|
لا شك بأن الفنان الأردني هو فنان مبدع وهذا الذي نقوله لا نقوله من فراغ بل نتيجة للأعمال الإبداعية الكبيرة والكثيرة التي قام بها فنانونا سواء المسلسلات أو المسرحيات على مدى العقود الماضية وكانت هذه الأعمال تبث على معظم الشاشات العربية ولها عدد كبير جدا من المشاهدين حتى أن بعض هذه الأعمال أصبحت علامات مميزة في تاريخ الفن الأردني والعربي وأعيد بثها بضع مرات على بعض الشاشات لما لها من أثر كبير على المشاهدين.
لكن ومنذ حرب الخليج الأولى عام 1991 قوطعت الأعمال الأردنية في معظم دول الخليج كما تخلى التلفزيون الأردني عن دعم الدراما الأردنية أما شركة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني فقد تراجعت كثيرا وتردت أوضاعها المالية بسبب سوء الإدارة إلى أن بيعت أو أجرت إلى شبكة «أو تي في» وأصبح الفنان الأردني ضائعا لا يجد من يرعى فنه أو يقف إلى جانبه بل إن بعض الفنانين اضطروا إلى تغيير مهنتهم الإبداعية والبحث عن أعمال أخرى حتى يستطيعوا العيش والقيام بأعباء العائلة والأولاد وتراجعت الدراما الأردنية كثيرا إلى درجة أننا لم نر منذ بضع سنوات أي مسلسل أردني وكل ما تبقى بعض الأعمال المسرحية أو شبه المسرحية التي يقوم بها بعض الفنانين بجهد شخصي منهم مع أن هؤلاء الفنانين الذين ظلوا يتعاملون مع أقسى الظروف في عالم الفن ومن دون أي دعم من أي جهة كانت مثل الفنان موسى حجازين والفنان حسين طبيشات اللذين أنتجا مسرحيات وأعمال تلفزيونية صغيرة نالت إعجاب كل المواطنين الذين شاهدوها.
أحد الأصدقاء حضر مسرحية للفنان حسين طبيشات قبل عدة أيام على مسرح عمون بعنوان (فشة غل) وكان منذهلا من هذا الفنان المبدع الذي أعطاه الله موهبة لا تقدر بثمن ويضاهي في أدائه وإبداعه أفضل الفنانين العرب المشهورين في عالم التمثيل لكن مع الأسف الشديد كما يقول هذا الصديق فإن الحضور كان قليلا جدا كما أن المسرح قديم وفقير والإمكانات المساندة ضعيفة وهذا كله لأنه لا توجد أي جهة تدعم الفنانين الأردنيين.
وزارة الثقافة تعطي لبعض الأدباء والشعراء كل سنة مبلغ خمسة عشر ألف دينار لكل منهم لكي يتفرغ سنة وينتج عملا إبداعيا لكن مع الأسف الشديد وباعتراف الأستاذ طارق مصاروه وزير الثقافة السابق فإن بعض هؤلاء الذين يسمون مبدعين يقبضون مبلغ التفرغ ولا ينتجون شيئا وحتى لو أنتج البعض منهم عملا أدبيا فلم نر الناس يتهافتون عليه لشرائه.
إن المطلوب من وزارة الثقافة التي تدعم الأدباء سواء بطباعة إنتاجهم أو دعمهم للتفرغ الإبداعي أن تدعم الفنانين أيضا الذين من الممكن أن تنتشر أعمالهم في جميع أنحاء الوطن العربي وأن يجلبوا للأردن مكاسب كبيرة معنوية ومادية من خلال أعمالهم الإبداعية ويروجوه سياحيا وثقافيا.
إن الفنان الأردني ظلم كثيرا في السنوات الأخيرة وأهمل ونتمنى على وزير الثقافة أن يسجل مبادرة للفنانين الأردنيين كما أسهم في السابق في مسألة التفرغ الإبداعي.
nazeehgoussous@hotmail.com
|