«الإخوان»ما فات مات: وهذه حقائق التاريخ!!

اخبار البلد 

 
بالطبع يجب أن نبقى نكتب عن الإخوان المسلمين «إخواننا» فهم قد شغلوا بلدنا إن سلباً وإنْ إيجاباً لسنوات طويلة وهم إنفردوا بـ«الساحة»، كما يقال، بعدما ساءت العلاقات بين نظامنا والقوى القومية واليسارية منذ عام 1957 فصاعداً وحتى عام 1989 وهم خلال هذه الفترة قد تم التسهيل «الرسمي» لهم للسيطرة على بعض المؤسسات والهيئات الحكومية وأهمها وزارة التربية والتعليم التي حولوها إلى مزرعة خاصة وانفردوا ببعثاتها الطلابية إلى أهم جامعات العالم وبعض الجامعات العربية فأصبح هناك جيل «إخواني » بات يتحكم بمفاصل دولتنا الهامة والرئيسية.. وهنا فإنني لا أريد أن أذكر أسماءً ولا أُحدِّد أي مواقع. ولعل ما يؤكد هذه الحقيقة لا بل هذه الحقائق أنهم إستفردوا بنقابة المهندسين سنوات طويلة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، وأنَّهم هيمنوا على الجامعة الأردنية أساتذة كباراً وقيادات رئيسية وأيضاً طلاباً «مبْتعثين» وأنهم خرَّجوا أجيالاً بلحىً طويلة ولحىً مشذبة وحقيقة أن هذا كله بدل أن يجعلهم يحمدون االله ويبقون حريصين على هذه الدولة جعل العزة تأخذهم بالإثم ودفعهم للتطاول أكثر من اللزوم، ربما بقرار من «المرشد الأعلى»، ليس إلى مجرد التفكير لا بل إلى السعي لفعل ما فعله «إخوانهم» في الشقيقة مصر وهذا كان واضحا ومعروفا ولا يمكن إنكاره. كان على «الإخوان»، أي «إخواننا»، أن يدركوا مبكراً، قبل أن تنثرهم تكتلاتهم إلى ما هم عليه الآن، أنَّ الأحزاب والحياة الحزبية هي إنعكاس لواقع المجتمعات وتطورها فالمجتمع وأي مجتمع هو كمياه النهر التي يعتقد الناظر إليها وكأنها ثابتة لا تتغير وكل هذا وهي تتغير في كل لحظة وبحيث يصبح هناك نهر جديد غير ذلك النهر الذي كان رآه المراقب قبل رمشة عين وقبل دقيقة. وهكذا فإنه كان على «حكماء» و»عقلاء» الإخوان المسلمين «إخواننا» أن يدركوا أنه لا يبقى على ما هو عليه إلا االله سبحانه وتعالى وأنه مادام أن المجتمعات دائمة التغيُّر كأمواج البحر فإن الأحزاب دائمة التغير أيضاً ولذلك فإنه أمر طبيعي وعادي أن يخسر هؤلاء نقابة المهندسين ومعها أمجادهم السابقة وأن «يتشرذموا» ويصبحوا على ما هم عليه الآن وهذا داء عضال لا ينفع معه دعاء «المرشد الأعلى» ولا دعم التنظيم العالمي ولا ما تجود به بعض الدول «المايكروسكوبية» التي تحاول الظهور بحجم أكبر من حجمها بكثير!!.كان حزب البعث، بدءاً ببدايات خمسينات القرن الماضي، أهم وأكبر حزب عربي وهذا كان قبل أن يستحوذ على السلطة في إثنتين من أهم الدول العربية، أي العراق وسوريا، وكان في بلدنا «القطر الأردني» هو الحزب الوحيد الذي له وجود فعلي وفاعل وبخاصة في منتصف الخمسينات وبعد ذلك بقليل ولكن رغم هذا كله فإنه بقي «يذبل» تدريجياًّ وبخاصة بعد انشقاقاته الكثيرة التي كانت تلاحقت بعدما وصل إلى الحكم فأصبحت حالته عندنا وعند غيرنا من الأشقاء هي هذه الحالة «التي لا تسر الصديق ولا تغيض العدا».. وبالطبع فإن هذا ينطبق على الحزب الشيوعي الذي لم يبق منه إلاّ ما يشبه بقايا الوشم على ظاهر اليد وأيضاً على حركة القوميين العرب التي بعدما حكمت في اليمن الجنوبي لسنوات طويلة لم يعرف أي قبر سرمديّ قد إنتهت إليه. وعليه فإنه على الإخوان المسلمين «إخواننا» ألاّ يبقوا يبحرون في قارب مثقوب بأكثر من ألف ثقب وأن لا يظنوا أن قبطانهم وقبطان إخوانهم في أربع رياح الأرض بإمكانه إيصالهم إلى برّ الأمان إذْ أنَّ ما فات مات وأن كل ما هو آت .. آت وهذا لا ينفع معه لا تنظيم عالمي ولا دعاء العجزة ولا هبات المحسنين ولا البكاء على أمجاد عابرة ذهبت إلى سجن «أبو زعبل» محمد مرسي.. وأيضاً ولا كل هذا الإرهاب الذي يضرب في سيناء وفي مصر كلها والذي سيرتد في النهاية على أصحابه.. إذْ لا يصح إلا الصحيح!!.