هل ستنفجر الجبهة الشمالية في وجه "إسرائيل"؟



يتابع الإعلام الصهيوني ومؤسسات الكيان تطور الأوضاع الأمنية في سوريا، بعد قيام دول العدوان الثلاثي بشن هجمات على مواقع النظام السوري على خلفية الاتهام باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين.
المتابعة الصهيونية للتصعيد على الأرض السورية أخذت جملة من الأهداف أهمها، الرصد الأمني لتوجهات حلفاء ايران في المنطقة، وإمكانية تحول الضربات الى شكل من أشكال التصعيد، بالإضافة إلى استغلال الضربات لتوسيع قاعدة تحالف أمني عسكري لتقليم أظافر إيران في سوريا، عدا عن تثبيت منهجية استمرار ضرب الأهداف السورية وحزب الله في سوريا.
هذه الأهداف يطمئن الكيان لشكل تماسكها، بنسب متفاوتة، لكنها تسعى للهدف الأهم ترسيخ عملية متسارعة للضغط على إيران من جديد وتغيير في صيغة اتفاق دول (5 +1) المتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، الأمر الذي تجد فيه صعوبة لرفض الدول الرئيسية في أوروبا المس به، لكنها ترى في ذات الوقت إمكانية حقيقية لإجراءات أمريكية ضد إيران في هذه المرحلة".
تحليل الواقع الأمني من حيث نظرة الكيان لما يجري في سوريا عبر ما ينتج عن المؤسسة الإعلامية والأمنية الصهونية يمكن ملاحظة المتغيرات المطروحة على النحو الآتي:
أولا: تقدر المؤسسة الأمنية الصهيونية أن الضربة الأمريكية لسوريا مستوعبة من قبل النظام وإيران، وفي سياق متوقع حرصت الولايات المتحدة على تهيئة الظروف له من خلال الإعلان المتكرر للرئيس الأمريكي حوله.
ثانيا: يرى الاحتلال أن إيران لن تذهب باتجاه تصعيد؛ كون الأخيرة حققت مكتسبات استراتيجية على الأرض السورية.
ثالثا: الروس لن يدفعوا الأمور باتجاه تصعيد؛ كون العلاقة بين الكيان وروسيا تضمن حالة عدم تصعيد ضد إسرائيل، كما أنها ليس بوارد التصعيد المفتوح مع الولايات المتحدة التي خسرت أهم الأوراق لها في الأرض السورية.
رابعا: الضربة الأمريكية تأتي في سياق فرض شكل من الحضور الأمريكي في منطقة تآكل دورها لصالح معادلات مختلفة بحسب المنطقة، والتي تحاول إدارة ترامب ترميم هذا التآكل.
خامسا: يرى الاحتلال بأن حزب الله لن يخرج عن توجهات التحالف لتوسيع دائرة التصعيد باتجاه الكيان في هذه المرحلة التي يحقق فيها النظام وتحالفه تقدما مهما في سوريا.
هذه البيئة التي يشخصها الكيان تتيح له حيوية مهمة في استهداف المفاصل التي يعتقد أنها تهدد أمنه على الرغم من نجاح النظام في اسقاط طائرة له قبل نحو الشهر.
الواقع على الجبهة الشمالية لا يعني استقراره لصالح الكيان من حيث التقدير العام، إذ يرى الاحتلال بأن شكلاً من أشكال المواجهة يمكن اندلاعها في أي وقت؛ كون الشام مساحة للتدافع الكبير بين عديد القوى في الشرق العربي وخارجه، الأمر الذي يدفع بإمكانية توسع الاضطراب في هذه المنطقة."
الواقع الأمني في سوريا، وطبيعة التداخل مع الساحة اللبنانية، والتأثير على الحالة الأمنية بشكل وآخر في الأردن والعراق والخليج تركيا، بالإضافة إلى حجم التداخل في القضية الفلسطينية وبيئة الاحتلال الأمنية، فإن الواقع داخل الأراضي السورية لن يستقر خلال السنوات القادمة وسيكون له تداعيات كبيرة على أمن المنطقة، لذلك يرى الاحتلال أن الحضور في رسم مستقبل الواقع السوري مهم لأمنه الاستراتيجي".
ما يعني ان التداعيات القائمة ستدفع لأشكال من التصعيد، على الجبهة الشمالية، كما ستأخذ أشكالاً من موجات التدخل الأمركي في الأراضي السورية كسيناريو تجدد القصف الأمريكي على الأرض السورية، لكنها بكل الأحوال لن تتحول لشكل من أشكال المواجهة المباشرة بين الروس والولايات المتحدة لأسباب مختلفة، كما لن تكون معها الحالة مؤهلة لانفجار على شكل حرب واسعة مع الكيان في هذه المرحلة على الأقل، ونحن نشير خلال العام الجاري في حال ظلت المتغيرات الحاكمة للمشهد على حالها".
وعليه فإن هذه الخلاصة المقتضبة لقراءة الاحتلال للواقع السوري، تحتم على المتابع للمنطقة وخاصة الجانب الفلسطيني فهم متغيرات هذه المساحة وانعكاسها على واقع الصراع مع الاحتلال الذي يسعى بكل قوة تفكيك بنية اللجوء في لبنان وسوريا، استهداف الوجود الفلسطيني وبنيته الحزبية في هذه المناطق.
لذلك من الأهمية بمكان مبادرة الفصائل الفلسطينية وسرعتها في ترتيب أوراقها في جانب الصمود للشعب الفلسطيني في هذه المناطق التي سيكون التواجد الفلسطيني من أهم الأهداف خلال المرحلة القادمة.