تغريدات من سماء العيد


العيد كان سيد المفاجأة وسنامها، ليس فوق المستطيل الاخضر، وخسارة الكبار الكبار في مونديال موسكو. حيث تأكد أن لا كبير في عرف كرة القدم وديدنها، حتى الجمل بكامل حدبته ليس كبيرا. فقد تعطلت الماكنة الألمانية في أولى غزواتها. وتعثرت خطوات الأرجنتين.
مفاجأتنا الكبيرة كانت قبل العيد بيوم، فقد أصيب الشارع الأردني بكسور طولية وعرضية ومتفتتة في أفق توقعاته بتشكيلة حكومة الدكتور عمر الرزاز. المشهد بدا غريبا عجيبا، وكأننا كنا ننتظر ملائكة بأجنحة عراض يتولون وزاراتنا. و(ننسى أن هذه حالنا من دار خالنا).
لم أتفاجأ بانقلاب المزاج العام تجاه حكومة تشكلت للتو واللحظة. وقد كان ينظر إلى رئيسها قبل ساعات كمخلص ومنقذ. وهذا ما يحدث غالب الأمر عندما ترتفع سقوف التوقعات أكثر مما ينبغي. ثم كيف كيف لك أن تُرضي مزاجا ما زال شعاره: فلتسقط الحكومة القادمة.
بعضهم رأى من خلال التشكيلة، أننا ما زلنا نهرول ونركض مكاننا، وأن إبرة البوصلة لا تشير إلى الاصلاح المرجو أو بشائر نهجه. فيما قال آخرون بيأس وحزن: هي حكومة من الحكومات. فلا تحملوا المشهد ما لا يطاق.
تغريدة أخرى صدحت عند المشهد الرافض تقول: العبرة ليست بالطاقم الوزاري، بل الأمل في شخص الرئيس الذي راهن عليه الشارع بعد واقعة الدوار الرابع. العبرة كيف يستخرج هذا القائد السمفوني أجمل المقطوعات من كوراله حتى لو كان لدينا نفس العازفين، وذات الآلات من حكومة سابقة.
(إنما يحمد السوق من ربح). هذا عرف التجارة، أو منظار الشطارة الحالي. ولهذا تجد الساخطين على التشكيل الحكومة أكثر من الراضين بكثير. وكنا رأينا عشرات بل المئات أو الآلاف ممن فتحوا أفواههم طمعا بحقيبة وزارية. ولهذا من الطبيعي أن يقل الحامدون ويكثر الساخطون. فالحقائب معدودة، والطموحات ممدودة.
هذا زمن الهجرة إلى (تويتر). فرئيس الحكومة غريد نشط على هذا الموقع الاتصالي المخملي. لكنه يخاطب الناس من خلاله بلغة سلسة متواضعة بسيطة، ورغم أن غالبية الأردنيين مزاجهم (فيسبوك). إلا ننا سنشهد هجرة نحو التوترة (تويتر)، وترك الفسبكة التي غدت محرقة للأعصاب.
بكل ألم وأسف فقد جرفنا سيل عرم من خطاب السوء والحقد والكراهية والتطرف في النقد غير البناء. يحق لك أن تنتقد وترفض التشكيلة الوزارية، ولكن لا تجرح ولا تقبح الاشخاص وعائلاتهم. فطيلة الفترة الماضية كنت أقول بحسرة ووجع: كيف يخبئ الناس كل هذه السموم في نفوسهم وصدورهم. وكيف أنها لا تقتلهم. ارحموا حالكم. تجريح الآخرين ليس معارضة.