مجرد شراء وقت!


كلّ ما يُقال عن "صفقة القرن” يبقى في إطار التكهنات والتخمينات، وأحياناً التسريبات المقصودة، وحتى صاحبها جاريد كوشنير يرفض في حوار مطوّل مع "القدس” المقدسية الإعلان عن ملامحها، مع إبداء قناعته بأنّها ستكون حلاً تاريخياً!
يبدو أنّ الخطة نفسها ليست مكتملة في ذهن صاحبها، بل هي مجرّد عناوين تبحث عن مضامين، ومن الواضح أنّ تلك العناوين تُركّز على الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني على حساب الأرض الفلسطينية، وكأنّ الصراع التاريخي المزمن مجرّد أرقام دولارات يمكن رصدها لإنهاء الفقر والبطالة، وليس احتلالاً لم تعرف البشرية مثله.
القيادات الفلسطينية اعتبرت كوشنير شخصاً غير مرغوب بوجوده، ورفضت الالتقاء به، بل اعتبرت زيارته للمنطقة عبثاً، ومع ذلك فهو يهرب إلى الأمام ويعتبر أنّ سبب هذا هو خوف هذه القيادات من شعبها الذي سيوافق على خطّته إذا تمّ نشر تفاصيلها!
"صفقة القرن” عنوان مُبهم يصلح لمانشيتات الصحف والاستهلاك الإعلامي، ومشروع غامض يحمل من الأوهام أكثر بكثير ممّا يتضمّن أفكاراً قابلة للتطبيق، ويبدو أنّ الهدف كالعادة هو شراء الوقت لتواصل إسرائيل عملها في تثبيت الاحتلال.