ميّل يا غزيّل

 

قلب مهرجان جرش حياتي وغيّر عاداتي كما كان يفعل دائما.

أكتب الآن وأنا في طريق العودة من موقع المهرجان.

الساعة تقترب من الواحدة بعد منتصف الليل. أركنُ سيارتي عند « المركز الثقافي الملكي» حيث انطلاق وعودة « باص الصحفيين». أفتح شُبّاك السيارة أتنفس ليل عمّان المختلط بصراخ الكائنات التي تأبى أن تهدأ أو تنام.

أسرح في قرار « عودة المهرجان «. ففي مثل الشهر وقبل اربعة أعوام كنا في بيوتنا نتابع فيلما على القنوات الفضائية.

لا أحد معي سوى حلم و حب لإمرأة « إفتراضية «. وللدقة ، بقايا قهوة لم تنسكب تماما على المقعد المجاور.

أجلس وبجانبي « صديقي / الدبدوب» يتأملني « بياضه» الجميل.

أرشف من القهوة الباردة وأسرح في البعيد. في أشجار « المدينة الرياضية « المحاذية للمكان. وفي « مليون « مشكلة.

وحيد يراود الكلمات كي ترافقه الى لحظة الكتابة. هي ـ الكلمات ـ مثل أُنثى، تتمنع وتارة تغيب ونادرة ما تستجيب.

هكذا الحب . ألم تقل « أُم كلثوم « « الحب كده»: وصال وخصام؟

أنا أعشق المرأة « الحرون « مثل فرس ترفض الترويض. لكنني العاشق « الصبور» ولي في الحب صولات وجولات وخسائر لا تعد ولا تُحصى.

روحي هائمة في سكون المكان. رفاق الرحلة غادروني. و»الفكرة « تحاصرني ، ربما أردتُ الخلاص منها. فجلستُ أكتبها.

هي ، الكتابة ، ولادة أُخرى.

نفذت القهوة ولم ينتهِ الليل.

أُدير شريط الأغنيات في السيارة الجاثمة مثل « ناقة « عرجاء.

يخرجُ صوت المطربة نجاح سلاّم: « ميّل يا غزيّل» يا غزيل ميل.

والله زمان ما سمعنا هذه الاغنية. هل ثمة «عاقل» يستمع لاغنية تنتمي للجيل القديم.. سواي. أنا المجنون وأعترف بأني مغرق في تفاصيل الجنون.

تبقى النهاية . وبعض سيارات « التكسي» تتوقف ، وربما كان من بينهم « عسس» يتساءلون عن الجالس في العتمة وحده.

أنساهم جميعا، فهم « معذورون «، لم يتجرعوا كاسات العشق مثلي.

تصرخ نجاح سلام : ميل يا غزيل.

لكن لا من مجيب.

« الغزالة « تزهو في سباتها العميق ، وأنا المقيم في حبها حد الجنون.

حدّ الجنون!!.



talatshanaah@yahoo.com