أجواء التشاؤم تسيطر على المتعاملين في البورصة قبل صدور النتائج نصف السنوية

يترقب جمهور المستثمرين في بورصة عمان صدور النتائج نصف السنوية للشركات المدرجة في السوق، وسط تباين في توقعات المحللين بشأنها.
ويتزامن صدور النتائج مع خسائر ثقيلة منيت بها الاسهم المدرجة في بورصة عمان خلال النصف الاول إذ بلغت 2 بليون دينار، إذ كانت في بداية هذا العام 22.12 بليون دينار مقابل 20.1 بليون دينار بنهاية النصف الاول من العام 2011، بحسب بيانات مركز إيداع الأوراق المالية.
ويشهد المؤشر العام أسوأ أداء منذ أيلول (سبتمبر) 2004، بتداوله حول مستوى 2100 نقطة وهو مستويات كان قد فارقها قبل نحو 7 سنوات في ظل حالة نقصان الثقة بالتعامل بالأوراق المالية التي تسيطر على جمهور المستثمرين والمتعاملين في السوق.
ويتوقع أن يشهد الاسبوع الحالي صدور عدد من القرارات يوم الاثنين المقبل من مجلس مفوضي هيئة الاوراق المالية بشأن شركات مخالفة لقانون الاوراق المالية، بحسب مصادر مطلعة.
وبينت المصادر أن للهيئة دورا في القرارات الاخيرة التي اصدرتها دائرة مراقبة الشركات وهيئة مكافحة الفساد وكان آخرها ما جرى على شركة المجموعة المتحدة القابضة بتحويلها الى المدعي العام.
وفي الجانب المقابل تواصل هيئة مكافحة الفساد التحقيق في ملفي شركتي الفارس الوطنية وأموال إنفست المساهمة العامة في شبهات فساد موجهة ضدها من قبل مساهمين في الشركتين.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"الغد" أن هناك شبهات مخالفات إدارية ومالية تحوم حول الشركتين بعد توجيه شكاوى من قبل بعض المساهمين.
وكان مجلس هيئة مكافحة الفساد قرر في وقت سابق، إحالة ملف شركة المجموعة المتحدة القابضة، إلى المدعي العام بعد أن ثبت لمحققي الهيئة وبالتعاون مع دائرة مراقبة الشركات ارتكاب إدارة الشركة أفعالا تشكل فساداً، بحسب بيان رسمي من الهيئة من دون ذكر اسم الشركة مباشرة.
ويشكل دخول هيئة مكافحة الفساد على خط التحقيق في شبهات الفساد المتعلقة بالشركات المساهمة العامة مهمة جديدة بالنسبة للهيئة، إذ تنال رضا جمهور المستثمرين والمتعاملين الذين لم يجدوا طيلة السنوات الماضية جهات رسمية تحقق وتتخذ إجراءات رسمية بحق المخالفين من مديري الشركات.
ويقول مصدر حكومي، فضل عدم ذكر اسمه إن "جذور المشكلة تعود لسنوات سابقة إبان فترة رواج الاكتتابات العامة وتضخيم الأصول واستخدام الشهرة كوسيلة لتحقيق منافع ذاتية".
وحول ملف المجموعة المتحدة القابضة، يظهر أن الشركة شهدت طيلة الأشهر الماضية بيوعات مكثفة من كبار المساهمين فيها حتى فرغت محافظهم، فيما انهار سعر السهم إلى 8 قروش علما بأن رأسمال الشركة بلغ 50 مليون دينار/سهم.
وقالت مكافحة الفساد في بيان لها أول من أمس "إن الشركة المساهمة العامة – المجموعة المتحدة القابضة - قامت وبقرار من مجلس إدارتها بشراء عدة شركات تابعة ومملوكة لبعض أعضاء مجلس إدارتها بمبلغ 34 مليون دينار كان من بينها مبلغ 25 مليون دينار بدل شهرة لتلك الشركات المشتراة ومن دون عقد اجتماع للهيئة العامة".
وحول توقعات بشأن النتائج نصف السنوية يقول رئيس جمعية معتمدي سوق رأس المال جواد الخاروف "إن الشركات ما تزال تعاني من مشكلة هبوط الاوراق المالية واثارها السلبية على موجوداتها مما يحمل كثير منها اعباء اضافية".
وبين الخاروف أن الاوضاع السيئة التي يعيشها السوق والاخبار السيئة هي التي تسيطر على اجواء التداول في بورصة عمان.
ولا يبدي كثير من المراقبين تفاؤلا تجاه تعاملات الربع الثالث في بورصة عمان في الوقت الذي انهى فيه المؤشر العام على تراجع بنسبة 12%، وتتداول القيمة السوقية عند مستوى 20.1 بليون دينار، مسجلة بذلك تراجعا بنسبة 7.8%، حتى نهاية الاسبوع الماضي.