لماذا انزعج البعض من إعلان زين الكويتية؟


إعلان شركة زين الكويتية الذي جاء على شكل مقطع فيديو بعنوان "سيدي الرئيس"، أثار جدلا غير مبرر بين مؤيد ومهاجم للإعلان.
بدا الخلاف غير منطقي، وبدا الهجوم كذلك غير منطقي.
مجموعة من الليبراليين السعوديين هاجموا الإعلان، واعتبروه يحمل فكرا إخونيا وإيرانيا، وتمادى بعضهم ورسم أحد أبراج الكويت الشهيرة معتمرة عمامة شيعية استنكارا منه لإعلان زين حول القدس.
أولئك الليبراليون الذين يجدون ألف مخرج ومخرج لأي "مثقف" مدع يهاجم الدين أو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو الصحابة، لم يستطيعوا إيجاد مخرج وحيد لإعلان يتحدث عن القدس ويؤكد أنها عاصمة لفلسطين.
شاهدت الإعلان، ولم أجد ما يمكن أن يثير حفيظة عربي لحد الهجوم، إلا أن يكون ذلك العربي يستنكر أن تكون قضية القدس هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، ولا يريد للشعوب العربية أن تجعلها على رأس اهتماماتها.
البعض قدم نقدا مقبولا للإعلان، من قبيل أين دور العرب؟ ولماذا الاستنجاد بهؤلاء الزعماء فقط، ثم ما علاقة زعيم كوريا الشمالية في الموضوع، وهكذا. لا أعترض على مثل هكذا نقد، لكن اعتراضي على من استفزه عمل فني عن القدس.
البعض يعتقد أن القضية الفلسطينية وفي قلبها قضية القدس حائل بين الأمة وبين أجندته السياسية المتمثلة في العداء لإيران أولا وأخيرا، تبقى هذه وجهة نظرهم، لكن لا يجوز لهم أن يهاجموا ويعادوا من لا يتساوق معهم، كما لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن يقللوا من أهمية ومركزية قضية القدس، وهم ليسوا معذورين في التحالف مع الصهاينة كذلك.