الرزاز والوعود الوردية

شهد أول المؤتمرات الصحفية للدكتور عمر الرزاز كرئيس للوزراء تواجد غير مسبوق لكافة وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية ما عكس حالة التفاؤل والترقب والأمل التي يعيشها الشارع الأردني من هذه الحكومة.

الرزاز أكد على أن الحكومة ستعمل بكافة السبل لرسم سياسة اجتماعية واقتصادية للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المملكة، والعمل على مواصلة تحسين مستوى الخدمات وبما يجعل المواطن يلمس الأثر الايجابي لها.

وشدد على أهمية تركيز الحكومة على اقامة مشروع وطني شامل ،وإشراك الشباب واعتباره عنصر مهم، والتركيز على تطوير العلاقة بين الحكومة والمواطن ، وحق المواطن في الحصول على المعلومات والمساءلة عبر جيمع الوسائل المتاحة، بالإضافة إلى أهمية العمل على ايجاد حكومة كفوءة وايجاد منظومة أمان اجتماعي متكامل والعمل على الاصلاح السياسي والاقتصادي.

الرزاز الذي يعد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي استخدم هذه الوسائل لتعزيز تواصله مع الشباب الأردني كما تعهد بتطوير صفحات رئاسة الوزراء والوزارات والمؤسسات الرسمية على هذه الوسائل لتصبح منبراً لاستلام الشكاوى والملاحظات والمقترحات في طريقة رفعت أسهم حكومته وزادت من سهولة التواصل بين الشعب والمسؤول وتذليل عقبات التواصل الكبيرة بينهما والتي كان يعاني منها الشعب في السابق.

الرزاز كشف ايضا عن اتخاذ الحكومة قراراً بتخفيض النفقات العامة للوزارات والوحدات الحكومية بواقع 150 مليون دينار للعام الحالي وهو ما يعد في حال تحقق خطوة ايجابية في سبيل ضبط النفقات وتمثيلاً لمبدأ أن تبدأ الحكومة بنفسها.. كما تعهد بفتح حوار حول ضريبة الدخل والأثر الضريبي على المواطن.. وكما تعهد بتحقيق أحد مطالب الشارع بمراجعة قانون تقاعد الوزراء قائلاً "لا يجوز لوزير خدم لمدة شهر أو شهرين فقط ان يحصل على راتب تقاعدي مدى الحياة في حين يخدم المواطن العادي 20 سنة من أجل التقاعد".. هذه التصريحات الرنانة وغيرها الكثير صرح به الرزاز يوم أمس مشيرا بأن الحكومة ستعمل بمراجعة شاملة وتحفييز طاقات الأردنيين نحو مستقبل مشرق للجميع، طالبا من الجميع اعطاء الحكومة مهلة لكي تستطيع العمل بثبات وقوة ،مؤكدا بأنها لن تستخدم أسلوب الفزعة أو اصدار أي قرار تندم عليه.

الكثير من الاحاديث والتساؤلات حول حكومة الدكتور عمر الرزاز تباينت ما بين التفاؤل والتشاؤم بين المواطنين، فالبعض يضعون كافة آمالهم على اكتاف حكومة الرزاز لتقديم برامج اصلاح وطني حقيقي واجراء الحوار مع كافة القوى الوطنية للنهوض، والبعض الآخر ما زال متشائم من الحكومة التي اعتبرها بحد قوله أنها ستكون امتداد للحكومات السابقة ولن يكون هنالك أي جديد يذكر.

الرزاز شبهه البعض بوصفي التل ولكن وصفي التل لن يعود فلكل زمن دولة ورجال فهل يكون الرزاز هو الرزاز وهل سيضع اسمه بين رؤساء الوزراء العظيمين الذين مروا على تاريخ الأردن ويذكر بالخير بعد عشرات السنين أم ان اسمه سيبقى اسماً آخر في قائمة رؤساء الوزراء الذي لم يفعلوا أي شيء سوا رفع الأسعار على المواطن الأردني.