حرية الصحافة تواجه تهديدات عالمية...

اخبار ابللد

 
ارقام صادمة تقول ان 2500 صحفي قتلوا منذ العام 1990 و 32 صحفيا قتلوا في هذا العام الذي لم ينقض منه سوى خمسة اشهر، وفي الثلاثين من الشهر الجاري سقط عشرة صحفيين باعتداءين ارهابين وقعا في افغانستان اثناء القيام بمهامهم في نقل الحقيقة واداء رسالتهم النبيلة ، في ظروف غاية في الخطورة، لكن قرارهم كان رغم معرفتهم بالمخاطر ان الرسالة الصحفية نبيلة بما يكفي لان يكون الصجفي في اي مكان وفي اي ظروف حتى ينقل للعالم الذي تحول الى قرية صغيرة الاحداث كما هي ويحاول احداث التغيير الايجابي بحث العالم كله على احترام واعلاء القيم العالمية بكل حيادية واستقلالية ومصداقية لكن كل تلك القيم لم تمنع من الاعتداء على الصحفيين ومحاولة اسكات اصواتهم حتى وصل الامر الى محاولة اخفاء الحقيقة بقتل الشهود لاسيما الصحفيين الذين تخولهم المهنة ومتطلباتها التواجد في عين الاحداث واماكنها لحظة وقوعها. القتل هي ابشع الصور التي وصلت اليها الجرائم المرتكبة بحق الصحافة وحريتها ، لكن هذه الجريمة على بشاعتها ، والتي بات يطالب الكثير من انصار حرية الصحافة باعتبارها (جريمة حرب ) لمن يقترفها بحق الصحفيين ليست هي الجريمة والانتهاك الوحيد الذي تواجهه الصحافة على نطاق عالمي ، اذ ان النكوص عن احترام هذه الحرية ومحاولات التضييق اصبحت كثيرة وفي منتهى الخطورة والتراجع في احترام حرية الصحافة بات (مرض عالمي) ينتشر في كثير من بقاع العالم، اذ ان حرية الصحافة باتت مهددة للاسف، من اعداء كثر، فالصحفي بات ضحية لافة الارهاب والمافيات وعصابات المخدرات كما ان عمله في بعض البلدان التي تجتاحها الصراعات والحروب الاهلية يعني بالضرورة ان يضع حياته خلفه اذا ما ارد القيام برسالته الصحفية والاعلامية فبلد مثل سوريا التي تحرقه الحرب للعام الثامن على التوالي بات اخطر مكان في العالم لان يتواجد فيه الصحفي لنقل الحقيقة والتعبير عن الماساة التي تجتاح هذا البلد والتي باتت تعبر عن العار على الامم التي لا تحرك ساكنا لوقف ماساة العصر في كل الاوجه. لكن الحكاية لا تتوقف عند هذه التحديات الخطيرة التي تواجه حرية الصحافة في العالم، اذ ان حلولا مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة قبل ايام في الثالث من ايار من الشهر الجاري، لم تكن باي حال مناسبة للاحتفاء، بازدهار حرية الصحافة، انما الواقع يقول ان هناك نزعة تجتاح العالم، ولم ينجو منها سوى القليل من الدول، هذه
النزعة هي جزء من (الشعبوية) المستجدة على المناخ الدولي التي تزدري القيم العالمية، ولا تابه بمتطلبات هذه القيم واسسها التي جاهد العالم على مدی اكثر من سبعين عاما لترسيخها، وابرزها حرية الصحافة، وتمكينها، واتاحة استقلاليتها كعلامة على سلامة الديمقراطية. وللاسف فان (الشعبوية) التي تضرب في البلدان العريقة في التجارب والتقاليد الديمقراطية، وهي التي يطل منها هذا الشبح براسه في هذه المرحلة ليغذي ويشجع العداء لحرية الصحافة في ارجاء الارض ، ويجعل التجرؤ على هذه الحرية محط تسابق ، لانه بات هناك اعتقاد على مستوى العالم ان الثمن الذي كان يمكن ان يدفعه اي منتهك لحرية الصحافة يمكن الافلات منه في هذه الايام التي تطغي فيه الشعبوية على الحقوق العالمية والحقوق المتفق عليها بل وانه يمكن نسفها من اساسها وهذا ما يحدث بالفعل في كثير من انحاء العالم واليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام يشكل مناسبة حزينة لما الت اليه الاوضاع في هذا الصد