عطشانين يابلدنا
عطشانين يابلدنا
الكاتب الصحفي زياد البطاينه
شحادين يا بلدنا ... قالوا عنا شحادين نشالين يا بلدنا ... قالوا عنا نشالين محتالين يا بلدنا قالو عنا محتاين عطشانين يابلدنا قالو عنا عطشانين والحقيقة تتلخص بسطرين ... نحن شوية مساكين مظلومين يا بلدنا و حياتك مظلومين عطشانين يا بلدنا ... وتنك المي بخمس و عشرين جوعانين يا بلدنا ومافي لا رز ولاطحين ... طفرانين يا بلدنا وهيكله الحكومة للرواتب ناطرين .... بالحسرة صدورنا مليانين محتارين يا بلدنا ...ليش نشكي محتارين لمين نشكي أراضيناصارت ان ظل منها للبيع كلانا للبيع قلوبنا للبيع حتىضمايرنا صارت للبيع .. جرايدنا للبيع للسفارات .. .. يا بلدنا على أونا .. على دوّي .. مين بدو يشتري من نحن يا أهل المروة ...صرنا للبيع وصرنا نستحي حالنا الكبار ماكلفو خاطرهم يوم يسالونا ليش منسرق وليش بنبيع وليش بنموت واقفين وليش وليش .. ما سألونا .. بنسرق لأنه سرقتونا .. ليش بنبيع لانه بعتونا ولش عطشانين لانكو بدكو تعطشونا وليش بنهاجر لانه هيك بدكو منا ,وللمر ,بتدفعونا سرقونا الكبار ... باعونا الكبار الحرامية الكبار صنعوا منا حرامية صغار بس قاعدين وحياتكو بنكبر وبنكبر ويمكن نصيرمثلهم كبار جوعانين ومساكين .. صغار .. صغار والله بعدنا صغار والصغير اسنانه لبن مابتنهش بعد .بس راح تقسى وتنهش مثل الكبار وماحد احسنمن حد . وزرا و نواب للبيع ..مدرا ء و حجاب للبيع .. شعرا و كتاب للبيع .. في الاخبار اعداد كبيرة من تجارنا قاموا بتخزين كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية والاخرين من المحروقات قبل حلول شهر رمضان للاستفادة من فرق السعر عند صدور القرار المنتظر اعلانه برفع الاسعار واللي تعودنا على مثل هيك قرارات حكومية بدون انذار تسبق التنفيذ لان حكوماتنا الاقتصادية والحافظ الله عجزت عن ترتيب الاولويات ومضطرة نتيجه لتخبط القرارات وفساد السياسات الاقتصادية انها ترفع الاسعار وبتعلن عن الرفع وحفنه من تجارنا بستغلوا الظرف وبشغلو الضمير الفاسد وقت العازة نعم رجعت الشتوية وانتهى صيف الحكومة بسرعة وقالو ايام الزيت اصبحت مسيت مافي يوم كامل اليوم قالت اذاعة الحكومة انه عاد النفط من جديد يرتفع سعره والذهب ولع والدولار طالع نازل والسكر صار سعره مثل الذهب حتى علبه السردين ولعت والدجاج طار واللحوم بستنوا ضحايا الحج والعدس باللوج وبعدجارنا بقول بحته ومجدرة وجعده واذان الشايب وكبة مهبله واقراص ، والفقير صاراليوم يشوف المي بالقناني والمواد الغذائية والفواكه والحلويات والسكر والشاي والسردين والرز والحليب كل شي مجفف والبترينه والمؤسسة اللي انشت لخدة الغلابى بسعر دكان ابو العبدوغسان وابو قاسم رغم اللعب بالنوع و بالاوزان وسوق الخضرا ماعاد مثل زمان ازمة والواحد مش ملاقي يحط رجله بروح يتفرج الخضرة والفواكه بتخرب بمحلها وماحد شايلها واللحمة كل يوم بسعر والناس بشتروا بالدين لابهم مرض ولا سل ولا انفلونزا خنازيرولاطيور والله الوكيل مش جاسرة تفوت علينا خايفه من هالحال وبتقول محال والعيشه صارت مرة والحنظل والدفله والحرمل صار طعمها احلى دخيلك يادنيا اولادنا بطلت تعجبهم العيشة ضبو شناطيهم وبدهم يرحلوا من البلد حتى ابني بقول له يابا لمين تاركني راح زمن اللي بنقول فيه نرفض نحنا نموت قولولون رح نبقى وقاعدين بهربوا ومعهم الاحلام والطموح والامال والاحزان للغربه وقلوبنا معهم وكيف بدنا نعيش بعدهم ولمين وعلى مين نستند واشي جد علينا اسمه( البي تولف) صار عزانا بننسى لكن كيف بدنا ننسى تغيرت الدنيا وصار وقت اللي عامل حاله مؤمن بيكفرك ويتهمك انك منحرف لانك بتشوف التلفزيون و المعارض بيقول لك انك خاين وموالي وياويلك لو مشيت مع مسؤول ولا استدعاك مخفر او حد حتى ليوبخك و الموالي بيقلك انك مش منتمي و اصحابك بينقسموا شي بيروح تحت الارض وشي بيروح بالسرطان وشي بيروح بلعبة المخدرات والحبوب اللي توزعت بالشمال والجنوب ولكل اللي مامعهم بي تولف وا شي صار عبد للمال وناس مابتنحسد عاالحال بلدنا سكرت ابواب الرزق بوجهنا وبوجه اولادنا اللي رجعولها بعد غياب بشهادات وامال واحلام وتحولو لصفوف البطالة وصاروا بوقفوا بالطوابير على باب ديوان الخدمة وبالاخير( كش بره ودبر راسك ) واللي ماله واسطه الله مع دواليبه وصار الواحد منا عصبيته فوق فوق لابتحمل ابنه ولاجاره ولاصديقه والواحد منا صار لما بعتذر لشخص بالطريق بتصير خروق ولا ارنب ولما بتحاول تاخد حقك فانت واحد مشراني ولما ما بعرف لوين رح اوصل لبكرا لوين وعيني مو نايمة ولا قلبي لما بتروح المحبة ، الاحساس وبسرقوا حقك ووظيفتك ومهنتك ونظرك وبيصير العالم غربة والناس طايرة لما عيشتك ببلدك صارت اصعب من الهم نفسه ولما جامعة برا بتقول لابنك اهلا وسهلا انا جاي وتارك اهلي ابوي وامي واخوي والبيت والحاكورة والجيران جاي بعد ماسكرت جامعاتنا بوجهي وصارت الرسوم ضرب من المحال والدستور ظل يقول التعليم الزامي للنسا والرجال واولاد الكبار مستثنيين مكارم وهبات ودعم والفقير اله الله وكرت المؤن بلكي بلاقي صدر احن كلمه حق ياوطن ماراح يلاقي احن من صدرك ياوطن بلكي جهنم اللي رايحلها اولادنا بتكون احن عليهم صرنا ببلدنا غرباء وصار الضيف يقول عنا شحادين وصرنا نستاجر السم ونشتري خبز من الفرن وماعاد عندنا قمح ولاطحين وولادنا صارو الصبح يشتهو رغيف ساخن وكاس حليب طازه وحبة زيتون والببور ماعاد فيه كاز حتى صوته يغطي على هوشاتنا وصراخنا ولما نطفيه نتشاهد وبنقول اشهد ان لااله الا الله وبنصير نسمع همساتنا وسناه برسم النا شوارب ولحى ونسينا كلمة شمبر اللوكس والنكاشة وكبريت ثلث نجوم ونسينا البيل اللي بضوي لنا الطرقات بالليل بعد السهرة وسراج وبنوره 4ياسين ونسينا الضحك ونسينا الجوفية وحذر بذر وكمستير ونسيت الصبايا اني اه اني من يجديه سافر سا سافر عالبحرية ونسيت مسيكم بالخير ياعمار العماري ونسينا ونسينا كثير الجوع كافر والعطش كافر والحاجة كافرة وماعاد في مونه ولافزعة ولاعونه ماعاد يقول لك جارك تفضل ياجار ولا الصديق وين صار لي يوم ماشفتك ومامريت عالدار صرنا نسمع بالعسكر والحرامية وصارت فاتورة المي والكهربا والتلفون شحده والوظيفة شحدة والاكل شحدة والعلاج شحدة وطلع النا قانون المالكين غول بتهدد الملايين وكثرت الحرامية وانتشر الظلم والجرايم والسرقات ليش يابلدنا ليش ياناسنا ليش صرنا نشحد ونستجدي الخبزة والوظيفة والدوا والتوصيله وحكومتنا بتطلع فينا وبتقول شو بدكم احسن من هالعيشة انتم كافرين وجاحدين بالنعمة يارب وين هي النعمة اكيد قلت من لايشكر لايستاهل النعمة بس وحياتك ماشفناها حتى نكفر فيها وانت اعلم ملعون العولمه وملعون التكنولوجيا وملعون المشتري والبايع وماسالونا ليش منسرق .. ما سألونا . ..ليش منبيع .. ما سألتونا .. منبيع لأنو بأعونا !!سرقونا الكبار ... باعونا الكبار ونحنا حرامية دراويش .. صغار .. صغار .. صغار وبعد بدكم منا نبقى ومن اولادنا تبقى ومن شناطينا تهدا على الخزاين وتحتها مابعرف كيف والحالة من سئ لاسوا ، وحكومتنا مطنشة وعامله حالها مش عارفة وانحصر همها بالتغيير وبالتعديل والاستقبال والتوديع وتوزيع لحمة الضحية قبل مايفلو الوظائف على مستحقيها والمكافات على اللي طبلو زمروا وبكره بتيجي حكومة بتلعن اللي قبلها وبتقول اللي قبلي واولادنا بكونو طلعوا وصرنا عالحديدة وبدور الكرسي وبتروح الحكومة وتيجي حكومة والهم بعده الهم يامنترى بنشوف يوم جديد وبنفرح احفادنا ... pressziad@yahoo.com