الماضي لنصرة العرب والانتصار لهم فاطلق الرصاصة الاولى معلنا الثورة على الطغيان والظلم وحرر البلاد والعباد من عبودية الاتراك التي استمرت لاربع عقود، وتابع الملك المؤسس عبدالله الاول بناء الدولة الاردنية على اسس الديمقراطية والشورى فاسس لدولة حديثة تابع بنيانها الملك الراحل الحسين بن طلال فاصبح الاردن الدولة والشعب والوطن القوي العصي على كل المؤامرات والدسائس وصمد بوجه العدوان مرارا مدافعا عن قضايا العرب والاسلام اينما تطلب ذلك ،فقامت الدولة الاردنية الحديثة على اساس قوي عماده الحرية والحياة الفضلى .وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يقود المسيرة اهاشمية التي دأبت على المضي بالنهج الديمقراطي وترسيخ الحريات والانتقال بالاردن الى مصاف الدول العالمية بالديمقراطية والحرية ويشهد الاردن اليوم نقلة نوعية في المسيرة الديمقراطية ،حيث بادر جلالته شخصيا الى طرح مشروع الاصلاح انطلاقا من وعي جلالته المبكر الى ضرورة مسايرة الظروف الدولية والمتغيرات وحاجة المواطن الى مزيد من العدالة والحرية فاوعز جلالته بتشكيل لجنة للحوار الوطني لوضع التوصيات لقانون انتخاب عصري يراعي حاجات ومتطلبات المرحلة وقانون احزاب يتيح المزيد من المرونة في العمل السياسي والحزبي ،اضافة الى لجنة مراجعة الدستور وصولا الى حالة من الرخاء السياسي والبرلماني كما هو الحال في الجانب الاقتصادي الذي يحرص جلالته على ايلاءه اهمية كبيرة لما له من انعكاسات على حياة المواطن وتقدم البلد.في ظل هذه الظروف والواقع يخرج علينا نفر في عواصم العالم برؤؤس والسنة لا مكان لها ولا حضور بيننا لان الشعب واع وفاهم ومقدر لما يجري حولنا ،هذا النفر الذي سار على نهج التقليد الاعمى وانقاد خلف اوهام لا وجود لها على طريقة "الموضة"متأثرين بما يجري حولنا ولكنهم متناسين ان الشعب والقيادة في الاردن وحدة واحدة ولا يقبل الاردنيون الا بالهاشميين وكيف لا وهم من سلالة خير الانبياء والمرسلين واهل شرعية قانونية ودينية للحكم حملوا ويحملون لواء الاصلاح والانقاذ .هل نسي هؤلاء او تناسوا انهم معزولون عن الواقع الاردني والعربي وبعيدون عما يجري ويشهده وطنهم الاردن من تقدم وتطور اقتصادي واجتماعي ؟وادعوهم التواصل مع اهلهم ليقفوا على الحقائق فذلك خير لهم من التمترس في الخارج واطلاق المبادرات والبيانات التي لا تغني ولا تسمن من جوع وانصحهم الابتعاد عن التقليد السوري والليبي وغيره ،حيث ان الحاله هنا في الاردن مختلفة واعتبروا من الذي يجري اليوم في مصر وتونس وعودوا الى رشدكم وشاركوا في بناء الوطن وخدمة اهاليكم ان كنتم صادقين وغيورين على مصلة الوطن.

وللاهل في الداخل اقول لا تصدقوا ما يطبع ويكتب في الخارج فالمعارضة الاردنية هنا في الاردن وعلى الارض الاردنية ومللنا اعتصاماتها ومسيراتها التي صارت عبئا على المواطن والوطن بمختلف اجهزته ،هاهي في كل جمعة تخرج بالمئات وتناقص بعضها الى العشرات في مختلف محافظات المملكة تطرح ما تريد من شعارات ومطالب دونما تضييق على حرياتها وتعمل بسهولة ويسر وحماية امنية مما يدلل على عمق النهج الديمقراطي الاردني وتفهم القيادة ضرورة الحريات العامة وحرصها على تامينها للجميع ،وهنا ايضا اؤكد على ضرورة تجنب التقليد ،وادعو الىالتمسك بالاصل المتمثل بقيادتنا الهاشمية والالتفاف حولها لتحقيق الاصلاح المنشود بالطرق المشروعة التي تؤمن هذا الاصلاح ،فالصراخ في الشوارع والمسيرات لن تحقق هذه الاهداف والنعيق من الخارج ايضا لن يفضي الى نتيجة لان المطلوب هو العمل التشاركي من الجميع وتكاتف كافة الجهود للارتقاء باردننا الى القمم وتحقيق الحياة الفضلى للمواطن الكريم.

واخيرا يا شعب الاردن احذر التقليد اقولها لايماني بوعيكم العالي والكبير وحرصكم على بلدكم وابنائكم ومستقبله الذي لا يمكن تأمينه بالبيانات والشعارات وانما بالخطوات التي يسير بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والتي تهدف حقا لبناء الدولة المنيعة والحرة.