حسام الدين احمد يكتب : فتنة تلفزيونية كبرى عنوانها "الحسن والحسين ومعاوية "؟





 

الخلاف الناشب مبكرا حول مسلسل 'الحسن والحسين ومعاوية' بين رأي شيوخ اجلاء مثل يوسف القرضاوي وسلمان العودة ووزير الاوقاف اليمني حمود الهتار وقاضي القضاة الأردني احمد هليل الذين وافقوا على نصه، وأخرون بينهم 'مجمع البحوث الاسلامية' في الأزهر، ونقابة الأشراف في مصر الذين رفضوه بعنف، هل سيكون مقدّمة لفتنة تلفزيونية كبرى سنشهد حلقاتها متسلسلة في شهر رمضان القادم؟
الفتنة الكبرى، كما تسميها كتب التاريخ الاسلامية، والتي ما زالت تتفاعل حتى اليوم، ستشهد، كما أعتقد، تأجيجاً لها، وتدفعنا مجددا للأمل او اليأس من التفكير في قابليتنا كمسلمين، يوما ما، على الخروج منها.
لا يتعلّق الأمر بخلافات مذهبية مشتعلة تبدأ من كهوف تورا بورا وأحياء حيدر اباد مرورا بايران والعراق وصولا الى لبنان وما بعد بعد لبنان، بل بتلاوينها السياسية التي تحاول الأنظمة العربية المتهاوية اذكاءها واللعب بها لكسر شوكة الثوار واضفاء طابع طائفي على تحركاتهم.
اضافة الى برامج المواهب المتكاثرة والتي يشارك في آخر طبعاتها (عرب أيدول: الصنم العربي؟) 'السوبر ستار' اللبناني راغب علامة (الذي ندّد في بداية الثورة المصرية بالشباب لأنهم أفسدوا عليه الموسم السياحي)، تأتينا هذه الاطلالة التاريخية (التي كلّفت منتجي المسلسل 3 ملايين دولار على ذمة الاعلام) على جرحنا الاسلامي المفتوح منذ 14 قرنا، التي قد تلهب العواطف وتحرف الاتجاه وتثير الاحقاد...
كل ذلك من أجل إحقاق الحقّ والدين... وبيع الاعلانات.

الفتنة الصغرى!

مع ظهور اخبار المجزرة في النرويج سارعت وسائل اعلام غربية عديدة الى ربطها بالمسلمين مشيرة، براحة قلب وضمير، الى 'بصمات' تنظيم القاعدة، بل ان بعضها استمر في ذلك بعد انكشاف 'بصمات' مخالب منفذها وهو متطرف يميني عنصري يكره الاسلام والمسلمين.
ولا أدري ان كان اشار أحد الى ان 'بصمات' هذا الهجوم، ليست فقط لا تحمل 'بصمات' القاعدة، بل تحمل بصمات وسائل الاعلام الغربية هذه، وخصوصا اليمينية منها، التي هلّلت لحرّية الرأي عندما تعلّق الأمر بتصوير رسام الكاريكاتير الدنماركي كورت فسترجارد للرسول العربي وفي عمامته قنبلة، وبالسياسي الهولندي خيرت فيلدرز الذي انتج فيلم 'فتنة' الذي يقوم في كل لقطاته على الربط المباشر بين الاسلام والقتل الارهابي.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه وسائل الاعلام الغربية ان المسلمين - بكل أممهم واجناسهم وارائهم - يقفون وراء تنظيم 'القاعدة' واخواتها (او يقعدون خلف 'القاعدة') نسيت ان من أجلس 'القاعدة' وغيرها، وأيقظ خلاياها النائمة، ووضع على طاولتها الكورن فلكس والرشاشات والمدافع الى ان حبت وشبّت واشتدّ عودها، ليس سوى سياسات الغرب نفسه وحلفائه من الأنظمة المستبدة، وان اساليب التجييش التي ساهمت فيها كوسائل اعلام لعبت دورها الرفيع في هذه المجزرة، وأن 'بصماتها' الراقية موجودة على ظهور وجباه وقلوب الكثير من المسلمين في انحاء اوروبا والعالم.
بين ضحايا المجزرة النرويجية فتاة في العشرين من العمر من أصل عراقي تدعى رفال محمد جميل ياسين، يملك والدها مدرسة في بلدة بعيدة في الشمال النرويجي (وبين الناجين شاب لبناني يدعى باسل العود)، وفي ذلك ما فيه من دلالات رمزية خارقة: فتاة مسلمة حرّة العقل والجسد في مخيم صيفي للشباب، ووالد لاجئ عراقي هارب من استبداد صدام حسين في سبعينات القرن الماضي، وتأسيس هذا العربي المسلم مدرسة باسمه في بلدة نائية في اقصى ثلج العالم: الحرية والعلم والتقدم بمواجهة استبداد عربي وعنصرية غربية.
هل يعيد نزف دماء رفال والتقائها بدماء زملائها النرويجيين هذا ضمير وسائل الاعلام تلك الى جادة الانسانية التي تجمعنا ضد كل اشكال الارهاب، سياسية كانت ام اعلامية، عربية ام غربية؟

مخربون

كنت انا ايضا في العشرين من العمر حين كنت على متن قطار كان عائدا من بلدة الزبداني الحدودية السورية الى دمشق فتعرض لحادث على الطريق. كانت تلك المرّة الأولى التي اشاهد الموت العبثيّ لشباب صغار تقطعت رؤوسهم او اجسادهم وذهبوا ضحية غباء السلطات واستهتارها بالبشر.
تذكّرت هذه الحادثة عندما نسبت وسائل الاعلام السورية حادثة قطار جرت الأسبوع الماضي الى 'مخرّبين' (يبدو انها استنفدت مصطلحات الاندساس والسلفية والعصابات المسلحة وعادت عودا غير أحمد لمصطلحات اسرائيل العتيقة)! ولعلّها، من اليوم فصاعدا، ستنسب كل حادث يجري في سورية، وربما في ليبيا واليمن ايضا، الى اولئك المخربين.
لا ضرورة بعد اليوم لمحاسبة أي مسؤولين، الذين انضافت الى مهامهم الجسيمة مهام أخرى بينها تنظيم مظاهرات التشبيح وتوزيع العصيّ الكهربائية واصدار الانذارات لمن يشاركون في المظاهرات.
كلّ خطأ في سورية سيهون امام الخطيئة الكبيرة التي ارتكبها الشعب: ركوب قطار الثورة!

العيار فلت يا رجالة!

استقالة دينا عبد الرحمن، مقدمة برنامج 'صباح دريم' بعد التهجمات التي قام بها اللواء حسن الرويني ضد 'كفاية' و'6 ابريل' متهما الحركتين بالخيانة وتلقي تمويلات اجنبية، ثم ظهور اللواء عبد المنعم كاطو في البرنامج نفسه مهاجما دينا شخصيا لاشارتها الى مقال كتبته زميلتها نجلاء بدير ناقضت فيه تصريحات الرويني، وصولا الى وقف احمد بهجت، صاحب القناة لدينا عبد الرحمن عن العمل.
دينا حظيت بمتابعة اعلامية وبتأييد من زملاء لها، وكذلك بهجومات من زملاء آخرين طالبوا العسكر 'بتطبيق اشد القوانين والعقوبات سواء قانون الطوارئ او الاحكام العرفية'، بل ان 'الزميل' الصحافي المحترم طالب 'باجراء محاكمات عاجلة' حتى 'لا يفلت العيار بسبب القلة المندسة' 'بعد ان تجاوز الاوغاد كل الحدود'.
وحيث ان العيار فلت يا رجالة لا أجد توصيفا يريح ضميري ويليق بزميلنا المحترم هذا الذي يصف زملاءه الاعلاميين، والمحتجين السلميين، بالاوغاد والمندسين، ويطالب باعادة قوانين الطوارئ والاحكام العرفية والمحاكمات العاجلة. الواضح ان الاعلام لا يكفي لممارسة الزميل مواهبه كلها، ولعلّ المجلس العسكري المصري يجد له المكان اللائق لتنفيذ ما يطالب به ويقوم بتغيير المنكر بيده لا بلسانه فحسب.

وفاء

ذكرت صحيفة 'فايننشال تايمز' أمس، أن الأمير الوليد بن طلال المساهم الرئيس في شركة 'نيوز كورب' التي يملكها روبرت مردوخ رفض دعوات لتغيير الهيكل المزدوج لأسهم الشركة أو قيادتها، بعد فضيحة التنصّت التي أدت إلى إقفال صحيفة 'نيوز أوف ذي وورلد'.
هل هذا نوع من 'الوفاء للمقاومة' على طريقة الوليد؟

مي حريري

وفي تعبير آخر عن 'الوفاء للممانعة' الذي هو موضة تاريخية لبنانية يتم تجييرها لصالح انظمة من طراز 'يتمنعن وهن راغبات'، ستقوم الغنوجة الغنائية مي حريري، الزوجة السابقة للفنان ملحم بركات، بالغناء مع جورج وسوف وزملاء اخرين 'لسورية وقائدها'.
ملحم، وفي حوار تلفزيوني سابق له، اشتكى، من عدم قدرة الزوج على تلبية كل مطالب زوجته الشابة، وان سبب النزاعات الزوجية 'جنسي' أولا واخيرا.
نصيحة للقرّاء اذن، وقبل التورّط في اي علاقة زواج ان يسأل الواحد منهم نفسه: 'هل انا قادر على الوفاء بمتطلبات المرحلة'.
جواب كهذا سيوفّر على الكثيرين منهم تكاليف 'الممانعة' الرهيبة، وينجيهم من خسائر حربية هائلة.

كاتب من أسرة 'القدس العربي'