لو كنت مكانك
لو كنت مكانك لحرصت على خاتمتي وسجلت في سجلي صفحات تُخلّد سيرتي وانا اعرف المصير والنهاية وأن نُذُرَ هذه النهاية قد صارت واضحة وبيّنة ... هذه النهاية لا مفرّ منها ولا محيد عنها ... انها الحتمية التي ننتظرها جميعاً ...
لو كنت مكانك لقدّمتُ لحياتي بما يُنقِذُني في اَخرتي وما اُقابلُ به ربي وانا راضٍ عما قدّمت طامعاً في العفو والغفران ...
لا تَغرنّكَ المناصب والألقاب ... لاتأخذنًك العزة بالأثم ... لا ترضى الا بما يُرضي الله وانأى بنفسك عن الظلم والطغيان ... أتدري يا من بيدك الحل والعقد ان لقمةً في بطن جائع خير من بناء الف مسجد وجامع ... أتدري ان هذه اللقمة كم من الفرح والغبطة تجلب لنفوس هؤلاء المعوزين المحتاجين وهم جُلٌ الشعب وغالبيته ...
أتدري ان هذه اللقمة قد غدت شحيحة ومرة وأنها مغموسة بالذل والمهانة ...
أتدري ان هذه اللقمة ما عادت تصل الى افواه مستحقيها من الجياع والذين يمثلون الشريحة الأكبر في المجتمع ..
أما اَن تتوقف سيمفونية الضرائب المتصاعدة المتكررة ..
أما اَن ان يُكبح جِماحُ موجات رفع الأسعار التي لا مبرر لها الا استجابةً وارضاءً لمُقررات صندوق النقد الدولي والذي هو يُمثّل سرطان النهب والأِفقار والتجويع ...
فأِلى متى نبقى نُخفي رؤوسنا في الرمال ومقررات الصندوق تعبث بنسيجنا الاجتماعي حيث تحوّل المجتمع الى طبقتين لاغير .. طبقة الأثرياء القليلة العدد وهم المتحكمون بمصير الناس وطبقة الفقراء وهم الأكثرية الساحقة والذين يعملون ويكِدًُون من أجل لقمة العيش التي لا ينالونها الا بشقً الأنفس وهم ايضا ملاحقون عليها يلوكونها ولا تكاد تصل إلى امعائهم...
حسبنا اللة ونعم الوكيل