لجان شعبية لحماية الاغنام!


تزايدت حوادث سرقة الاغنام من الضأن والماعز البلدي خلال الاشهر الاخيرة, على نحو بات يقلق الكثير من مربي الثروة الحيوانية الذين يعتمدون عليها في ارزاقهم, بعد ان ارتفعت اسعار اللحوم البلدية الى اسعار قياسية لتغري اللصوص في الحصول على مبالغ لا يستهان بها, اذا ما نجحوا في السطو على اي عدد من رؤوس الغنم التي بات الواحد منها من الوزن المتوسط يزيد ثمنه على ثلاثمئة دينار, خاصة وان عملياتهم تجري في مناطق معزولة اجمالا يسهل الدخول اليها والخروج منها دون ان يتم اكتشافهم.!

العديد من حالات سرقة الاغنام تم ارتكابها في بعض المناطق التي تتواجد فيها حظائر المواشي, لكنها انتهت في معظم الاحيان الى القيد ضد مجهول, نظرا لصعوبة القبض على الفاعلين سواء اثناء السرقة التي تتم تحت ستار الظلام, او ما بعد ان يفوز اللصوص بغنائمهم التي تلقى رواجا كبيرا في الاسواق المحلية او التصدير الى الخارج الذي بات متاحا بلا اي ضوابط او عبر التهريب الى الدول المجاورة.!

خسائر بلغت عشرات الالاف من الدنانير تحملها بعض مربي الاغنام في حالات سطو غير معهودة على هذا الانتشار من قبل, وشملت مناطق كثيرة من الشمال الى الجنوب مما اثار حالة من القلق المتواصل على استهداف امثال هؤلاء, حتى ان سكان بلدة دليلة الحمايدة في محافظة مادبا على سبيل المثال, يعتزمون تشكيل لجان شعبية بينهم تتولى حراسة المنطقة ليلا بعد ان تكررت عمليات السرقة التي فقدوا جراءها اكثر من مئة وخمسين راسا من الاغنام خلال ايام, بعد ان لمسوا ضعف استجابة الجهات المعنية بشكاواهم وعدم تحريك اي ساكن لوقف المخاطر التي تتهدد ممتلكاتهم.!

حوادث السرقة باتت هما مقلقا للمواطنين على اكثر من صعيد لانها تصاعدت الى الدرجة التي اصبحت فيها هما ثقيلا على من يتعرضون لها في ظل ظروف اقتصادية صعبة, حتى انها بلغت خلال النصف الاول من العام الحالي وفق احدث الاحصاءات الصادرة عن ادارة البحث الجنائي في مديرية الامن العام ما يزيد على خمسة الاف جريمة من هذا النوع على اختلاف انواعها, وقد تم اكتشاف اربعة الاف و 380 منها لغاية الان, في حين ما زال الباقي قيد التحقيق.!

التوقعات تشير الى ان حوادث السطو على الاغنام ستشهد كثافة نوعية خلال الايام المقبلة, ما دامت اسعاراللحوم البلدية تسجل معدلات متنامية خاصة ان شهر رمضان المبارك على الابواب, حيث وصل سعر كيلو الغرام الواحد الى حوالي احد عشر دينارا وهي مرشحة الى المزيد اذا ما بقيت الاوضاع على حالها خارج السيطرة, لكن المؤسف ان صغار المربين الذين يتم استهداف مواشيهم هم الذين يدفعون الثمن, في حين ان كبار تجار المواشي واصحاب الحظائر الهائلة هم الذين يكسبون دوما من دون ان يخسروا شيئا من اغنامهم وغيرها.!0

Hashem.khreisat@gmail.com