هل يتحمس صناع الدراما لتقديم حياة “مو صلاح” في مشروع سينمائي أو تليفزيوني؟

اخبار البلد - 

 

تبقى تجربة اللاعب محمد صلاح استثنائية.. شاب قطع مشوارًا طويلًا ليصبح اسمه مقترنا بالعديد من نجوم الكرة العالمية..آمن وصدق بحلمه برغم يأس الكثيرين وإحباطهم له..حياة صلاح تمتلئ بالتفاصيل الخاصة بالكفاح والنجاح المفعم بالثقة بالنفس والاجتهاد لتحقيق الحلم.

ولأن اللاعب حقق شعبية جماهيرية كبيرة خلال الفترة الماضية على مستوى العالم، ولأن الجميع اجتمع على موهبته ومحبته..”بوابة الأهرام” توجهت بالسؤال لعدد من مؤلفي ومنتجي الدراما المصرية نحو إمكانية صناعة مشروع درامي "تليفزيون أو سينما” يتناول حياته خلال الفترة القادمة، وإذا حدث ذلك هل سيتحمس له صناع الدراما، وكيف سيكون الشكل الذي ستقدم به حياة صلاح، وهل سترتكز على الجانب الكروي فقط أم تدمج معها تفاصيل حياته الشخصية .

السيناريست المخضرم بشير الديك أكد أنه لا يتحمس للإقدام على تقديم تجربة درامية عن صلاح في الوقت الحالي؛ لأنها لم تكتمل حتى الآن، وأنه لابد من الانتظار خلال هذه المرحلة حتى يكون هناك بعدحقيقيواقعيعن رحلته الكروية.

وأضاف الديك في تصريحاته لـ”بوابة الأهرام” أنه عندما قدم فيلم "النمر الأسود” والذي قدمه عن حياة رجل الأعمال والملاكم محمد حسن المصري كانت التجربة اكتملت بالفعل كما أن صلاح مازال صغير السن ولا يزال الطريق مفتوحًا أمامه لاستطلاع تفاصيل أخرى بحياته.

وأشار الديك إلى أنه لا يحب السير الذاتية حتى عندما عُرض عليه تقديم قصة حياة الراحل فريد شوقي عرض عليهم أن يعمل فقط على الجانب العاطفي الخاص بعلاقة الحب بينه وبين الراحلة هدى سلطان والمشروع لم يكتمل، وكل شخصية ولها موضوعها وحالاتها وظروفها الخاصة منوهًا أن هناك إغفالا حقيقيا لتناول حياة لاعبي كرة القدم ليس فقط على مستوى مصر ولكن بالعالم كله؛ لأنه حينما يقدم مثل هذه المشروعات لابد أن يكون أشخاصها ذويتجربة شاملة ومكتملة.

السيناريست أيمن مدحت أكد أنه يمكن تقديم حياة محمد صلاح لكنه يرى أن الانتظار أفضل في هذه الحالة حتى تكتمل التجربة ولا يتم تناولها والحكم عليها بشكل متسرع.

وأشار مدحت في حديثه إلى أن مثل هذه النوعية من السير الذاتية ترتكز علي الجانب الإنساني لأنها أولًا وأخيرًا تجربة إنسانية وإلا سيُصبِح حينها عملًا متوجهًا فقط لجمهور كرة القدم .

ويشير السيناريست محمد رجاء إلى أنه لا يحبذ عامة العمل في أعمال السير الذاتية، وأنه إذا فكر في خوض التجربة ربما يتفق مع صاحبها على تناول تفاصيل يوم أو ليلة في حياته يختزل فيها كثيرا من تجربته، لكنه احتمال مستبعد لكونه يرى أن مثل هذه الأعمال تَخلقنوعا من القيد وقتل الخيال لدى الكاتب، الذي يقوم بخلق شخصياته وينسجها مع الواقع.

ويرى رجاء أن محمد صلاح شخصية تستحق تقديمها بالدراما، خصوصًا أن لديه كثيرًا من التحولات والنجاحات بين النجاحات والإحباطات ولها رحلة إصرار وتركيز وإخلاص في العمل حتى بعيدًا عن فكرة كرة القدم ذاتها كما أن مثل هذه المشروعات من المؤكد أنها سترتكز على الجانب النفسي والاجتماعي بالأساس، مشيرًا إلى أن أي إنسان على قيد الحياة مازالت تجربته غير مكتملة بعكس شخصيات أخرى مثل زويل أصبح تاريخها واضحًا ومعروفًا.

ويعتقد رجاء أن المنتجين ربما هم بعيدون عن هذا المجال لأن كواليس المجال الرياضي مليئة بالتفاصيل الخاصة التي لربما لا يتحمس أحد لطرحها لكونها بعيدة عن الناس مثل الكواليس الفنية.

أما المنتج محمد فوزي فيعتقد أنه من الجيد أن يقدم فيلما يحفز الشباب وليس شرطًا أن ننتظر حتى نراه نضج وكبر ووصل إلى مرحلة العجز.

ويشير فوزي إلى أن حياة صلاح تصلح لتقديمها فيلما سينمائيا، مبديًا تحمسه للتجربة لأنها تجربة تمتلئ بالثراء الدرامي في الكفاح والدأب وصولًا للعالمية مما يجعله نموذجًا مشرِّفًا للشباب، ولابد أن يكون العمل محملًا بالتجربة الحياتية والعملية حتى يصبح مكتملًا وأن يكون مؤلفه على وعي بقيمة وأهمية المشروع والشخص ذاته وليس مجرد تقديم عمل "والسلام” بحسب وصفه.

في حين قال المنتج أحمد الجابري إن محمد صلاح هو أحد النماذج الناجحة التي تستحق تسليط الضوء عليها، فهو قصة كفاح عظيمة يتحمس الكثيرون لها ولا يفضّل أن تقدم مسلسلا تليفزيونيا بل فيلمًا سينمائيًّا يقدم تجربة كفاح أهله معه وكيف دأب هو على الحفر في الصخر حتى يحقق هذا النجاح.

وينوه الجابري إلى أن مثل هذا العمل سيكون مكلفًا للغاية لأنه سيتطلب تسليط الضوء على حياة اللاعب بالخارج ورحلة تعلمه هناك وليس فقط مجرد مشاهد لتدريبه، لكنه مع ذلك أكد أنه مازال هناك وقت حتى يتم تقديم تجربة مختمرة عن حياة صلاح.