الرزاز رئيسا للوزراء


تهدئة الشارع اطلاق رسائل مطمئنة؛ الانفتاح على القوى السياسية والمجتمعية واطلاق حوار وطني؛ معالجة الاختلالات في الموازنة العامة ووقف الهدر ومكافحة الفساد والقائمة ستطول؛ ولكن الاهم تشكيل فريق اقتصادي جديد وحكومة جديدة ونهج اقتصادي جديد وتخفيف الاعباء الاقتصادية عن المجتمع المرهق. الرزاز لديه ناحية ايجابية انه لن يواجه الشارع، اذ تجمعه بالشارع الاردني علاقة ودية تمكن من صياغتها طوال فترة توليه منصبه كوزير للتربية؛ لكنه سيواجه منافسين اكثر شراسة من المتحمسين للتغير وتدوير الكراسي.
العبرة ستكون بقدرة الرزاز؛ تشكيل الحكومة ومواجهة الازمة الاقتصادية العميقة وتفكيك عناصرها؛ وعدم الوقوف عند اعراضها فقط وان يؤسس لنهج جديد كفيل بالحفاظ على الاستقرار يحد من اشتعال المزيد من الاجتجاجات.
اختيار الدكتور عمر الرزاز عمل ذكي وعقلاني وخيار موفق سيسهم في تراجع حدة الاحتجاجات ويعقلنها؛ لكنه يحتاج الى صلاحيات تتيح له تخفيف الاعباء الاقتصادية عن الناس؛ واطلاق حوار اقتصادي ومجتمعي واسع؛ بل الذهاب ابعد من ذلك بفتح الباب لامكانية حل البرلمان والبدء بحقبة جديدة.
ما حدث في الاردن من احتجاجات واحتقان مؤشر خطير على حالة تفسخ وانهيار للمنظومة الاقتصادية والاجتماعية، ولا ابالغ ان قلت البيروقراطية؛ لكنها في ذات الوقت فرصة لاعاد البناء والتموضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي؛ عملية لن تتحقق بمجرد تغيير رئيس وزراء والاتيان بآخر؛ بل مرتبطة بارادة سياسية وتقدير موقف سليم للمتغيرات الداخلية والمجتمعية فضلا عن المتغيرات العميقة في الاقليم والنظام الدولي.