هل يحس الفاسد والمرتشي بطعم ولذة رمضان

لااحد في هذة الدنيا يشبع الا من حفنة التراب التي توضع على قبره عند مماته .ساعتها يتذكر الانسان بانه لم يأخذ من هذة الدنيا الا هذة الحفنة من التراب وما كنزه وما ورثه لمن بعده يذهب هباء منثورا ان كان خيرا فخير , وإن كان شرا فشر. الفاسدين والمرتشين والجشعين في هذة الدنيا لهم نصيب فكل بني أدم سينال نصيبه من هذة الدنيا بقدر أعماله فالانسان السوي و المستقيم سينال رضا الله سبحانه وتعالى ويموت وهو مطمئن , اما هؤلاء الفاسدين فهم يموتون من دون أن يعلموا لان تجارتهم تلهيهم وجشعهم يعميهم وغشهم يزيدهم غيا وهكذا يعيشون في هذة الدنيا وهم في صراع مع المال والحقد والغش والسرسرة ونهب اموال الناس بالباطل وعندما تنظر اليهم تراهم يعيشون دائما مهلوسين , شاردي الذهن ، محتارين في امر هذة الدنيا عندما يموتون كيف سيحل بهم ولكن دون جدوى.. شهر رمضان يأتي ويذهب والكثير الكثير من هؤلاء لايعرفون لرمضان طعم او لذة او حتى ذرة احترام لهذا الشهر الفضيل فدائما تراهم يضحكون على الناس المحترمة الصائمين لله سبحانه وتعالى , ودائما تراهم متعالين على الناس ومتكبرين ومتعجرفين غير اّبهين لابدين ولا بدنيا همهم الوحيد كيف تسيير مصالحهم وكيف يروجوا لتجارتهم , ويفكروا كيف يحاولون سلب الناس بشتى الطرق وهم في حل من كل ما امرهمالله سبحانه وتعالى... إن لشهر رمضان طعم ولذة تتمثل في البعد عن كل ماحرمه الله سبحانه وتعالى , والبعد عن كل المعاصي والنظر الى ما يغضب الله سبحانه وتعالى , ان لرمضان سحر في الخالق وسحر في المخلوق تتمثل في السكينة و الهدوء والصلاة والعبادة وقراءة القران والزكاة ومسامحة الناس عن كل شي في الظلم والإساءة .. ان لرمضان سكنات في اخر الليل اذا طبقتها سكنت مع الله سبحانه وتعالى وقربت منه وكنت من الفائزين انشاءالله.. الفاسد والمرتشي لايشعر بطعم ولذة رمضان لانه يعتبر هذا الشهر بمثابة عطلة شهرية له للاستراحة واذا لم يعجبه الجو العام يسافر ويهرب من عبادة الله ويهرب من زكاتة , ويهرب من امر الاخرة الى امر الدنيا وهكذا حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.. نتمنى على اولئك الفاسدين والحاقدين والجشعين ان يتوبوا الى الله توبة نصوحة وان يراجعوا ضمائرهم فيما اقترفت اياديهم الملطخة بذنوب الناس التي اكتسبوها واموال الناس التي نهبوها وسرقوها , وضمائر الناس التي اشتروها بالمال الحرام وجعلوا منهم اناسا فاسدين مثليهم.. هاهو رمضان شهر المغفرة قادم الينا ومفتوح ابوابه لكل عائد وتائب الى الله سبحانه وتعالى ونتمنى على كل انسان ان يسارع الى طلب الرحمة والمغفرة وان يسارعوا الى سداد ديون الناس المترتبة عليهم اذا كانت غائبة عن اذهانهم لكي يستقبلوا رمضان وهم خالين من كل الذنوب و المعاصي وأياديهم نظيفة من كل شئ...