مخابراتنا ومعارضتهم
ليس المطلوب منا التوقيع على ادعاءات الآخرين وليس حتميا علينا القبول بأرائهم وطرحهم فهناك ثمة واقع لا ينطبق على محور احاديثهم التي تأتي معضمها من القطعية ونكران الوطن ، وتغيير الحقائق ، نحن ندرك حجم الهموم الوطنية التي اثقلت كاهل الحكومة والمواطن معا ونعلم جيدا ان هذا الوطن يعيش حالة اقتصادية سيئة اثرت فيها الكثير من العوامل الاقليمية والدولية ، فلسنا هنا بصدد سرد هذه المعاضل والاختلالات فالكل يدركها جيدا ، ولكننا اليوم نقف امام السيل الجارف من الانتقادات هنا وهناك ، منها انتقادات طالت راس الحكم ومعظمها طالت الدولة والحكومة ، انتقادات وتجريح وتشوية للحقائق وكأن مهمتنا هي الانتقاد وتوجية الاتهامات والدفع بمؤسسات الدولة العريقة الشريفه في مستنقعات الوحل على حد تجريحهم ، لسنا مطالبين بان نوقع على خاتمة احاديثم التي لم تأتي بخير ، لا نختلف على حدوث تجاوزات سابقه في مراحل معينة اخلت بالتنمية السياسية والادارية والتي يتحملها اصحاب القرار آنذاك ، فليس الكل مشارك فيها ، كما ان حد الاساءة واثارة الفتنة لا يصل الى هذا الكم الهائل من التغول على دائرة المخابرات العامة والتي وصفت بانها هي سبب الدمار والخراب وتردي كل الاوضاع في هذا الوطن ، هذا ليس صحيحا ابدا ، فلا يخفى على احد بان الاجهزة الامنية في كل البلدان هي ركن من اركان الدولة لا يجوز اقصاءها من المشهد الوطني ولا يجوز تجاوزها في الكثير من المواقف المفصلية ، فكل مخابرات العالم تشارك في صنع القرار ولها من الخبرة والمعرفة ما يخولها للدخول بكل مفاصل المجتمع هذا لا يعد تعديا منها على الحكومات ولا يعتبر نقصا في الاداء الحكومي ان هي ساهمت في طرح ما تراه يحقق اهداف الدوله ، فهل اصبح دورنا هو الانتقاد والتشوية وتزوير الحقائق وتخلينا عن دورنا في الاصلاح ، لماذا لا نكون شركاء في الاصلاح والتنمية السياسية والاقتصادية وان ندخل من بوابة الاصلاح والمشاركة الفاعله الهادفة لبناء هذا الوطن والنهوض به نحو بر الامان والاستقرار ، السنا نعيش على هذا التراب وتحت مظلة الدولة الاردنية السنا مواطنين اوفياء مخلصين ام اننا افتقدنا الى عنصر المواطنة الصالحة وتحولنا الى خصوم دائمين . مخابراتنا لم تأتي من الفضاء ولا هي مرتزقة مدفوعة الاجر تنفذ اجندة خاصة مؤقته لا تلبث ان ترحل ، مخابراتنا ليس جاليات مهاجرة جاءت الينا من اطراف الارض تطلب اللجوء والامن ، مخابراتنا هي من صميم اكبادنا ومن عمق دماؤنا ، هم آبائنا واخواننا وابنائنا ، هم حماة الوطن وصقور السماء واسود الارض هم الساهرون على ليل آمن ونهار وادع ، هم قطعة من اجسادنا لا يكرههم الا حاقد ولا يؤذيهم الا حاسد . مخابراتنا ليس لها جيوش في الخفاء وليس لها اقلام سوى اقلام اليقين وسيوف الحق ، ليس لهم مواقع الكترونية ولا سحيجة ولا بلطجيه كما يدعي الاخرون ، انهم الساهرون على راحتنا كي تنام اعين الاطفال والامهات ، نعم انها مخابرات الدولة وليست دولة المخابرات . حري بنا نحن ابناء هذا الوطن ان لا نسمح لمن يكرهنا ان يعادي اهلنا ويقلب الموازين ويخلط الاشياء ببعضها ، لسنا بساحات قتال شوارع ولا يوجد ما يهدد جبهتنا الداخلية سوى قلة قليلة من اؤلئك الذين لا يريدون لنا الخير . كلنا مع المعارضة البناءه الحقيقية التي تريد لهذا الوطن العزة والرفعه وكلنا ضد الفساد والمفسدون ولكننا ايضا كلنا مع الوطن ومع اجهزتة الأمنية الساهرة على صون حدوده وصون اعراضه وممتلكاته ، كلنا سواسية فلا احد يزايد علينا في الحرص على هذا الوطن ، فما احوجنا في هذا الوقت الى العودة الى الاستقامه في العمل وتصفية القلوب والنوايا واقصاء عوامل الخلاف والتفرقه ، فمن مشي على وجه الارض بخير فقد استقام عمله وان الخديعة والظلم من خلق اللئيم وان تصفية النية من الشوائب اشد على العاملين من طول الجهاد . اما معارضتهم فأين هي هل في ساحة النخيل ام على دوار الداخلية ام في الساحة الترابيه ام انهم يجهزون السيوف والخناجر والسكاكين والبلطجية ومواسير المياة التي تتحول بقدرة قادر الى سيوف وحراب ، ام هي الدعوات عبر الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي هل هذه هي المعارضة الديمقراطية التي يتحدثون عنها ، هل هذه هي المعارضة التي تريد للوطن العزة والرفعه والسمو والاصلاح ، ام انهم معارضون لاجل المعارضه ، اين برامج المعارضة التي انبثقت عن حواراتهم الهادئه العلميه المدرسه ، واين خطط الاصلاح لديهم ، المعارضة ليست بقتل ابنائنا في الاجهزة الامنية ولا بالسباق وتبييت النوايا لطعنهم من الخلف ، معارضتهم جاءت باثر رجعي ويريدون اصلاحا فوريا ، فهل الاصلاح وصفة سحرية . المعارضه ايها الساده هي منظومة متكاملة من الاراء والطروحات والدراسات والمفاهيم التي يتم ترجمتها الى خطط علمية عملية مدروسة هدفها تقديم العون والارشاد والنصح لاصحاب القرار غايتهم في ذلك خلق حالة من التوافق والامتزاج الفكري بين اقطاب المعارضة وبين السلطة وهذا لا يتم عبر المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات التي تجوب الشوارع وتعرقل حركة السير وعجلة الاصلاح بل في ان تقوم قوى المعارضة بعقد مؤتمر وطني شامل يضم كافة المنطوين تحت لوائها سواء أكانوا احزابا او جماعات او افرادا او نقابات او أي يطرف يرى بانه قدار على ابداء الرأي والمشورة والفكر يتم خلاله دراسة الواقع السياسي والاقتصادي والتنموي والفساد بكافة اشكاله ثم الخروج بتوصيات بناءه هدفه الاصلاح على ان يضم هذا المؤتمر نخبة من السياسيين والاقتصادين والاعلاميين والخبراء في كافة المجالات دافعهم في ذلك خدمة الوطن والمواطن دون المساس بثوابت الدولة . خلف سلامه الخالدي Khalaf_alkhaldi@yahoo.com