الحكومة منذ الآن ....


ربما اجتمعت الحكومة الجديدة يوم امس او انها ستلتحم اليوم في لقاء هو الاول لها كفريق بشكل رسمي، ولسوف نسمع بعده كل ما هو قديم ولن يكون هناك جديدا ابدا، فما الذي سيحدثه الرئيس الجديد من فرق عن سلفه الملقي وهو يعمل بذات الظروف والامكانيات ومثله الوزراء كافة، وهذا الحال في حقيقته واقع ملموس اذ ما الذي سيجد على وزير النقل والبلديات ليقدم جديدا، وما الفرق الذي سيحدثه وزير الاشغال عن سلفه، وبذات المعنى ينطبق الامر على كل الوزراء وفي مقدمتهم الجدد منهم، وهم الان اكثر من يثيرون لغطا وجدلا في الشارع.

في احسن الحالات قد يقوم رئيس الوزراء بمبادرات ما لتخفيف ضغط الرفض والغضب الشعبي الذي ليس ممكنا انكاره، ومن ذلك الاعلان رسميا عن سحب قانون الضريبة ووعود تخص الاسعار وضبط النفقات، وربما ايضا ان يكون ميدانيا كعادته ويتواجد حيث المؤسسات التي تقدم خدمات كبيرة للمواطنين متفقدا وموعزا بحلول سريعة لما يعيق او يقلل من النوعية وهدر الوقت، وربما ايضا امور اخرى سيستجدها ولكن هل سيكون كل ذلك كافيا ليقال ان حكومته غير او انها مبشرة؟
يدور الحديث اكثر ما يكون على الحاجة لتغيير النهج وليس الشخوص فأي نهج هو المقصود وهل يمكن ان يتم ذلك خلال اشهر او حتى عدة سنوات، وايضا عن حكومة الفريق الاقتصادي والموضوع ليس اكثر من شعار، فما الذي ستتم إدارته اقتصاديا بطرق جديدة لتنقذ امرا ما، ام ان المقصود ادارة الموجود من الاموال بطريقة مختلفة؟
وكذلك الحال لما يخص الفساد، لكن: هل بإمكان الحكومة صد حيتان العطاءات ومحتكري الاستيراد والتصدير والتجارة عموما؟ وذات الامر للمحروقات، وما خص قطاع الطاقة برمته وكافة ركائز الاقتصاد بقطاعاته المستحوذ عليها كلها.
تبقى المديونية الخارجية واشتراطات البنك والصندوق الدوليين التحدي الحقيقي لإيجاد آلية عمل جديدة للتعامل معها؛ بحيث لا تضيف أعباء جديدة، فهل ذلك ممكن حقا واكثر من يعرف صعوبته الرئيس نفسه!
أغلب الاكيد ان الرئيس سيكتشف سريعا ان حكومته عاجزة، وانه لن يكون امامه اي مخرج سوى ان يستمر كما كان سلفه، وهذا ما لا ينسجم مع شخصيته، او انه سيختار الانتحار ليبقى حيا عبر استقالة ربما لن يطول الوقت لإعلانها.