سبعون عاما مضت


ويسالون عن شعورنا فنشير لهم بايدينا الى مازرع امام بيوتنا المؤقته الصبر والكينا وكلاهما مر

هناك بذلك العلم . منازلنا من القدم . ترى عيني مرابعها ولاتسعى لها قدمي
.......
بالامس ودع الاسرائيليون احتفالهم بفتح السفارة الامريكيه ولم يرموا السكين ولا الرصاصة وهاهم يذبحون عشرات الفلسطينيين بدم بارد وامام اعين العرب ولسان حالهم يقول اين انتم ياعرب واين انت ياصلاح الدين.... واين انت ياخالد ولسان حال الشهداءيقول لبيك ايها الموت في سبيل الوطن كانت الدماء الزكية تروي تراب الوطن لينبت بعدها ازهار الحرية
فما ان ان اطفا الاسرائيليون شموع احتفالاتهم
المزعومة حتى بدأ الفلسطينيون احتفالاتهم السنوية بذكرى مرور سبعون عاما على نكبتهم.ولا ادري نكبتهم ام نكبة العرب الطقوس نفسها تتكرر كل عام، لكن التنافس بين الاعلان الاسرائيلي التقليدي عن ان مرحلة الشتات قد انتهت الى الابد بقيام الدولة القوية المتفوقة، وبين الاعلان الفلسطيني عن ان حقبة المنفى لا تزال في ذروتها وهي تضغط على الضمير العالمي،

اللاجئون كما اسموهم جاوا في مسيرة انطلقت من البوادي والاغوار والجبال والمخيمات من كل حدب وصوب .تؤكد تحديهم وبثقة أصحاب الأرض و تقول: سنقف هنا بوجهكم نذكر بانكم غزاه ظلمه و لنقول للأمم المتحدة وإسرائي هذه ارضنا التي سلبت منا و نريد العودة الى أرضنا.

أما الأشد حماسةً بين الراحلين باتجاه فلسطين فهم، الأطفال. بعضهم مقتنع بأنه سيعود الى أرضه المحتلة، غداً. وحين يُسألون عن مشاركتهم في المسيرة، يأتي الجواب "رايحين على فلسطين بكرا، ح نسافر ع بلدنا! صعب ان تقنعاطفال فلسطين ا وان يفهم الأطفال أنهم سينظرون الى فلسطين عن بعد، ولن يدخلونها.. هم لا يميّزون الفارق بين النظر واللمس، يعتقدون أن أقدامهم ستطأ أرضها غداً تحمل اسماً واحداً هو فلسطين
ها هي مخيمات اللجوء تتخذ لنفسها صورة واحدة، في ذكرى النكبة، لينسحب التلهّف للمشاركة الشعارات ذاتها على جدران المخيمين، الحماسة ذاتها في كلام المشاركين في المسيرة،التي انطلقت الاستعدادات ذاتها تجري على قدم وساق،

الشعب يريد العودة الى فلسطين عبارةٌ تزّين جدران مخيمات اللاجئين في العاصمة اوجرش او اربدكما هي في كل رقعه من رقاع الوطن العربي وتعلو فوق الكمّ الهائل من الشعارات والصور التي تسكن تلك الجدران منذ بدء قصة اللجوء. في الذكرىالسبعون لتهجير أهل الأرض المحتلة من بيوتهم، خرج اللاجئون من ظلم المخيمات، ليطلّوا على فلسطين، عبر الحدود فيعاهدوها بالإصرار على العودة، مهما صعبت إليها السبيل. وفي حال اعتبرت الأرقام خير دليل على حجم التحدّي في مواجهة اليأس المزمن،

الصراع توقف الان عند حدود لا يمكن لأي اسرائيلي او فلسطيني ان يتخطاها، الا اذا كان حالما او واهما. فكرة الاستئصال سقطت تماما من القاموس الاسرائيلي والفلسطيني على حد سواء. ورسمت حدود التسوية النهائية بشكل شبه نهائي، ولم يبق سوى ان تحصل على التوقيع الرسمي المتبادل، الذي لا تعطله سوى الاسباب الداخلية الخاصة بكلا الطرفين، التي لا يمكن ان تصمد طويلا امام الالحاح الدولي المتزايد الاقفال هذا الملف المحرج اخلاقيا وانسانيا، اكثر مما هو مقلق سياسيا او امنيا. فالقضية لم تعد قومية او حتى وطنية، اصبحت مسألة فكرية تختزل احد العناوين الثانوية للحرب الدائرة بين الاسلام والغرب... والتي بات من مصلحة الاسرائيليين والفلسطينيين المشتركة ان يؤكدوا عدم انخراطهم فيها
كان الخطاب الاسرائيلي الاحتفالي بالامس يروّج لقوة الدولة واطمئنانها الى مستقبلها اشبه بمسرحية فولكلورية تستعيد امجاد الماضي لكي تصنع اوهام الحاضر... وتنكر حقيقة ان اسرائيل، وفي ذروة احساسها بالامان، تشعر بالعزلة عن مداها الاميركي والاوروبي، كما تشعر بالغربة عن محيطها العربي ومفاجآته الشعبية المتلاحقة التي لا تثير توجس دولة كانت في الاصل الذريعة الكبرى لقيام معظم الدكتاتوريات العربية المتهاوية هذه الايام...

سبعون سنة على النكبة, ومن خيمة لأخرى المأساة تزداد ويكبر حجمها, لكن بوارق أمل كانت تتقد من حين لآخر, و
وما كان همساً ومن تحت الطاولة, صار علناً وعلانية, وبالصوت العالي والمرتفع يعلن ب البعض طينية.‏
اليوم وفي التمام والكمال,بلغت السبعون العجاف لابل اكثر من عجاف, مزقت ما بقي من ستر قليل كان يراد له أن يكون ورقة تضمن استمرار الأمر لفترة ما, لكنها مزقت وعلناً, بلا خوف ولا وجل,
سبعون عاما تختتم بما سمي صفقة القرن التي تشهد اليوم أحد فصولها بنقل السفارة الأميركية إلى القدس, ويحتفيالبعض من العرب قبل غيرهم بهذا الفعل من خلال الحراك النشط لتبادل الزيارات السرية والعلنية, والحديث عن لقاءات جرت, والاستعداد للقاءات جديدة وزيارات يراد لها أن تكون على رؤوس الأشهاد.‏
القدس عروس عروبتنا, لم يكن مظفر النواب بعيداً عن الصواب حين خاطب السادة بما خاطبهم به, ليست نبوءة, إنما هي حقيقة وواقع, عمل عليه المهرولون كثيراً, والصمت الذي يلفنا من ربعنا الخالي إلى وسائل إعلامنا بكل اسف التي بدت أكثر حماساً من وسائل العدو نفسه في التهليل والتطبيل لأي عدوان يشن على الشعب الفلسطيني والعربي ,
أما على الأرض فثمة أمر آخر وقوافل الشهداء يقدمها الشعب الفلسطيني من أجل القضية الكبرى, ومن أجل اغتيال هذا الدور كانت الحرب العدوانية على الارض العربيه منذ سنوات, ومازالت مستمرة, واليوم وقد مضت سبعون سنة على النكبة, وصارت نكبات, المشهد على قسوته وألمه, لا يدعو لليأس والقنوط, بل إن الفعل المقاوم الذي يتجسد بمحور المقاومة يرسم درباً واضحاً جلياً, لا لبس فيه ولا غموض, ويعري زيف الأعراب ويمضي إلى النصر والتحرير