عبد الكريم الكباريتي .. وفي الليلة الظلماء .. يفتقد البدر...

 


"عبد الكريم الكباريتي " رجل عابر لكل السلطات ، دخل السلطة التشريعية ، وتبوأ اعلى مناصب  السلطة التنفيذية.. وحمل لقب "معالي" أكثر من مرة وحتى سلطة القطاع الخاص فكان "الكباريتي" احد اهم رموزها ولا زال موسوعة "وطنية " اردنية من "يوم يومه " وتاريخه الطلابي كان شاهداً بأن هذا الطالب سيكون ذو "شأن عظيم " فتحققت "الرؤيا " عند صاحب القرار الذي اختاره في اصعب الظروف الحالكة ليكون "شريكاً" في صنع القرارات والمعجزات ... "الكباريتي" بنى نفسه بنفسه فأسس "الشركات  المصرفية " والمالية فكان "ناطقاً" اميناً للعمل "الخاص" الذي دخل من بوابته الى "العمل العام" الذي أبدع به وتميز برشاقة كلماته وسمعة صورته ونظافة يده وطهارة ارادته وصلابة موقفة وكرامة صموده وحزمه المتواصل وابجدية وطنيته التي كانت "مدرسته " جامعة في "الوطنية " والانتماء وحب العمل والاخلاص .

ليد هذا الرجل "سحر مبين " فهو يترك "بصمة " مشرقة في كل المواقع التي عمل بها ..في الديوان الملكي وفي الحكومة و البرلمان والعمل الخاص "البنك الاردني الكويتي " وحتى المحافل "الشعبية " كان "ابو عون " رقماً "صعباً" يحمل رؤية و"فلسفة " و"حكمة " وخبرة و تجربة على شكل "حكاية اردنية " تستحق الدراسة .

يحق "لمراكز الدراسات " والمؤسسات الاعلامية والصحفية ان تختاره  من " الشخصيات العربية القوية المؤثرة " بالرغم من غيابه  المقصود عن"الحدث".

فتأثير هذا الرجل لا يزال "يشع " ويسحر"  وكأنه ياقوت سياسي  يزداد ألقاً كلما مر التاريخ ... على يديه تفجرت  "ثورة بيضاء " نادى بها ومهد لها وقادها بكل شجاعة وجرأة وموضوعية وصدق، وفي "زمنه " لعب دور "المهندس" الذي يقيس المسافة بين "الوطن " و الثوابت ، فأعاد المياه الى مجاريها في "العلاقة الاردنية الخليجية " التي مرت بقطيعة و "توتر" اثناء احتلال الكويت ...

"الكباريتي "  مدرسة  نتعلم منها "الحكمة " والفلسفة و العمل و "حب الوطن " .. وعصاميته ورجولته وشهامته و"حنكته "  وتاريخه وتجربته جعلت منه الرجل "الشجاع " الذي يدافع عن قراراته وبرنامجه المؤمن به ، فهو سياسي "محنك يملك من الادب بمقدار ما يملك من الحكمة .

"لسانه " يسطر اقوالاً مأثورة ستبقى خالدة في عالم السياسة والاقتصاد و " ديناميكيته " في كل الاتجاهات وفي كل المشارق والمغارب و"رؤيته " دوماً "عابرة و "ثاقبة " ومنحازة لمصالح "الوطن "  ورسالته يمكن قرائتها من العنوان ...

"الكباريتي " رجل حفر "الذاكرة " على "خارطة الوطن " فتحول ما "كتب " او ماقاله الى "حكمة"  غابت عن بال الكثيرين اليوم ..فهو سياسي مخضرم راكم "التجارب " والخبرات " بذكاء لتصبح منظومة "وطنية " قدمت الكثير.. الكثير ولا تزال .

يقال عن "الكباريتي " بأنه ومنذ نعومة اظفاره بأنه رجل "بيتوتي " ينام مبكراً ويصحو مبكراً ويعشق الحديقة والعمل فيها ويهتم بتربية الطيور والغزلان ،بالاضافة الى انه يهوى المطالعة..لكنه يكره "التلفزيون" ..

هذا هو "الكباريتي " الذي تعلم من بيته الالتزام والاحتشام ومن النوم مبكراً البعد عن مجالس " النميمة " وحب العمل والعمال .. وبتربيته للطيور تعلم كيف يحلق الصقر "عالياً " وكيف يبني العصفور "عشه " بأمان ..فأعز مكان لديه "سرج سابح " وخير جليس في هذا الزمان "كتاب ". ومن كتب الوطن ..

قديماً قالوا ان "الكباريتي " يختلف عن غيره ... وعندما سألوا أحدهم عن الفرق بين "الحصان " والمؤلف رد قائلاً ان "الحصان " لا يفهم لغة تاجر الخيل ...

يؤمن "ابو عون"  بالرقم ودلالته  فالفلكي الايطالي "غاليليو " قال يوماً الرياضيات هي اللغة التي كتب الله الكون بها.. وحبه للطبيعة وما في "الطبيعة " جعله يفكر "بكافكا " الذي قال: من يحتفظ بالقدرة على مشاهدة الجمال لا يشيخ ابداً ولذلك فهو "شاب " يزداد شباباً كلما كبر في العمر ...

الجميع الان يتسائل ولسان حالهم يقول ... في الليلة الظلماء ..يفتقد البدر .. نعم نتذكر البدر ... ونتذكر أكثر  الكباريتي" هذه المرحلة تحتاج الى رجالات بقامة ابو عون " .