الشّقيقُ وقتَ الضّيقِ

المواقفُ الأخوية المشرّفة مع الأردن من قبل الأشقاء في المملكة العربيّة السعوديّة، ودولة الكويت ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة؛ لدعم الأردن ومساعدته لتمكينه من مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يمرُّ بها، بسبب الأوضاع الراهنة في المنطقة، والصّراعات المحيطة به، والأعداد الكبيرة للاجئين السوريين على الأرض الأردنية، قيمةٌ كبيرةٌ وتجسيدٌ للأخوّة «الشقيق تجده دائمًا في وقت الضيق» ولمبدأ أن الأخ لأخيه في الشدّة والرّخاء وهي مواقف نثمّنها عاليًا ونُشيد بها وتستحق منا كل التقديرِ والثناءِ.
مثلُ هذه المواقف ليست غريبةً على الأشقاء في المملكة العربيّة السعوديّة، ودولة الكويت ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة، الذين كانوا ولا يزالون خيرَ مُعينٍ لأشقائهم، برهنوا فعلاً لا قولاً على أن ما يجمع الأردن بهم هو المصير الواحد، وقد تجلّت دلالات هذا النّبع الأصيل من التعاضد والتضامن، في أنصع صورةٍ لها بالوقوف إلى جانب الأردن في قمّة مكّة.
واتّساقًا مع كلّ ذلك، فقد جاءت القمّة لتعكس في دلالاتها ومعانيها عمق العلاقات الأخويّة الحميمة، وما تتميّز به من رسوخ ومتانة، وأنها باتت مؤطرةً بعوامل الثقة المتبادلة والقواسم المشتركة، التي تستمدُّ حيويتها وديمومتها من الوشائج الوثيقة، التي تُمهّد الطريق نحو الانتقال بالعلاقات العربيّة الأخويّة إلى فضاءات رَحبةٍ من التعاون البنّاء في مختلف المجالات.
التحيّةُ والتقديرُ أقلُّ ما يتوجّب تجاه الموقف المشرّف الذي عبّرت عنه قمّة مكّة المكرّمة، وما حمله هذا الموقف من تأكيد قوي على تضامن هذه الدول ومجتمعاتها مع الأردن وأمنه واستقراره، ولا شكَّ أن القمّة ليست سوى واحدة من الشواهد الحيّة التي تعكس نموذجية العلاقات بين الأشقاء، وما تتميّز به من طبيعة خاصة وعمق تاريخي، وخصائص متفرّدة جعلت منها بحكم المشتركات وأواصر ووشائج القُربى، جسدًا واحدًا وأسرةً واحدةً تستمدُّ تلاحمها من وحدة الهدف ووحدة المصير.
حرصَ الأردنُّ في علاقاته مع الأشقاء بشكل دائم، على انعكاس قوّة هذه العلاقة الاستراتيجيّة على المستوى العملي؛ لتبقى العلاقة الأخوّية المتينة قلعةَ صمودٍ في وجه كل المُتربصين، وتستعصي عليهم، ولتبقى نموذجًا يُقتدى ومنارةً مشرقةً، يستلهمُ منها الجميع معنى العطاء والخير.
نموذجيّةُ علاقة الأردن مع أشقائه العرب، تتجلّى في أنصع صورها بما أحرزته هذه العلاقة من نجاحاتٍ، في تعزيز روابط الإخاء والتعاون وتبادل المصالح، بما أتاح لهذه العلاقة امتلاك طابع الديمومة والحيوية والنّماء المُستدام.
مصداقيّةُ وواقعيةُ هذا الترابط الحميم، تتجسّدُ في التقدير الكبير الذي يُبديه الأردنيون لمواقف أشقائهم في المملكة العربيّة السعوديّة، والكويت والإمارات العربيّة المتّحدة، وما يتّصل منها بالدعم الأخوي المقدّم لجهود التنمية في الأردن، بما يعكسُ التعبيرَ الصادقَ عن روح المودّة وحميميّة العلاقات.
وفي ظلِّ هذه الرابطةِ الوثيقةِ، فقد كان من الطبيعيّ أن تكون قمّة مكّة المكرّمة، محطَّ اهتمام شعبي أردني وعربي، الذين يتطلّعون إلى أن تُسهم مثل هذه اللقاءات في تعزيز قدرات الأمّة، وتقوية بنيانها وتماسكها وتلاحمها في هذه المرحلة، التي تُجابه شعوبُها الكثيرَ من التحدّيات والأزمات المُتفاقمة في كلّ النواحي وعلى كافّة المستوياتِ.