تحقيقات موسعة لمعرفة ملابسات حادث وفاة لاعب الفيصلي "زبن الخوالده "
اخبار البلد - عبر سمو الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم أمس عن تعازيه الحارة لأسرة حارس مرمى فريق الفيصلي زبن الخوالدة، الذي توفي الليلة قبل الماضية اثر حادث سير مؤسف.
وبعث سموه بتعازيه الحارة لاسرة اللاعب والنادي الفيصلي، خلال اتصال سموه مع ادارة النادي، بحسب وكالة الانباء الأردنية «بترا».
وشيع جثمان اللاعب بعد صلاة ظهر أمس بمنطقة بلعما في محافظة المفرق وسط حضور غفير وصل الى نحو (5) الاف شخص ممثلين عن مؤسسات رسمية ورياضية وبحضور عدد واسع من رفاق درب الخوالدة في مختلف الاندية الى جانب الشيخ سلطان العدوان رئيس النادي الفيصلي واعضاء مجلس ادارة النادي.
وعبر عدد من اللاعبين المقربين للراحل عن بالغ الحزن والأسى بنبأ وفاة اللاعب والذي فجع الأسرة الرياضية عامة وأسرة كرة القدم خاصة، لتفقد كرة القدم الاردنية أحد ابرز اللاعبين الشباب على المستوى المحلي لما يتمتع به زبن من اخلاق عالية ومثال يحتذى في الالتزام داخل الملعب وخارجه.
وكان اللاعب -الخلوق- تعرض لحادث سير مؤسف في منطقة عين غزال -شرق عمان- وهو في طريق العودة الى منزله برفقة زميليه عبد الاله الحناحنه وابراهيم الزواهرة ، حيث جرى نقله الى مستشفى الأمير حمزة قبل أن يعلن خبر وفاته.
.. رواية الشهود
تفاصيل الحادث المؤسف رواها مدافع الفيصلي ابراهيم الزواهرة والذي كان يرافق زبن في ذات السيارة خلال طريق العودة بعد نهاية مباراة الفيصلي وكفرسوم.
وذكر الزواهرة انه واثناء طريق العودة الى المنزل على طريق عين غزال ظهرت سيارة من نوع «دايو» بيضاء اللون، مضيفا: بدأت السيارة في مضايقتنا بشكل واضح حتى تسببت بصدم السيارة التي نستقلها بالرصيف، لنواصل بعد ذلك السير على ذات الطريق وسط تكرار محاولات السيارة الاخرى التي تقل ثلاثة اشخاص في مضايقتنا، ليتطور الامر بعد ذلك عندما بدأ «المعتدون» بكيل -الشتائم- تجاهنا ومطالبتنا بالتوقف، الامر الذي دفعنا للابتعاد عنهم والتوقف تجنباً للاشتباك المباشر، لكن ترجلنا من السيارة تزامن مع وابل من الحجارة اطلقه «المعتدون»، الامر الذي دفعنا لقطع الشارع الى الجهة المقابلة تجنباً لاي اصابة، حيث كنت أول من قطع الشارع للجهة المقابلة، وتبعني الحناحنة، وعندما حاول زبن اللحاق بنا بقطع الشارع مسرعاً.. قابلته سيارة ودهسته في لحظات من الذهول، وتقدمنا بعد ذلك نحو زبن لمحاولة اسعافه، وحاولنا اغلاق الشارع منعاً لتقدم السيارات، وبدا واضحاً ان زبن فارق الحياة بعد أن رفع اصبعه ونطق الشهادتين ثم لم يحرك ساكناً، في حين قام سائق السيارة التي دهسته بنقله الى المستشفى، حيث اعلنت وفاته رسمياً.
الخطيب: الأمن العام يواصل تحقيقاته
من جهته، أكد امس الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب في حديثه الى «الرأي» ان الجهات المختصة تواصل تحقيقاتها الواسعة لمعرفة ملابسات الحادث، مشيراً الى ان الامن العام يتعامل مع القضية حتى الان كـ «حادث دهس» بانتظار مزيد من الادلة والمعلومات.
الرواية الامنية كما صرح بها الخطيب بدأت بتلقي الامن العام بلاغا بدهس مواطن على طريق عين غزال، وقال: تعاملت الجهات المختصة مع البلاغ بالشكل المعتاد، حيث انتقل الى موقع الحادث كوادر الدفاع المدني الى جانب مسؤولين مختصين في الامن العام، وبعد نقل المصاب الى مستشفى الامير حمزة تبين وفاته متأثراً باصابته، وجرى بعد ذلك التحفظ على المتسبب في دهسه لاستكمال الاجراءات القانونية.
وعن حديث الشهود، «استمعت الجهات المختصة الى رواية الشهود الذين كانوا برفقة المتوفي، وبعد ان استمعت الجهات المختصة الى تفاصيل الحادث والذي اكد خلاله الشهود وجود متسببين في الحادث فروا لحظة دهس زبن، واكدوا ان سيارة من نوع «دايو» بدأت في مضايقتها للسيارة التي استقلها زبن ورفاقه اثناء عودتهم الى منازلهم، مؤكدين انهم السبب الرئيس وراء اندفاع زبن خارج السيارة وقطع الشارع بسرعة قبل دهسه، الامر الذي دفع الجهات المختصة الى فتح تحقيق موسع للقبض على المشتبه بهم واستيضاح اسباب ملاحقتهم ومضايقتهم للسيارة التي استقلها المتوفي، وقد زودنا الشهود بجزء من ارقام لوحة معلومات الخاصة بالسيارة، وبعد استعمال المعلومات المتوفرة بالتعاون مع قسم ترخيص المركبات، تم حصر السيارات التي تنطبق عليها المواصفات بثلاث مركبات، لكن التحقيقات استبعدت ان تكون احدى السيارات المعنية طرفاً في الحادث لاسباب وجيهة، الامر الذي دفعنا لتوسيع نطاق البحث حول نوعية السيارة وجمع اكبر قدر من المعلومات عنها، وقد ابلغنا مدير الشرطة المتابع للقضية ان النتائج مبشرة حتى الان للقبض على الاشخاص المعنيين».
واستبعد الخطيب وجود نية مبيتة للاشخاص الذين تبعوا سيارة اللاعبين الثلاثة باعتبار ان تأكيد ذلك يتطلب وقتا بعيداً عن اجتهادات شخصية، واضاف: رواية الشهود تؤكد حدوث اشكالات بين الطرفين على الطريق، الامر الذي تطور الى محاولة ايذاء، لتنتهي القصة بوفاة زبن، ومن هنا يتبين ان الظروف تجمعت وانتهت بوفاة زبن دون ان يظهر دليل قاطع حتى الان يؤكد وجود نية مبيتة من السيارة المجهولة، الامر الذي يدفعنا في الامن العام الى ارجاء اي تصريح يتعلق بنوايا الاشخاص المجهولين أو دوافعهم حتى نحصل على قدر كاف من المعلومات حول القضية.
..الدرع بمسمى «زبن الخوالدة»
في ذات الاتجاه، ينتظر ان يصدر اتحاد كرة القدم اليوم قراراً باطلاق اسم فقيد الرياضة الاردنية زبن الخوالدة على مسابقة درع المناصير لكرة القدم.
وفهم بان الاتحاد يبحث اكثر من خيار لتخليد مسيرة زبن في ملاعب كرة القدم من خلال الاجتماع الذي يعقد اليوم، ويبدو ان اطلاق امس بطولة الدرع تحتى مسمى -بطولة زبن الخوالدة- هو الخيار الرئيسي والاقرب.
بدوره، أكد خليل السالم امين سر الاتحاد ان اسرة الرياضة الاردنية وكرة القدم خاصة تعزي نفسها واسرة اللاعب والنادي الفيصلي وجماهيره بوفاة الحارس الخلوق زبن الخوالدة، وقال: فقدت الاسرة الرياضية لاعبا مميزا باخلاقه وعطائه الرياضي، وهذا اللاعب تحديداً أكن له كل الاحترام والتقدير والمحبة في ظل اخلاقه العالية وتمثيله المشرف لنادي الفيصلي في المحافل الدولية والمحلية، ونحن اليوم نودع لاعبا قدم الكثير لكرة القدم الاردنية، سنتخذ خطوات سريعة في اتحاد كرة القدم اليوم لتكريم يليق بمقام الفقيد.
وتقدم السالم باسم اسرة اتحاد كرة القدم بالعزاء الى اسرة اللاعب والنادي الفيصلي، مشيراً الى ان الاتحاد قرر تأجيل المباراة النهائية لبطولة الدرع بين الفيصلي وشباب الاردن حتى الاحد المقبل، على ان تقام مباراة تحديد المركز الثالث في موعدها بعد غد الجمعة.
وكان عدد من مسؤولي وموظفي اتحاد كرة القدم من بينهم السالم حضروا الى مستشفى الامير حمزة لحظة وصول الخبر المؤسف، وبقي العديد منهم أمام مبنى المستشفى حتى ساعات الفجر الاولى من يوم أمس.
الفيصلي يعلق نشاطاته
الى ذلك، اصدر امس النادي الفيصلي بياناً رسمياً يؤكد تعليق كافة النشاطات الرياضية لمدة ثلاثة ايام حداداً على فقيد كرة القدم الاردنية وابن النادي.
وتالياً نص البيان، «قررت ادارة النادي الفيصلي تعليق انشطتها الرياضية لمدة ثلاثة ايام حداداً على فقيد كرة القدم الاردنية وابن النادي البار زبن الخوالدة».
واذ تحتسب ادارة النادي وهيئتها العامة وجماهيره في كافة محافظات الوطن فقيدها الغالي فاننا ندعو الله عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يلهم اهله الصبر والسلوان».