مذكرات ناخب عربي !!



منذ أصدر توفيق الحكيم كتابه يوميات نائب في الأرياف وما تحدث عنه فكري اباظة عن تجربته البرلمانية، كتب ونشر الكثير من الذكريات لساسة ورؤساء ونواب، رغم ان لدى الناخب العربي ما يقوله في هذا السياق، بدءا من انتخاب رئيس لمجلس قروي حتى انتخاب الرؤساء.
وقد تكون تجربة فكري اباظة البرلمانية مضحكة مبكية وتنسجم مع عنوان احد كتبه وهو الضاحك الباكي، فالرجل مثقف ورائد تنويري، وكانت مقالته في الاهرام تضاعف من توزيعها، لكنه حين ترشح للبرلمان فوجىء بأن مُنافسه وهو شبه اميّ قد فاز بأغلبية الاصوات، ونعرف ان هذه الكوميديا السوداء تكررت في اكثر من بلد عربي لأسباب ذات صلة بالتخلف والاميّة وثقافة الفساد!
والى ان يتجاسر ناخب عربي على اصدار كتاب كهذا، فإن اضعف الايمان هو استخدام الخيال لرصد فصول هذا الكتاب المُثير، بدءا من القرى حتى العواصم، خصوصا واننا نعرف حالات اضطر فيها اكاديميون من خريجي جامعات عريقة الى ادعاء الامية لارضاء مرشحين يصرون على الاقتراع العلني وبأعلى صوت! وكتاب كهذا قد يختصر الدراما الديمقراطية وشجونها المزمنة في عالمنا العربي، بل هو سيرة ذاتية للديمقراطية المُثخنة بالجراح والنازفة من كل مكان !
واذا قرر الناخب مؤلف هذا الكتاب ان يكون صادقا، فإن سرده للحكايات سيكون روائيا وشيقا بامتياز، وعلى سبيل المثال سمعت قبل ايام عبر احدى الفضائيات من مثقف لبناني حكاية طريفة وتبدو اشبه بموقف سوريالي على المسرح، قال ان احد الناخبين باع صوته بمبلغ من المال، ولحظة الاقتراع في الصندوق وضع المال داخل الصندوق ووضع الورقة التي تحمل اسم من انتخبه في محفظته!
والعالم العربي تعج مواسمه الانتخابية بصناديق العجب، ونحن بانتظار من عاش هذه التجربة بدءا من القرية حتى العاصمة !!