مقابلتي الأولى

 


لا أذكر بالضبط السبب الذي جعلني أكرس نفسي صحفيا منذ طفولتي ، أذكر اني كنت اقرأ كثيرا ، وأن خالتي روجينا كانت تحاول احباطي، وتقول لي ، كلما رأتني،بأن (فلان) جارهم ، يعمل صحفيا وهو (ميّت من الجوع). المهم زدت اصرارا على أن أكون صحافيا ، دون أن أدرك بالضبط المهام الملقاة على عاتقي.

اليوم صباحا ، أنا أتفقد المواقع الأردنية ، تذكرت أول عمل صحفي أقوم به ، كان ذلك عام1977 او بعد عام ، لا أذكر بالضبط، لكن ما أذكره أن صديقي مدحت حمارنة قد قادني، عندما وصلت الى بيروت لأقدم امتحاناتي الجامعية في يروت ، قادني الى حيث يعمل الفنان اللبناني فهمان (محمود المبسوط) الذي كان يملك محل بيع عصير قرب جامعة بيروت العربية ،وكان مدحت يعرف عن ادعائي بأنني صحفي دون ان ادرس أو امارس الصحافة.

وكان فهمان ثاني شخص مشهور اقابله، بعد ان كنت قد رأيت الفنان توفيق النمري يتمشكح في أروقة الإذاعة الأردنية خلال رحلة مدرسية الى هناك عام 1972. المهم ، ذهبت مبهورا الى فهمان وأجريت معه اول حوار صحفي في حياتي ، بينما هو يبيع العصير للزبائن، وكان الرجل دمثا وصبر على ارتباكاتي ومحاولاتي البدائية لإجراء حديث.

وقد وعدته ان ارسل له الصحيفة عند النشر، وقد نشر اللقاء بالعنوان الذي كتبته في صحيفة الرأي : (لقاء مع بائع عصير اسمه فهمان) بعد ان ارسلته مع زميلي نادر عجيلات الذي كان يعمل في الرأي آنذاك. لكني اخلفت بوعدي مع فهمان، ولم ارسل له الصحيفة بالبريد، لأني لم اكن املك المال اللازم لذلك.

كل هذه الذكريات تزاحمت في رأسي وأنا اقرأ خبرا فجر الأربعاء على موقع خبرني الالكتروني يقول: « توفي الممثل الشعبي اللبناني محمود مبسوط الشهير بـ»فهمان»، بعدما هوى فجر الاثنين على خشبة المسرح، مسدلا الستارة على سيرة فنية كان خلالها أحد رموز الكوميديا الشعبية اللبنانية.

وارتبط اسمه مع زميله صلاح تيزاني وآخرين بمسلسل «أبو سليم» الاجتماعي الفكاهي الذي كان يعرضه «تلفزيون لبنان» الرسمي في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وطبعت ذاكرة جيل تلك المرحلة.

فهمان .......... وداعا!!

ghishan@gmail.com