ثلاثة في واحد !!


اولاً :    الإصلاح :

 

لا يحتاج الإصلاح من أصحاب القرار لكل تلك الشهور التي مرت منذ 14 كانون ثاني الماضي  ، فقد سبقنتنا دول عربية أصلحت دستورها  وقومت قوانينها ببضعة أيام ولنقل اسابيع عندما توفرت الإرادة السياسية لتحقيق تلك الاصلاحات  ،  فلماذا تتعطل عجلات الإصلاح  لدينا  وتسير ببطىء شديد !  ، أهو قلة الخبرة والدراية  !  وهذا مستبعد ومحال ،  ، ام هو صراع إتجاهات داخل الحكم بين مؤيد ومعارض !  ام هو تعطيل متعمد  من قبل الطرف الاقوى !  وان كان  كذلك  ، أفمن  أجل كسب الوقت !  واي وقت ذلك الذي يراهنون عليه ، ان يمل الناس الخروج للشارع وتتوقف المطالبات ،  فذلك لم يعد وارداً في أذهان الناس مطلقا  ، فالمطالبون في الاصلاح لم يعد لديهم ما يخسرونه ، ويزداد عددهم وترتفع سقف مطالباتهم يوما بعد وقد تخطت في حدودها حواجز ما كانت لتكون قبل شهرين او ثلاثه !!  فالوقت لم يعد في صالحهم ! والذين نخشى منهم لا زالوا يتربصون بالوطن من خلال تصعيد تلو تصعيد ، ولم يعد في اجندتهم غير المواجهة والدم ليكملوا ما يخططون له ! ولم نستطيع حتى ان نلتفت الى المعتدلين منهم ووضعنا الجميع في خانة واحدة ، فاتفق المعتدل مع اللئيم وباتوا بسبب تجاهل تلك الرموز متفقين على خراب الوطن !!!

فالمسئولية تقع على من يستطيع إتخاذ قرار الإصلاح وتعجيله قبل ان تتوسع دائرة الأزمة الى حدود لن ينفع فيها التجييش ولا التعد ولا التخوين  ! ولن تستمر حالة الصراع بين مؤيد ومعارض داخل الحكم قائمة للأبد  لأن الطرفين خاسرين لا محالة  إن استمر التصعيد وتطور !  وقد لا تنجح محاولات النظام كسب ود الحراك الشعبي في مختلف المحافظات وإن كانت تحرز بعض النجاحات في عدد من المناطق إلا ان استمرار تعطيل الاصلاح لن يمنحها الفرصة لكسب ود أحد !  واما تهمة تغيير النظام التي وجهت للبعض فتلك قد تكون حقيقية لكنها قيلت في زمان ومكان غير مناسبين ،  ولذلك لم يصدقها أحد  سوى النظام نفسه !

  ولهذا ،  فان إستمرار تعطيل الإصلاح يعني إستمرار التوتر والتصعيد والمواجهة ومنح من نخشى أجندتهم فرصة اقناع الناس بضرورة التغيير  لإحداث الاصلاح المنشود !!!

 

ثانياًً :        من اجل حفنة دولارات !  

 

لا اعرف ان تبدلت الأحوال او انكشفت الخبايا  بفعل الأزمة ، فمن اجل حفنة دولارات يتلقاها إعلامي من محطة فضائية او من  صحيفة معادية ،  يعلن مرتزق  كاره للوطن ،  أن الأمان قد سحب من شوارع عمان ويتربص الشر بالمارة في الشوارع  بقرار رسمي وأمني ! ولو تربص به الشر كما يدعي وفقد الحرية كما يكذب  ، لما قال ما  قاله بحرية عبر تلك الشاشة  ،  لكن الأمن منع عنه الأذى ، ومساحة الحرية المتاحة له قد جعلته يقفز فوق مساحات واسعة  ليتخطى حتى سمعة وصورة وطنه  ، متربصا يصطاد الوطن في ماء  ليس عكراً يعلنها على الملأ دون  خوف او خجل ! فحديث الصحافة عن حادثة المنقل ونقلها الى مواقع عالمية لانهم لم يجدوا شيئا اكبر من ذلك واعظم لينقلوه للعالم كان احد سلوك بعض الاعلاميين للصيد في الماء العكر واستغلال تك الحادثة وتعظيم قيمتها من اجل  الاساءة للوطن ومؤسساته وافراده وهي تلك المؤسسة نفسها التي وقفت  بالأمس خلف كل صحفي لحمايته بما فيهم ذلك البغيض الذي اصطاد تلك الحادثه  ،!

 ومن اجل حفنة دنانير تتلقاها بعض الفضائيات التي تعاني من أزمات مالية ، فإنها  تفتح ابوابها لأستقبال شخصيات  واسماء مرفوضة محاربة  مملة  تفرضها على المشاهد ، ويجري الحديث عن مبالغ مالية تصل الى 3 الاف دينار يدفعها الشخص عن كل مقابلة تجرى معه ليواصل استعراض بطولاته  وخداعه  في حلقات مملة متعبة لأعصاب وفكر المشاهد  !

لم تمت روح المهنة بعد  ، ولكنها تشوهت ببعض الخروقات ، وباتت الصحافة والاعلام لدى البعض  بضاعه تخضع للعرض والطلب ، وبات سب الوطن او تشويه سمعته مكسبا ماليا او إجتماعيا يضع البعض في موقع متقدم على قائمة المعارضة  ! لكنها اي الصحافة ،  بحاجة الى وقفه تقييمية لما آلت إليه حال البعض ! ولتعد لنفسها مدونة سلوك اخلاقية غير رسمية تلزم بها الأعضاء ،  لعل وعسى ان تمحو او تقلل من عدد المتاجرين بهذه المهنة المقدسة !

 

ثالثاً :         المؤسسة العسكرية !

 

 .. لا حاجة لمن يمتهن البلطجة والإعتداء على الناس ان يرتدي لباساً عسكرياً  يقدم له بكل يسر  ! ولا حاجة للمؤسسة العسكرية  بروافد أمنية مساندة  تعينها على تنفيذ مهامها ،   ، فالمؤسسات العسكرية لا تحتاج لمن ينوب عنها في العمل ، وهي كذلك لا تبيح بقوانينها إرتداء الزي لمن هو غير عسكري ، فإن كنا ندافع عن مؤسساتنا العسكرية كمؤسسات وطنية عظيمة نحبها بل ونعشقها وندين كل من يحاول التقليل من قيمتها ووزنها وادائها ، فإننا لا نتمنى لها أن تتشوه حين تسمح لمن يحمل الهراوات ويشتم الناس بالفاظ نابية معيبة ويهدد الناس بالقتل أن يرتديها تحت اي ظرف او سبب ، وما كان لأجهزتنا الأمنية والعسكرية التي نعشق أن تسمح ومنذ أزمنة غابره أن يرتدي زيها العسكري إلا  من يحمل الشرف العسكري تنظيما و إنضباطا وحسن خلق ،  وليس اصحاب سوابق وجنح أو مغرر بهم !

  اصابني الحزن  وانا اشاهد بعض من يرتديها من ذوي الوجوه المشطبة والشعر الطويل الأملس والايادي المزركشة  بالأفاعي والصقور ، وقد اجتهد كل منهم بحمل أداة حديدية او خشبية او سلك كهربائي  مشدود ، جلبت اليهم الناس التي تسائلت لاي جهاز أمن يتبعون !! وقد احاط الناس بهم تعجبا لتلك الصورة المسيئة لجهاز الأمن في مشهد تكرر اكثر من مرة والتقطته كاميرات السائحين وزوار الوطن ومحطات إعلامية عربية وغربية ، والتقطته كذلك كاميرات واقلام الطامعين بالصيد في الماء العكر !

ان إفتعال الأزمات وتحريض البلطجة وتزويدهم بتلك الألبسة غطاءا يجلب لهم القوة والنفوذ سببه بطئء عملية الإصلاح .