صرخة شعب
مناجاة إلى حضرة صاحب ألجلالة الهاشمية الملك عبد الله بن الحسين المعظم في يوم تشريفه مدينة السلط .
** صرخة شعب **
يا سيدي زاد الشقا بعناء + والقلب أصبح متخماً ببلاء **
حفت بنا ظلمات ضيق حالك + من معظم النواب والوزراء **
فتوسدوا أعلى المناصب رفعة + حتى غدوا من أشرف النبلاء **
والله ما هم للأمانة أهلُها + لكنهم وصلوا لها بدهاء **
فلهم نعومةُ ملمسٍ في منطقٍ + مع هيئةٍ في روعةٍ وبهاء **
يتراوغون بفنهم وعلومهم + ظناً بهذا الشعب كالجهلاء **
أما إذا خاض الحليم بعمقهم + فسيبصر الأهوالَ في السفهاء **
خانوا الأمانة دون أي تردد + في مال شعب مثقلٍ بشقاء **
وغدت لهم أموال لا يحصى لها + عددٌ يفوق الحد بالأرجاء **
لهم المزايا في العطاء مضاعفاً + ولنسلهم إرثٌ علا بنماء **
ركبوا البوارج من دماء رعيّةٍ + جوعاً يقض قَوامها بغلاء **
بعد الكريم لنا ملاذٌ يرتجى + من نسلِ هاشمَ سيدِ النجباء **
يا سيدي أنت المؤمل مطلباً + لمعيشة تحلو لنا بصفاء **
أنصف صغار الشعب ممن سُيدوا + فوق العباد بحظوةٍ وسناء **
غمروا بلادي بالمظالم جُلِها + ناءت بها صبراً قوى الحكماء **
حتى بدا صمت الكرام بلاغةً + يُرمى به بحناجر العقلاء **
وبدا عفيف النفس طالبَ لقمةٍ + يحظى بها من خيرة الكرماء **
وله بما جمع التعفف حظوةً + رغم الكفاف وعيشة البسطاء **
ما كان يوماً في البلاد نقيصةً + ثرواتها تغني لها برواء **
خيرات ربي في البلاد عظيمةٌ + جاد الكريم بمنّهِ بسخاء **
فبها الكفاية للشعوب بسبغها + نعماً لنا برفاهة ورخاء **
لكن فيها مَن تَناهب خيرها + فحرامها كحلالها بسواء **
** فاخر الضرغام الحياصات **