ايها الناس .. علموا اطفالكم حب الاوطان ونبذ الفوضى.. بقلم الصحافي نشأت المجالي

كيف لنا ان ننمي ابنائنا على حب الوطن والتمسك باهداب الدين القويم بعيدا عن الانخراط بما يسيء لهذا الوطن وهذا الدين اذ ان  حس الانتماء للدين وللوطن يضفي على نفس الفرد الاطمئنان والاستقرار، وفقدان هذا الحس يؤثر على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في الوطن وبالتالي فإن التربية والتنشئة على الانتماء للدين وللوطن والبدء في ذلك من الأسرة يعد من أهم عوامل التنمية في المجتمعات


وهذا الامر يدعونا الى التركيز على عدة قضايا  لتعزيز مقومات المواطنة الصالحة في اطفالنا وشبابنا ومنها حب الوطن والانتماء له وتجذير الشعور بشرف الانتماء والعمل من اجل رقي الوطن وتقدمه وحب العمل من اجله ودفع الضرر عنه والحفاظ على انجازاته ومكتسباته والمشاركة الفاعلة في خططه التنموية المختلفة .
ان ربط الطفل بدينه وتنشئته تنشئة سليمة قائمة على التمسك بمباديء الدين القويم والربط بينه وبين هويته الدينية وتوعيته بمكنونه العربي الاسلامي يعتبر مكونا اساسيا له اضافة الى تعويد الطفل على الطهارة الاخلاقية وصيانة النفس والاهل والوطن من كل العادات والتقاليد والامراض الاجتماعية التي تجري في مجتمعاتنا اليوم والتي تقوم على القتل والنهب وهتك الاعراض وحثه على التحلي بالاخلاقيات الداعية الى الحفاظ على امن الوطن واستقراره والابتعاد عن كل مايعكر صفو الوطن والمواطن .
ان تعزيز الثقافة الوطنية وبث الوعي في الطفل والشاب بتاريخ الوطن وانجازاته وتوعيته لقضايا  التزوير وتشويه الصورة التي بثها اعداء الوطن والحاقدين عليه وعلى امنه واستقراره من الامور الواجب على الاهل اولا اكساب ابنائهم معلومات وافيه عنها بعيدا عن التهويل وبعيدا عن القصص الواهيه والرخيصه التي يحاول البعض نشرها لغرس مفاهيم خاطئة في عقول الاطفال والشباب والعمل على ادراك الجميع للرمز السياسي للعلم والنشيد الوطني والاحترام للقيادة السياسية للبلاد وتعليم الطفل والشاب اهمية احترام القوانين والانظمة التي تتعلق بالوطن وتحافظ على حقوق المواطنين وتسير امورهم .
ان تهذيب سلوك الشباب وفق منظومة اخلاقية تقوم على حب الوطن وحب الاخر واحترام رايه والعمل المشترك البناء وحب الوحدة الوطنية التي لاتفرق بين فرد وفرد والابتعاد عن الافرازات الفئويه والعرقيه من الامور الواجب اتباعها في تربية الشباب والاطفال مع اهمية تلقينهم دروس المشاركة الفاعله في المناسبات الوطنية والتفاعل معها والاسهام في اي عمل بناء يهدف الى رقي الوطن وازدهاره اضافة الى التعاون البناء مع كافة اجهزة الدولة لما فيه صلاح وخير البلاد وشؤون العباد وعدم التعاون مع الفاسدين والمفسدين والذين يحاولون الاساءة للوطن ومقدراته من خلال المسيرات والاعتصامات التعطيلية وغير الهادفة لمصلحة الوطن والتي تؤدي الى الفوضى ونشر الفتنه التي لعن الله من يوقظها ويشعل نارها .
ان حب الوطن والدفاع عنه بالغالي والنفيس من اهم الامور التي على الاهل تعليم اطفالهم اسسها وتنفيذها والدفاع عن الوطن بالقلم والسلاح واللسان والكلمة الجاده المخلصة البعيده عن النفاق والمنافقين كون الدفاع عن الوطن لايعد نقيصة ولا ذما لمن يحبه ولكنه يعد شأنا عظيما علينا اتباعه والعمل به  وغرس مفاهيم العمل الجماعي التطوعي الرامي الى خدمة البلاد والعباد ومعرفة تاريخ رجالات الوطن ومواقفهم الرائدة التي تعزز لدى الاطفال خاصة قيم الشجاعة والرجولة وحب الوطن بصورة تختلف اختلافا تاما عمن تترسخ في عقولهم قصص الجبن والدناءة والقهر والانكسار والهزيمة .
ان الامن والاستقرار امران مهمان يجب الحفاظ عليهما والسعي الحثيث لايجاد المناخ المناسب لاستمرارهما فبالامن تستقر الحياة والعيش الرغد ويعمل المواطن وينتج لان الفوضى لاتنتج الا فوضى ودمار وخراب والامن نعمة من نعم الله علينا نسير عرض البلاد وطولها دون ان يتصدى لنا مجرم او قاطع طريق وننام والامن يسهر ويحمي ويذود دفاعا عنا وعن ممتلكاتنا وارواحنا ذلك الامن الذي يعد الاول في المنطقة تدريبا وحرفية ونشاطا واحتراما للاخر فمسؤولية ادامة الامن والامان مسؤولية جماعية لايمكن لعاقل ان يتنصل منها وعلينا ان نشرح اسسها لاطفالنا وان نعلمها لشبابنا وان لانجعلهم ينجرون وراء الهتافات الرنانة التي لاتريد للبلاد الا الدمار ولاتريد للوطن الا الهلاك من اجل تحقيق مصالح خاصة تعود بالنفع على ثلة حاقدة ماكرة تستعمل كل الاساليب للاساءة للامن والامان وتنشر الاخبار الكاذبة التي اعتاد علي نشرها ممن يدعون التمسك بالدين والاخلاق وهم بعيدون عنها وعن اساليب التعامل معها .
لقد عشنا سنوات طويلة في هذا الوطن انصار ومهاجرين وترعرعنا في وطن العز والاخوة لم نشهد حالة اعدام لمواطن حاول ان يغتال او يسيء لراس الدولة وشهدنا بعضا من هؤلاء تسلموا المناصب والمراكز الحساسة مما يدل على التسامح والكرم الذي يفتخر به كل عاقل وهذا يدعونا ايضا ان نعلم اطفالنا دروسا في هذا المجال وان نحكي لشبابنا قصص العفو والتسامح لكل من اراد للوطن والقيادة الاذى والخراب .
ان من أساليب الحاقدين على الوطن والداعين الى الفوضى إيجاد أساليب سيئة,ووسائل منحرفة,لم ترد في كتاب ولا سنة,ولا هدي سلف ولا عمل نبوة, ألا وهي المظاهرات والاعتصامات ,لأجل ماذا ؟ لأجل مايسمى بالاصلاح  ولأجل التغيير,ولأجل الحرية والتعبير, صحيح انهم يرفعون مثل هذه الشعارات ولكنها حقيقة الافعال التي تؤدي الى بث الخوف والرعب في قلوب الاناس الامنين المطمئنين   فهي  تغير أمن الناس إلى خوف,واستقرارهم إلى رعب,وهدوئهم واطمئنانهم إلى فوضى واضطراب,هذا التغيير الذي يريدون,والإصلاح الذي يقصدون,والنصح الذي يزعمون ,وليت أن جريمة المفتين بها,المقرين لها ,المبيحين لفعلها ,تنتهي عند هذا المنكر,مع ما في قولهم ذلك من شناعة وفظاعة,لكانت مصيبتهم وإن غلظت وعظمت واحدة,لكنهم شعروا أو لم يشعروا يريدون أن يعيش الناس بلا حكومات ولا مجالس نيابية وتشريعية لينتشر الفساد اكثر فاكثر ويسود الاضطراب في البلاد .
لنعلم ابنائنا واطفالنا إن هؤلاء الداعين للاصلاح والتغيير  يتعاملون بالأباطيل والترهات,مما تلقيه عليهم شياطين الإنس والجن,وما  المظاهرات والتجمعات إلا صورة من صور الفوضى ؟ ومظهراً من مظاهر الاضطراب ,وإننا لوسلمنا على سبيل الافتراض صحة هذا الأسلوب أسلوب المظاهرات مع أنه مخالفٌ للنصوص الشرعية,والآداب المرعية,ومنهج سلف الأمة,لو سلمنا بصحته فإن دعاته لا يريدونه على الوجه المحمود, بل يبتغون من ورائه التسلط على المجتمع,وضربه بولاته وحكامه,وبالتالي فهو بابٌ من أبواب حيلهم,وأسلوبٌ من أساليب كيدهم ومكرهم.
انظروا ايها الشباب إلى آثار هذا الأسلوب وما خلفه من ضروب الفتنة,ومظاهر المحنة والفرقة في مصر وتونس واليمن ,مما يؤكد أن هذا الأسلوب أسلوب المظاهرات أسلوب فتك ودمار,وأداة تهديد وتبديد لعلائق الناس,لم يجنوا منه إلا ما هو بلاء ومحنة,وشتات وفتنة,ولم يشع بينهم إلا التفكك والفرقة,ولم يولد إلا ما يفصم أواصر المودة والأخوة,قتلٌ للأنفس,هتكٌ للأعراض,إتلافٌ للممتلكات,حرقٌ للمقدرات,هذا شيء مما تولده المظاهرات,وتخلفه تلك الإعتصامات والتجمعات,ناهيك عن ضياع الدين,وضياع أحكامه وشعائره,وإهمال مظاهره وتطبيق حدوده و إن أعظم دليل على مفاسد أسلوب المظاهرة أنها قد تستغل باسم الخير، وباسم النصيحة، والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ايها الشباب ان المظاهرات والمسيرات والاعتصامات  أسلوب غير مشروع  فيها زعزعة للأمن وإثارة للفوضى و إيقاع للعداوة والتصادم والتقاتل بين رجال الأمن والمتظاهرين و أنها فرصة لاندساس المفسدين والمجرمين لتحقيق مآربهم وأغراضهم السيئة و فيها تعطيل لمصالح المسلمين بما تحدثه هذه المظاهرات بكثرة القائمين بها أو المتفرجين من إغلاق للمحلات وتعطيل حركة السير وخروج النساء بلا مبرر شرعي و ما يحصل فيها من محاذير شرعية كالاختلاط والاحتكاك بين الرجال والنساء و أنها ذريعة لأهل البدع والأهواء وأصحاب الأفكار المنحرفة للقيام بها للوصول إلى ما يريدون من مقاصد سيئة.
ايها الشباب .. قاطعوا كل ما يسيء لوطنكم واعلموا ان الفتنة نائمة وان الامن والامان اهم من لقمة العيش وان كثيرا حولنا يتمنون لو ان امنهم كامننا واستقرارهم كااستقرارنا فهل وصلت الرسالة ؟؟؟
الى الاباء والامهات ...علموا اطفالكم حب الوطن وعلموهم كيف يحافظ المواطن المنتم على وطنه واستقرارة والبحث عن كل ما يعظم انجازاته ولايسيء لتاريخه ومكتسباته .

.