و سقطت (ورقة التوت) عن نقابة المعلمين فإما الإستقالة وإما الإقالة ...
اخبار البلد : حسن صفيرة
في المستجدات الأخيرة التي رافقت قضية احتجاج نقابة المعلمين على قرار البصمة ونظام الخدمة الجديد، نجحت نقابة المعلمين في اسقاط "ورقة التوت" عن مطالبها الشرعية، وقد تحول الاجتماع الذي جمع ممثليها واعضاء من الحكومة ونواب الى ما يشبه سوق الخضار المفتوح، وقد كان الصوت العالي اداة باطل يراد بها حق كما أظهرته تسجيلات عدسات التلفزة المحلية، ولم تتوان عن التقاطها والتشهير "بالديمقراطية الاردنية" كما فعلت محطات التلفزة العربية.
نقابة المعلمين بفعلتها الأخيرة لم تسيء لنفسها فقط، بل اساءت لكل العاملين في القطاع، كما اساءت للأردن وقد تناقل مقاطع القيديو التي نقلت الحرب الهوجاء التي قام بها رئيس النقابة وممثليها مئات الالاف من المتفرجين!
لا ندري حقيقة هل كان الهدف الرئيس للنقابة والمشار اليهم ان يصبحوا فرجة؟؟ ويصبح الوطن فرجة مسرحية تناقض الصورة المبهجة التي جهدنا طويلا في رسمها امام العالم بوصفنا على الاقل دولة متحضرة تؤمن بلغة الحوار وينطوي الجميع تحت مظلة القانون والمؤسسات.
ما جرى في مجلس النواب يوم امس من قبل "جماعة النقابة" ينطبق عليه المثل الشعبي القائل بـ "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، فما ان انتهوا من هجومهم المعيب الذي تُبته التسجيلات بالصوت والصورة، حتى خرجوا من المجلس لتبدأ حربهم الاعلامية العشواء، بعد ان قاموا بالتهجم وتوجيه الشتائم و"الاهانات" لمن حضر من النواب واعضاء الحكومة ومسؤولين كبار كان كل همهم احتواء الازمة وجلسوا الى طاولة الحوار ذاتها التي استحالت الى ميدان معركة بفعل نهج فرد العضلات من اعضاء النقابة الكرام.
رئيس ديوان الخدمة المدنية خلف هميسات، والذي جلس الى طاولة الحوار بكل تحضر تمت مجابهته بما نخجل حقيقة عن وصفه من لغةٍ لا تليق بمربي الاجيال أقلها .. ما قاله اعضاء وفد النقابة "بانه لا يشرفهم حضوره بالجلسة" !!.
وقالت نقابة المعلمين في بيان لها إن وفد نقابة المعلمين انسحب بعد تهجم بعض النواب على أعضاء المجلس وإساءتهم للمعلمين دفاعًا عن الحكومة ورئيس ديوان الخدمة المدينة بعد انتقاد تصريحاتهم الأخيرة بحق موظفي القطاع العام.
التصريحات التي ادلى بها رئيس اللجنة الإدارية النائب مرزوق الدعجة عقب الحادثة كشفت تفاصيل الهجوم الموثق بالتسجيلات المشار اليها، وقد اوضح الدعجة في بداية حديثه "ان ما حدث في جلسة النواب والمعلمين الأربعاء، كان بقصد اتاحة المجال امام نقيب المعلمين للحديث عن القضية، الا ان احد أعضاء النقابة وهو حسن العتوم، قام بمهاجمة المسؤولين وهم رئيس ديوان الخدمة المدنية خلف هميسات، والناطق باسم الحكومة محمد المومني.
وأضاف الدعجة : ان العتوم قال حرفيا : " انا ما بشرفني اقعد مع رئيس ديوان الخدمة المدنية"، وهاجم أيضا الناطق باسم الحكومة بالفاظ نابية، قائلا للمومني: " هاي مش مزرعة أبوه".
نقابة المعلمين استندت في تبريراتها لفعلتها الشنعاء بالقول بأن " احد النواب " من يريد ان يتحدث فليتحدث بأدب ومن يتحدث غير ذلك "قليل أدب"، فهل طلب النائب بأن يتحدث اعضاء وفد النقابة بأدب خاصة بعد محاولة اعضاء النقابة "بالتفلت ورمي الكراسي" ورفع الصوت، يُقاس بحجم الهجوم الشرس الذي يُظهره التسجيل؟؟
ما حدث في لقاء وفد النقابة مع النواب واعضاء الحكومة يستوجب الرحيل الفوري واقالة نقيب المعلمين من قبل الجسم النقابي التعليمي ذاته، فهذا الجسم التعليمي الذي يعد احد اهم اركان الوطن يجب ان تحرسه ايدي الوطنيين الاحرار وليس شخص نقيب يريد ان يحفر بالصخر من اجل العودة مجددا لكرسي النقيب والذي يراه النقيب للاسف اهم واكبر من الوطن !!