الاكاديميون مغيبون
الأكاديميون مُغيبون
التعبير السلمي الراقي الذي قاده الحراك الشعبي ضد قانون الضريبة المقترح , اكد ان هذا الشعب الطيب استطاع الارتقاء لاعلى مراتب الوعي والحس الوطني من خلال التعبير الديمقراطي عن رفضه للمشروع , وضرب المثل في اسلوب التعبير الواعي الهادف والمتوازن .
والحقيقه انها كانت تجربة كشفت عن رقي اجهزتنا الامنية بكل قطاعاتها في التعامل مع هذا الحراك السلمي , وكان المشهد بأكمله صوره نقية تعبر عن مكنونات شعبنا الواعي الحريص على مكتسبات وطنه ووحدة صفه وبكل فئاته وقطاعاته من شتى الاصول والمنابت .
وللأمانه كان دور النقابات هو الابرز في الحراك , اما الاحزاب فقد كان دورهم باهت , وقد كشف الحراك عن هشاشة برامج وفكر وتأثير هذه الاحزاب في الشارع الاردني .
اما الاكثر غياباً وتأثيراً برأيي هم اساتذة الجامعات , والذين في الأصل ان يكونوا هم ارباب الفكر السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلد , وان يكونوا هم المرجعيات في تمحيص وتفنيد اي مقترح يهم الوطن والمواطن في كل المناحي , وخاصة المنحى الاقتصادي .
الاكاديميون في العالم هم الذين يبنون الفكر لشعوبهم , وهم الذين يقودون دفة السياسة , بل هم المكون الاكبر والاهم في التشكيلات الحكومية والادارية .
كان من المفترض ان يكون هنالك حضوراً لاساتذة الجامعات في المشهد ولو على مستوى التعبير عن الرأي عما يحدث , واقتراح حلول او بدائل للخروج من الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد من خلال دراسات او استشارات تسهم في تقديم شئ لاصحاب القرار , ولكن للاسف لم اسمع الا بياناً خجولاً لنقابة الاساتذه الجامعيين تحت التأسيس , لم يعلم به الا من هو مرتبط مع القائمين على مشروع النقابه .
انا بصفتي اكاديمي جزء من هذا القصور , وارفع صوتي عالياً ليكون للاكاديمين دور في خدمة وطنهم كرياديين متخصصين يحملون أعلى المراتب العلمية , مما يؤهلهم ليكون لهم صوت واعي مؤثر في كل ما يهم مصلحة الوطن .
وعلى الدولة ان تولي هذه الفئة الاهمية وتشركها في مناقشة اي مشروع يخدم الوطن , لانها الاقدر والأحق لما تملك من خبره وتأهيل عالٍ يخولها طرح الحلول والبدائل العلمية والعملية الصحيحة .
حمى الله وطننا من كل مكروه , وادام عليه نعمة الامن , انه ولي ذلك والقادر عليه .
د. نزار شموط