هل الحكومة جديدة أم مجدَّدة؟


ومتى تكون الحكومة جديدة؟
أهي التي قال عنها الملك حكومة رشيقة وزراؤها أصغر مني سناً.. والوزير فيها الذي لا يعمل يجب أن يغادر لا أن يجدد عقده.
أهي التي خلت من الوزراء الملتصقين بكراسيهم أو كراسي مشابهة حتى الموت تصنع لهم ويكونون فيها أطول يدا وأيسر نهبا وأكثر ميزات.
أهي التي أفسحت مجالا للشباب -وطبعا ليس لأي شباب- إنما الشباب المبدع الفعال؟
هل احتوت الحكومة على من لهم صفة القبول الشعبي على الأقل أو التمثيل الشعبي حتى ولو بأي مستوى شعبي من حزبيين برامجيين أو نقابيين أو شخصيات مشهود لها بالكفاءة والانتماء للوطن.
أهي الحكومة التي لا يكون فيها مجلس النواب مغيّبَا بلا فعل بسبب القانون المتخلف والتدخلات المقيتة دون محاولات تصحيح جادة, أم أن المجلس الأفضل عندها هو المجلس النائم الباصم أو المغيب في ظل مجلس أعيان معين تعيينًا.. وأعان الله العدالــــة التي تئـــــــن.. وأحزاب لا يراد لها إلا أن تكون ديكورية, تتكاثر بلا فاعلية, حتى إذا شاورهم الرئيس!!! أو بالأصح جالسهم ساعتين وصبر مشكورا على ثرثرتهم!! اخلف رأيهم وعاكسه, لأنه يتأكد المثل العربي ليس لقصير رأي وكأننا لسنا أمة سورة الشورى... ولا امة وأمرهم شورى بينهم، ويظهر أننا امة كما يقول الأعراب عن مشاورة النساء شاوروهن وخالفوا رأيهن!!
أم أنها حكومة ليست جديدة وليس بالإمكان أفضل مما كان, وهي حكومة مكلفة فقط بإبطال مفاعيل الحركة الشعبية العفوية الذاتية الواعية في الأسابيع القليلة الفائتة التي امتدحها الملك وتفاخر بها أمام العالم.
وما سوى ذلك فهي منهجية النفخ والتلميع للقادم الجديد فيمتدح فيه ثقافته أو شهادته أو تقلبه في المناصب المحلية أو الأجنبية واصله أو نسبه
أو تغريداته من قبل أو مظهره أو نبرة صوته أو مدى ليبراليته بالتعريف العربي, والتوسع في الوعود والتوقعات التي لا يقوى عليها فرد وبخاصة إن كان بلا أدوات ولا صلاحيات وستكون قاصمة الظهر بعد قليل.
وشيطنة من سبق كالعادة وليصبّوا عليه جام غضبهم حيث حمّلوه كامل المسؤولية، علما انه كان يقرأ فقط ما كتبه غيره.
لو أعيد تكليف د.هاني الملقي مرة أخرى كالعادة /عافاه الله من المرض/ سيصفق له, وسيجرم من سبقه وتحل حكومته بالليل قبل النهار, وليطمئن الرئيس السابق المُقال الآن فبفضل غياب أدوات الرقابة والمتابعة والمساءلة لن يتحمل أي تبعات إلا بمقدار تمرير وتسويغ الوافد الجديد الذي ينتظر المصير نفسه ويشرب من الكأس ذاتها, كل ذلك من أجل تسهيل وتسويغ امتطاء ظهر الشعب من جديدهم بعد أن أدى الجوكي الأول دوره (الجوكي الخيال خفيف الوزن في سباق الخيل الذي أصبح يستبدل اليوم بالخيال الالكتروني الوهمي).
والشعب الطيب المقهور المغيًّب مستمر بالشتم للسابق في الصباح والتصفيق والمديح للقادم في المساء حتى تشرق الشمس بعد يقظة شعبية منتظرة عسى إلا يطول غيابها.
يا نـــــــــاس...
لو كانت حكومتنا (بالطبعة المصّورة)/!! اقتصادية حتى ولو شكليا لكذبنا على أنفسنا وسكتنا مائة يوم أو مائتين عطوة أو غفوة كما تقولون.
لو كانت حكومة سياسية إصلاحية حتى شكليا لسكتنا وأقنعنا أنفسنا مؤقتاً وكذّبنا أعيننا وصدّقنا قولكم.
لو كانت حكومة تكنوقراط متكاملة لصُمنا عن الكلام وانخرسنا حتى يستبين ضحى الغد.
لو كانت حكومة ليبرالية متكاملة لقلنا: دع عنك قناعتنا, وما معرفتنا بالسياسة نحن الغلابى بجانب موسوعيتكم العلمية السياسية الغربية!!
بالله عليكم أفهمونا وما عدنا نفهم وأنتم لم تفهمونا بعد. هل الحكومة الجديدة جديدة وما الجديد فيها؟ حتى إذا حاورت احدهم بهدوء ولم يجد جوابا قال لك:ـ الجديد فيها رئيسها, وهذا كاف ومفحم أليس كذلك؟!
يا شبابنا وشاباتنا
* لا تتنفسوا هواءنا المستعمل نحن الكهول إلا من رحم ربك فقد خُدّرنا وتخّدّرنا.
*لا تسمعوا لثرثتنا السياسية ولا لإرجائنا وصبرنا المدّعى الذي ليس له من الصبر إلا اسمه.
*ولا تسمعوا لتحوطاتنا الزائدة التي نسميها حكمة وتعقلا ومصلحة وهي خنوع.
* افتحوا أعينكم واستفيدوا من تجارب الشعوب.
* يا أيها الشباب والشابات نرجوكم إلا تتمزقوا كما تمزقنا نحن سلفكم بين متقاعدين وحزبيين ونقابيين ومزارعين ووسطيين وطرفيين ومتدينين محافظين وليبراليين وشرقيين وغربيين فلسطينيين وأردنيين ومسلمين ومسيحيين وتقدميين ورجعيين وإسلاميين وقوميين.
ألسنا كلنا في الهمّ شـــــــــــرق، وإنّ تناقضنا ومعركتنا الداخلية هي أولا مع الاستبداد والفساد والتبعية واليأس
لا مخرج لنا في ظل هذا الاستهداف المتزايد الذي وفّرنا له نحن قابلية النجاح إلا أن نعيد النظر بما ألفناه ومارسناه لنقول من جديد: نحن الشعب الأردني ونحن جزء من امتنا العربية وكلنا جزء من امة قادت الدنيا يوما، هل سنقولها ونعمل معا بمقتضاها.