رمضان الحزين ...وحزيران الاسود
رمضان الحزين ...وحزيران الاسود .
شهر تداخلت فيه الاحزان ....وتراكمت به الكوارث والازمات .... وشاهدنا رمضانا حزينا .... بفقدان الكثير من شهدائنا ....وسقوط الالاف من جرحانا ..وحتى الامس كانت الفاجعة الكبرى .....بفقدان فتاة متطوعة مسعفة الشهيدة رزان النجار ..... في جريمة لا توصف ....وانتهاك فاضح ..... وتجاوز قانوني دولي انساني ....يحاسب عليه القتلة بأعلي درجات المحاسبة .... لانهم تجاوزوا كل ما يمكن أن يقبل ....بقتل هذه الفتاة البريئة ....والتي لا ذنب لها..... الا أنها تتمتع بروح التطوع الانساني الوطني ..... وبذل الجهد لاسعاف المصابين بعمل انساني طبي .....لا يقدره مثل هؤلاء المجرمين القتلة .
شهر حزين .....فقدنا فيه الكثير من خيرة شبابنا ..... نحتسبهم عند الله شهداء ..... كما اصيب الالاف دون ذنب أو جريمة .....الا أنهم يهتفون لوطنهم ...ويريدون كسر حصارهم .....ومطالبتهم بدولتهم ..... التي سلبت منهم .... ومن اجدادهم أمام أعين العالم بأسره ..... ومن خلال نظام دولي مختل .... تغلب عليه المصالح على الحقوق والانسانية ....وقرارات دولية سلبت الحقوق ..... وهجرت شعب بأكمله ..... ولم تستطع كافة القرارات الصادرة أن تعيد أحدا لوطنه .....أو تحرر أرضا لاصحابها ....أو أن تعيد جزءا من الحقوق المسلوبة .
جريمة بشعة ترتكب بشهر رمضان الحزين ..... وبكاء الجميع .... على من سقط ومن جرح ..... وحتى تلك الفتاة الشهيدة رزان النجار .... التي تبكي لها القلوب..... قبل العيون ..... ببراءتها وطفولتها..... لكنها الشجاعة البطلة والجريئة المصممة على أداء دورها دون تردد .
رمضان الحزين ..... وحزيران الاسود .... وما أصابنا من نكسة .... واحتلال لباقي الارض الفلسطينية ...... كما هو ذات الشهر الذي انقسمنا فيه على انفسنا ..... وجعلنا في الوطن شرخا عميقا .... وانقساما أسودا .... لا زال يأكل من أجسادنا .... ويقتل من أطفالنا .... ويجعلنا بصورة غير مقبولة ..... وبمشهد غير واعي ....وبرؤية متضاربة ..... لا تعرف الي أين تتجه ..... والي أين المطاف ...شهر حزين يحتاج الي الكثير من المراجعات .....والي الكثير من الوقفات ..... والي الكثير من القرارات الشجاعة .... التي يجب أن يتخذها أصحاب القرار وذات الشأن ..... حتى يعودوا الي عيون شعبهم ..... وقد اعترفوا بأخطائهم .....وراجعوا أنفسهم أمام مشهد نضالي كبير ..... وأمام شهيدة الواجب والانسانية رزان النجار ..... فهل يفعلون ؟!! .
نأمل أن يفعل الجميع مثل هذه الوقفات التقييمية ....والمراجعات النقدية ...والاستخلاصات الوطنية ..... وأن لا يبقوا على حالة الجدل والمناكفة ....وسياسية المزايدات...... التي تزيد من ضعفنا ..... ولا توفر عوامل قوتنا ....التي تزيد من تشتتنا..... ولا تعمل على وحدتنا ..... التي تضيع المزيد من حقوقنا .... ولا تعمل على استعادة ما ضاع من حقوق ....وما سلب من أرض .
بقاء حالنا في ظل انقسام أسود ..... سيزيد علينا ولا يخفف من ألامنا .... سيجعلنا الأضعف .... في معادلة سياسية اقليمية ودولية ..... لا تعترف بالضعفاء ..... ولا تعترف بالمنقسمين .... ولا تعترف بمن يناكفون أنفسهم ..... ويزيدون من احتقان أحوالهم ......وزيادة أزماتهم ....في ظل ما يجري ضدهم ..... وفي ظل ما يسقط لهم من شهداء وجرحي ...... وليس أخرهم هذه الفتاة البريئة ..... المسعفة ...والعاشقة لتراب وطنها .... والتي سقطت شهيدة الواجب لأجل فلسطين وشعبها رزان النجار ...فالي جنات الخلد .
الكاتب : وفيق زنداح