عمّان و.. بعد

 هي راسخة عميقا في الوسط.في موقع القلب,هي مركز الدائرة.قد تتغيّر الاقطار أوأنصافها,وقد يتغيّر محيط الدائرة,قد تنشأ قطعة هنا أو زاوية هناك,حادّة كانت أو منفرجة.وسط هذا كلّه يبقى مركز الدائرة والمحور الذي يتمحور تحتها ويدور حوله كل شيء. يبقى ثابتا صلبا لا تفت من عضده ريح ولا عواصف أو براكين.كالشمس هي في عليائها,يدور ما يدور حولها, ثابتة راسخة تشعّ تضيء الكون وتستمدّ منها نجوم ونجوم ضيائها ورونقها.بدونها يعمّ الظّلام وتغرق المنطقة في عمى الخطو والبصر والبصيرة.جرّبها حكّها كثيرون مرارا فهزمتهم,وجدوها عصيّة على الهزيمة والتشكّل والخضوع و المساومة والتفريط, باتوا يحسبون لها الف الف حساب,تقف صامدة بجذورها في أرضها بأرادة الخالق بلا منّة من مخلوق. تبقى في موقعها مركز الدائرة...نقطة الجذب الجزم الحزم القوّة والقرار.سواء تغيّر المحيط...بعد قرب ضاق أتّسع أنفلت صعد هبط تثنى أو تلوّى!!سواء تغيّرت الأقطار..طالت قصرت أمتدّت تقزّمت أو أضمحلّت!! سواء تغيّرت نقط التّماس تنقّلت تفلّتت أحتدمت على أي محيط..كلّ محيط, هي تبقى راكزة راسخة ثابتة في موقعها:نقطة الجذب الجزم الحزم القوّة والقرار فهي...مركز الدائرة في الملماّت...يقلق المركز يتدبّر يدور محوره بسرعة هائلة,فتدور بدورته كلّ المحيطات والدوائر ونقاط التّماس بنفس السّرعة,فيطرد كلّ ما علق بها من شوائب من علق وعالقات و زيف بفعل القوّة الطاردة المركزيّة.هو العزم هي القوّة في مركز الدائرة تعيد الدوزنة و تضبط التوازن والميزان. يعبس الخطب,فتتأثّر المحيطات والاقطار,تنوء بحمل يغيّر من تضاريس وجهها وقد يطيح براكبي سروجها,قد يستبدل شروق اقمارها بغروب ما بعده شروق.قد يطرأ لاعبون جدد ويغادر لاعبون موقع اللّعبة.قد تتغيّر اوراق اللعبة وقواعدها. تتأسّى تألم تحاول حسب طاقتها ومقدرتها بل ويزيد وتبقى هي,اللاعب الاساس الحكيمة والصبورة والراسخة,القابضة على الجمر والعزيمة,الحاضنة لهموم الوطن والاوطان,العطوفة على أهلها وابناء العمومة والخؤولة.تبقى هي المأوى في الضّراء و..الضّرّاء وفي...السّرّاء.ضيوف كرام مقدّمون على أهل البيت.اهلها صامدون واعون كرماء طيبون حليمون حازمون,امام صّلابتهم يقف صخر الصوّان وحدّ الالماس عاجزا لا حول ولا قوّة. هذا المركز من نواة صلبة,من ملايين من بشر صامدين وحدة واحدة,من عجينة أخذت من التاريخ عظمته ومن الوحدة والمحبّة سرّ قوتها,تربض على حد السيف وجمر الخطوب.هم سرّ قوّتها سرّ عظمتها حكمتها وديمومة كيانها,يجتمعون يحمون يتحامون بوطنهم ومن يقودهم يخلص لهم,فيخلصون له,يكمّلون بعضا,يرتبطون برباط مقدّس ثابت ثبات الحق, أليس ديدنهم الوطن الصغير و..الكبير!؟. انّها عمّان,انّه الاردن.المركز اللاعب الرئيس والرّقم الصّعب.فلنلتف كلّنا حوله,حول الوطن من يأوينا ويحمينا.أردن قوي سند لأشقائه ولتوأمه من الزرع النابت على الضفة الأخرى لنهرهما الواحد,جبلان من صلد من صخر من صوّان يقف يحسب حسابا ترابطها تماسكها العدو قبل الأخ والصّديق. وأمّا بنعمة ربك فلنحدّث:لنشكره على نعمائه وحمايته لوطننا لأهلنا لسهولنا وقامات أشجارنا لوحدتنا وعزّتنا وعزوتنا ولحمتنا.ولنعمل مع الشّكر والدعاء(مخلصين)لنبقى المركز في المركز لمحيط ودوائر وأرض كتب االله عليها أن تمتحن في كلّ الاوقات وعلى مدى عصور وعصور.غزاة وغزاة ذهبوا أضمحلّوا وسيذهب غيرهم ويضمحلّ و...يبقي النّهرخالدا,يبقى الوطن..كلّ الوطن.