الضريبة على الإضراب


القوم على قلب مليون رجل وكل يغني على ليلاه واضراب غد سيثبت كم نحن شعب واحد وليس الف قوم وملة، وذات زمن غابر او انه كان اغبر لم تكن الناس بأحسن حال ايضا، وكان الظن ان النفير على اهبة الانطلاق ولما فعل تكشف انه حتى العير لم يكن متوفرا عندهم، وظل الادعاء سمة وصدق الناس ان ما اخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة، ومع ذلك استمروا في البحث عن ملاجئ يلوذون اليها اذا ما جد جدهم فكيف الحال وهم بلا حول وباعوا اصلا رباط الخيل بعد ان اعتادوا ركوب الدواب الاقل قيمة وباتوا مثلها حمالين.
ولن يكون يوم الاضراب موعدا للنصر على الحكومة ولسوف يمر قانون الضريبة شاء من شاء وابى من ابى " واللي مش عاجبة يشرب البحر" على رأي المرحوم عرفات وهو نفس رأي الحكومة الان.
في واقع الامر ان مشكلة البلد ليست بالضرائب وانما بأسبابها، وهي ليست بالغلاء والفقر والبطالة وانما ايضا بأسبابها، والمصيبة انعدام من يشير اليها وإن توفر ذلك من احد فليست هناك اذان صاغية، وليس في الافاق حلول وانما تجريب وتخريب وتراكم مستمر للوصول تماما الى الكارثة وهي على الطريق ولم تعد المسافة عنها بعيدة، ومع ذلك تنطلق الامنيات من اجل حياة افضل وتحسن في حياة الشعب ومستوى الخدمات المقدمة لهم، وبالامنيات والاحلام يمكن لأي كان ان يتخيل اي مستشفى حكومي على اساس انه "مايوكلينك" مثلا.
ترى كم هي الدنانير الاردنية المطبوعة والمتداولة وكيف هي موزعة، ومن الذين يملكون معظمها ومصنفون كأغنياء وهم بالضرورة الاقلية، وبالمقابل كم يملك الفقراء منها وهم الاكثرية الساحقة بالضرورة ايضا، وبالتوازي اي فئة التي لديها دنانير اكثر، وبالتدقيق البسيط فإن المطلوب من الضريبة ان تنال مما لدى الفقراء كونهم الاكثرية بما يحقق كسبا وفيرا هو اكثر بكثير مما قد يدفعه الاغنياء مهما بلغ كونهم اقلية وهم غالبا لا يدفعون اصلا.