ملاحظات من الحراك الشعبي الاردني
العديد من الملاحظات المهمه يمكن ان نراها بوضوح خلال الحراك الشعبي الاردني الذي امتد لمدة تزيد عن السبعة اشهر والتي خرج خلالها المئات من المسيرات والاعتصامات ورفعت المئات من اليافطات والتي كتب عليها شعارات عديده من المطالبه بالاصلاح ومكافحة الفساد واسقاط الحكومه ومن ثم اخذ سقف المطالب يرتفع الى ان وصلنا الى شعار اصلاح النظام والذي اخذ يتكرر في كل مسيرة او اعتصام مع اعتقادي ان العديد ممن رفع هذا الشعار وخاصة من فئة الشباب لا يعرف معناه وما معنى اصلاح النظام .
والشيء المهم في الحراك الشعبي الاردني انه بدأ تحت شعار اسقاط حكومة سمير الرفاعي واستمر ذلك لفترة طويله من الزمن حتى جاء ذلك اليوم واصدر جلالة الملك امره السامي باقالة الحكومة وتشكيل حكومه اخرى ومع ذلك استمر الحراك والمسيرات بشعارات ومطالب اخرى كثيرة ولكن الذي ميز هذا الحراك امرين مهمين اولهما ان جميع المشاركين في هذه المسيرات على درجة عالية من المسؤولية والوطنية في الحفاظ على الامن والاستقرار للحيلوله من انحراف هذه المسيرات عن مسارها الصحيح والهدف المنشود حيث لم يسجل وقوع اي احداث مهمه سوى ما حدث على دوار الداخلية وساحة النخيل لاسباب عديده والامر الاخر وهو ايضا مهم جدا التعامل الحضاري لرجال الامن العام مع المسيرات والمظاهرات بحيث كانت المهمه الرئيسية حماية المشاركين ليتمكنوا من ابدأ رايهم بحرية كما قاموا بتوزيع الماء والعصير على المشاركين الذين كانوا يهتفون لسقوط الحكومه وهذا امر من النادر حدوثه وخاصة في منطقتنا العربيه .
الغريب بالامر ان البعض ممن ركبوا موجة الاصلاح وتصدروا قيادة المسيرات والاعتصامات وهم من يهتف مطالبا بالاصلاح ومكافحة الفساد هو نفسه من رفض المشاركه بلجنة الحوار الوطني او حتى الجلوس على طاولة الحوار لايصال صوته وطرح افكاره للنقاش لان الحوار اخذ ورد واستماع وحديث ولا يمكن ان يتم من طرف واحد دون وجود شريك اخر ينظر الى الامور من نفس الزاوية ولديه الرغبة الاكيدة كالطرف الاخر لاحداث الاصلاح المنشود .
فجأه وبدون سابق انذار خرجت علينا ما تسمى بالمعارضه الاردنية في الخارج اخر ما توقعناه ان يكون لدينا معارضه وفي الخارج مع ان الاردن هو الدوله العربية الوحيده التي تمارس فيها المعارضه نشاطها بحرية تامه داخل الاردن ولم يذكر يوما ان احدهم قد اعتقل او اعدم لرأيه السياسي او كونه معارض وها هي المعارضه تجوب الشوارع رافعة شعاراتها بسقوف عاليه دون سؤال من اي جهة حتى قبل الثورات العربية كان للمعارضه صوتا مسموعا وتأثيرا بالشارع دون الحاجه الى اللجؤ الى الخارج وطلب الحماية وبداية مسلسل البيانات الصحفية واللقاءات التلفزيونية وفتح الحسابات المصرفية والهجوم على الدوله الاردنية والنظام بالشكل الذي نراه في المعارضه للدول العربية الاخرى.
بعض الاشخاص استغل حالة الحرية التي نتمتع بها هنا في الاردن بطريقه سلبية بدل من استعمالها بالاتجاه الايجابي الذي يخدم الوطن والشعب واخذ بطرح افكارا غريبة ومطالب تمس ثوابتنا الاردنية التي عشنا عليها وعاشت فينا لسنوات طويله وها هو احد الاشخاص يطالب بتغيير السلام الملكي ال صيغة اخرى وتغيير القسم الذي يقسم به الوزراء عند تكليفهم وهل هناك اكثر من هذا الشطط والهلوسه التي اصيب بها هذا الشخص وهل هذا هو الاصلاح الذي نطالب به وهل نحن دعاة اصلاح ام دعاة فتنه وخراب .
ان بعض الاحزاب السياسية الاردنية المعارضه من اسلامية ويسارية وقومية والتي تطالب بالاصلاحات السياسية والحرية واحترام الرأي والرأي الاخر هي نفسها من تمارس عكس بما تطالب وتحرم على الطرف الاخر ابدأ رأيه او الخروج بمسيره واطلاق مصطلح بلطجية على كل شخص او جماعة او حتى حزب يخالفهم الرأي او ان له وجهة نظر اخرى فيما يحدث اي بمعنى اما ان تكون معي او ضدي لا مجال للحلول الوسط وتعادي اي شخص يوجه انتقاد لها على تصرف معين او سياسة تنتهجها فهذا ما يضع الخوف في قلوب الشعب على مستقبل الدوله الاردنية فيما لو كانت هذه المعارضه في مراكز صنع القرار.
طرح خلال المسيرات مطلب الملكية الدستوريه من احزاب المعارضه وتحديد صلاحيات الملك اي ان الملك يملك ولا يحكم وان يتم انتخاب الحكومه من الاغلبية البرلمانية ولكن من الجانب الاخر وهذا المهم هل لدينا احزاب سياسية قوية ذات برامج اقتصادية وسياسية واضحة المعالم وقابله للتطبيق على ارض الواقع والا كيف سيشكل حزب معين حكومه وهو لا يستطيع طرح برنامج معين يتم انتخاب اعضائه عاى اساسه بداية وكيف ستكون لدينا الثقه بهذا الحزب لتسلم زمام الامور والحكم وهو لا يستطيع انجاز برامج قادره على احداث التاثير المطلوب ومن ناحية اخرى ان معظم احزابنا وهذا واقع لا يمكن انكاره لها ارتباطات خارجية اما بدول او احزاب دينية وبالتالي قد نصطدم في مسألة تشكيل الحكومه وجود قبول ورضا تلك الدولة او ذلك الحزب كما يحدث في لبنان حاليا اذا تبقى البلد لعدة اشهر بدون حكومه حتى يأتي ايعاز من الخارج وهذا مثال واضح امامنا فكيف يرضى الشعب الاردني ان يربط مصيره ومستقبله في ايدي مثل هذه الاحزاب والتي قد تقودنا الى الصراعات الداخلية والاقليمية بالاضافة ان تركيبة المجتمع الاردني بالوضع الحالي والحساسه لا تسمح بمثل هذه الامور والتي في حال تطبيقها تكون قد ادخلنا انفسنا في نفق مظلم يصبح من الصعب الخروج منه .