بين الصفقة والصفاقة
المشهد سخيف مضحك حتى السخرية عندما يضم ثلاثة صهاينة (نتانياهو وكوشنر وديفيد ليبرمان ) يجتمعون لتقرير مصير الشعب الفلسطيني وبحث تمرير مشروع (الصفقة الكبرى ) وانهاء الصراع العربي – الإسرائيلي. ولكن المصيبة الأكبر والأكثر سخرية ان نرى هذا الحراك الناشط المعلن من أطراف عربية، لمساعدة الولايات المتحدة على تنفيذ مشروعها المشبوه تحت عناوين إنسانية مزعومة، أو دعم الشعب الفلسطيني، أو تحقيق السلام المجاني مع إسرائيل. بعد مرور 25 عاما على اتفاق أوسلو لم يعد لدى الشعب الفلسطيني اية أوهام بشأن المفاوضات مع إسرائيل أو التوصل الى تحقيق سلام عادل وشامل يقود الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، لأن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، والتي تمثل كل الأحزاب المتشددة، نسفت حل الدولتين، وسلبت كافة حقوق الشعب الفلسطيني وصادرتها باسم الخرافة والقوة والتاريخ المزيّف. اسرائيل تنكر وجود فلسطين (الوطن والشعب)، مع التذكير بأن الشعب الفلسطيني وقع ضحية الوعد البريطاني، والتاريخ الأوروبي السياسي، والحاضر ألأميركي، ونكران وتخاذل الشرعية الدولية ، كما هو ضحية الصمت العربي المثير للشكوك المصاحب لنشوب حروب عربية هدفها تدمير الذات ، وطمس الهوية القومية لحساب الهوية الدينية ، لتبرير يهودية «دولة إسرائيل». المتورطون في المشروع ألأميركي يعتقدون، او يتوهمون، أن الفرصة التاريخية قد حانت ،أو اقتربت، وأن الطبخة الكبرى قد نضجت من اجل تصفية قضية الشعب الفلسطيني ، وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي، والاعتراف بيهودية « دولة إسرائيل « وعاصمتها القدس ، حسب وعد ترمب، وهو الوعد الذي يمثل أول ملامح الشرق الأوسط الجديد، التي تطل علينا في ظل الخراب العربي العام ، الذي هو نتاج ما اسمته واشنطن « الربيع العربي .» قد يكون من الصعب على الأنظمة العربية مجتمعة مواجهة هذا المشروع او التصدي له ودحره لأسباب عديدة ومبررات كثيرة ولكن من السهل على الشعب العربي ان يرفضه ويسقطه، واعني في المقدمة شعبنا في فلسطين التاريخية، أي في الضفة والقطاع ومشاركة حرّاس الهوية والتراث والتاريخ في فلسطين المحتلة عام 1948، لأن هذا المشروع يهدد مصير ومستقبل الشعب الفلسطيني في كل مواقعه، لذلك من واجب الشعب